عدنان الشواشي يكشف تفاصيل “البدعة التلفزية” ما بعد الثورة... ويثير موجة تضامن واسعة

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/69203452bed665.89994551_peklhonmifgqj.jpg width=100 align=left border=0>


كشف الفنان عدنان الشواشي في تدوينة نشرها عبر صفحته الرسمية على فايسبوك عن حادثة وصفها بأنها من أغرب ما عاشه بعد سقوط نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي. وأوضح أنه تلقى، بعد فترة قصيرة من تلك الأحداث، مكالمة هاتفية تدعوه للمشاركة في برنامج تلفزي مباشر يُطلب فيه من الفنانين الذين حصلوا على أوسمة في عهد بن علي إلقاء تلك الأوسمة في النار تعبيرا عن دعمهم لثورة الياسمين.

تفاصيل الحادثة كما رواها الشواشي


وأشار الشواشي إلى أنّ مضمون الدعوة أثار غضبه وامتعاضه، معتبرا أن الفكرة تقوم على “طقوس غريبة” يراد به ـ وفق أصحابها ـ “تنظيف” سجل الفنانين من إرث النظام السابق.



وسخر الفنان من هذه المبادرة واصفًا إياها بـ“الفكرة السخيفة الساذجة”، متسائلا بسخرية:
“هكذا… نرمي أوسمتنا وصور تتويجاتنا في النار لنغسل ضمائرنا وتاريخنا؟”.

وفي تدوينته، أعرب الشواشي عن رفضه المشاركة في هذا المشهد الذي “لا يرقى إلى مستوى احترام الذات ولا تاريخ الفن”، معتبرا أن منطق التطهير عبر الحرق يذكّر بممارسات “القرون الوسطى” حين كان يُلقى بمن يُتهم بالسحر في النار.

وبيّن أنه اقترح ـ على سبيل التهكم ـ إشراك الرياضيين أيضا وإحضار كؤوسهم وميدالياتهم لتكتمل “المحرقة الجماعية”، حتى “يصبح اللهيب أكبر والاعتراف بالذنب أشمل”، حسب تعبيره.

احترام لضحايا النظام… ورفض للمتاجرة الرمزية

وأكد الفنان أنه تردّد قبل نشر شهادته، احتراما للعائلات التي تضررت من النظام السابق، مشددا في الوقت نفسه على أنه لم يكن من أصحاب الشجاعة الذين جاهروا بكلمة الحق في تلك الفترة، قائلا:
“لم تكن لي شجاعة المناضلين… لكن لم أكن منافقا”.
وأضاف أنه لا يمانع التخلي عن وسامه إن كان ذلك يشفي غليل من تضرروا فعلا، “لكن ليس في برنامج تلفزي بحثا عن الـBuzz”.

تفاعل كبير وتعليقات مساندة

أثارت تدوينة الشواشي موجة واسعة من التفاعل والتعليقات التي عبر أصحابها عن احترامهم للفنان ودعمهم لموقفه. ومن أبرز ما جاء فيها:

* “لم تكن لك شجاعة المناضلين لكن لك شرف الصدع بكلمة الحق.”
* “أنت وُسِمت من الشعب، لا من النظام… صوتك وفنك أكبر من كل الأوسمة.”
* “ما يجرا على كلمة الحق إلا الرجال… تاريخك ومعدنك من شيم الكبار.”
* “فنان رائع وأديب ومؤرخ… لك منا كل الاحترام والتقدير.”
* “احترام كبير للإنسان قبل الفنان… موقفك يدلّ على نبلك وصدقك.”
* “هذه الفكرة لم تكن سوى محاولة للتشفي… وقد بقيت تغني للحب والجمال.”
* “الوسام وسام الدولة لا وسام الشخص… ومن حقك أن تفخر به.”
* “أنت رمز من رموز الفن التونسي… ومعدنك ذهب.”
* “موقفك يعكس رقي أخلاقك ووعيَك… هكذا يكون الفنان الحقيقي.”

وتنوّعت الآراء بين من اعتبر الشواشي نموذجا للفنان الصادق، ومن رأى أن المبادرة التي تحدث عنها ليست سوى عملية “نسف للماضي” تحت غطاء الثورة، فيما دعا آخرون إلى قراءة الأحداث بعيون أكثر اتزانا.

موجة تعاطف مع فنان “بقي وفيّا لفنه”

تدوينة عدنان الشواشي لم تثر الجدل فقط؛ بل أعادت أيضا تسليط الضوء على مسيرة فنان تُجمع أغلب التعليقات على أنه صاحب مبدأ وذوق رفيع، وأنه لم ينخرط يوما في المزايدات أو الاصطفافات، وبقي وفيّا لفنه وقيمه.

وقد اختتم العديد من المتابعين تعليقاتهم برسائل تقدير، من بينها:
“دمت رائعا… الإبداع بريء من كل شبهات.”
و
“شكرا على صدقك… وشهادتك تبقى وثيقة للتاريخ.”



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 318887


babnet
*.*.*