محمد مزالي: إني أعتبر نفسي درويشا لأني أؤمن بالقيم وأدافع عنها
في حديث نشر في جريدة الصباح التونسية مع الوزير الأول السابق في عهد بورقيبة السيد محمد مزالي الذي أصدر مؤخرا كتابا تحت عنوان نصيبي من الحقيقة أكد مزالي أنه أول من كتب كتابا في تونس عن الديمقراطية" سنة 1955. معتبرا نفسه بالساذج لأنه اشتغل في السياسة بصدق وأنه مواطن آمن بالوطن وآمن بتونس وساهم في بناء الدولة إلى أن بلغ رئاسة الحكومة ولكنه لم يجد ما كان يصبو إليه فكتب هذا الكتاب ليقرّبه من ذاكرة القارئ .
يقول السيد محمد مزالي "إني آمنت ببورقيبة : وقد كان هذا الرجل إنسانا وأعتقد أنه ممن ثقلت موازينه. وعندما كبر هذا الرجل تمكنت منه بطانة وأثرت عليه وجعلت منه ألعوبة في أياديهم. ولعل خطة الوزير الأول كانت خطة ملعونة لأنها ترتبط بخلافة الرئيس.
وقد عانى منها قبلي "الباهي الأدغم" و"الهادي نويرة" ولكن ما حصل لي كان أعظم إذ أنهم اتجهوا إلى ذاتي وتاريخي وعائلتي وأملاكي قصد الانتقام مني ومن كل من كان حولي. وقد برّأت "بورقيبة" في هذا الكتاب رغم ما أصابني من تشريد وأصاب أبنائي من تعذيب وسجن ذهب إلى حدّ تشويهي واتهامي بالاختلاس والفساد."
الحوار الكامل على الصباح
نصيبي من الحقيقة:وزير أول في رئاسة بورقيبة يشهد
تأليف: محمد مزاليخمسون عامًا قضاها محمد مزالى فى خدمة بلاده، بداية بمساهمته فى الكفاح من أجل استقلال تونس، وانخراطه فى العمل النقابى والسياسى والثقافى، اضطلع خلالها بالعديد من المسئوليات الحكومية انتهت باختيار بورقيبة له كوزير أول، بما يعنى اختياره لخلافته وفقًا لما ينص عليه الدستور التونسى. وقبل أن يكون مزالى سياسيًا محنكًا (أو مناضلا ملتزمًا كما يحب أن يوصف)، فهو مفكر له وزنه فى زمن ندر فيه المفكرون والمبدعون، لم يألُ جهدًا فى ترسيخ الانتماء إلى الثقافة العربية الإسلامية واكتشاف الهوية القومية، وساهم بجد وإخلاص فى رسم ملامح تونس الحديثة.. تونس النظام والديمقراطية والخير والاستقرار..
وفى هذا الكتاب القيم يقدم محمد مزالى شهادته أو «نصيبه من الحقيقة»، متناولا مسيرته السياسية والفكرية والثقافية والرياضية، محاولا القيام بنوع من المحاسبة الختامية، متوخيا ـ وبقدر ما يستطيع ـ الحقيقة والموضوعية فى كل ما سطره دون تهويل أو تهوين، مؤكدًا أنه لم يقلْ كل شىء فى هذا الكتاب.
لقد قدم محمد مزالى شهادته تلك موصيا المواطنين والأبناء والأحفاد وخاصة المؤرخين بالمزيد من البحث الموضوعى والتنقيب العلمى، قصد إعطاء صورة ناصعة وفيَّة لتاريخ تونس منذ الاستقلال، داعيا إياهم ليساهموا «بنصيبهم من الحقيقة».
عدد الصفحات: 662
Comments
16 de 16 commentaires pour l'article 14977