معز حديدان: تونس تدفع ثمن ضعف الإنتاج وارتفاع كلفة الطاقة

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/66e3df14a0e507.50459509_ohnpfeqjklmig.jpg width=100 align=left border=0>


في مداخلة إذاعية ضمن برنامج Le Club Eco على إذاعة إكسبريس أف أم، قدّم المحلل المالي معز حديدان قراءة تحليلية لمعطيات التجارة الخارجية، في ظل تعمّق العجز التجاري لتونس خلال الأشهر الإحدى عشرة الأولى من سنة 2025.

وأوضح أن العجز بلغ 20,168 مليار دينار، مقابل 16,758 مليار دينار خلال الفترة نفسها من سنة 2024، مع تراجع نسبة تغطية الواردات بالصادرات إلى 74,2% بعد أن كانت 77,4% قبل عام.





الطاقة تمثّل أكثر من نصف العجز

وبيّن حديدان أن العجز الطاقي واصل الارتفاع ليبلغ 10,308 مليار دينار، مقابل 9,812 مليار دينار سنة 2024، ما يجعله يمثل نحو 51% من إجمالي العجز التجاري.
وأضاف أن بقية المكونات توزعت أساسًا بين:

* المواد الأولية ونصف المصنعة: 5,514 مليار دينار
* مواد التجهيز: 3,268 مليار دينار
* المواد الاستهلاكية: 1,952 مليار دينار

في المقابل، سجّل قطاع المواد الغذائية فائضًا بقيمة 0,875 مليار دينار.

أخبار ذات صلة:
عجز تونس التجاري يتجاوز 20 مليار دينار إلى موفى نوفمبر 2025...


صادرات بطيئة وواردات متسارعة

وأشار حديدان إلى أن الصادرات ارتفعت بنسبة ضعيفة (1,5%) لتبلغ 57,916 مليار دينار، في حين قفزت الواردات بنسبة 5,8% إلى 78,085 مليار دينار، وهو ما يفسّر اتساع فجوة العجز.

وعلى مستوى القطاعات، سجّلت الصادرات تحسنًا في:

* الفسفاط ومشتقاته: +12%
* الصناعات الميكانيكية والكهربائية: +7,8%

بينما تراجعت في:

* الطاقة: –29,6%
* المنتجات الفلاحية والغذائية: –11,2%، خاصة زيت الزيتون
* النسيج والملابس والجلد: –1,8%

الصناعات الميكانيكية والمواد الغذائية ضمن عوامل الضغط

وأكد المتدخل أن جزءًا مهمًا من التدهور يعود إلى ارتفاع عجز الصناعات الميكانيكية، نتيجة نمو الواردات بوتيرة أسرع من الصادرات، إضافة إلى تحوّل قطاع الفلاحة والصناعات الغذائية من فائض إلى عجز خلال سنة واحدة.

التبادل التجاري حسب الشركاء

وبيّن أن الاتحاد الأوروبي يظل الشريك الأول لتونس، مستحوذًا على 70,5% من الصادرات، مع نمو نحو ألمانيا وفرنسا، مقابل تراجع مع إيطاليا وإسبانيا.
في المقابل، شدّد على أن الصين تمثّل أكبر مصدر للعجز الثنائي، باعتبار أن الواردات منها مرتفعة جدًا مقابل صادرات شبه معدومة.

الطاقات المتجددة كجزء من الحل

وفي تعقيبات متقاطعة، اعتبر متدخلون من قطاع الطاقات البديلة أن العجز الطاقي أصبح إشكالًا هيكليًا، مؤكدين أن تسريع الانتقال الطاقي من شأنه التخفيف من الضغط على الميزان التجاري وتحسين تنافسية الإنتاج الوطني.

وختم حديدان بالتأكيد على أن المعضلة الأساسية لم تعد في الاستهلاك بل في ضعف الإنتاج والاستثمار، معتبرًا أن تحسين شروط التمويل وخفض كلفة الطاقة يظلّان عنصرين حاسمين لاستعادة التوازنات الاقتصادية.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 320225


babnet