أسباب النزول

أسباب نزول هذه السورة كانت محل خلاف حيث قالا الكلبي ومقاتل أنها قد نزلت في العاص بن وائل السهمي، ولكن هناك رواية أخري لابن جريج تؤكد أن سبب نزول سورة الماعون أن أبو سفيان بن حرب كان يقوم بالنحر كل أسبوع؛ وإذا أتاه يتيم ليطلب منه شيئًا من الطعام؛ فكان ينهره ويُبعده بعصا؛ لذلك ورد بالسورة قوله تعالى ” أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ “.

يُمكن القول أن سبب نزول سورة الماعون هو التأكيد على أن الدين الإسلامي هو دين الرحمة والتقوى؛ حيث أمر الله سبحانه وتعالى برحمة اليتيم والرفق بالمسكين؛ كما حذر الله تعالى من الغفلة في إقامة الصلاة.، ففي قوله تعالي “أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ” ؛ وهو يشير إلى الذين يكذبون بيوم البعث والحساب ؛ حيث أن هؤلاء لايؤمنون بما أنزله الله تعالى على رسله، ثم يقول تعالى “فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ “؛ ويوضح الله أن هؤلاء الذين كذبوا بدين الله؛ هم الذين ينهرون الأيتام بكل عنف وقسوة؛ حيث قد اُنتزعت كل الرحمة من قلوبهم.

الآية الثالثة تضمنت قوله تعالى “وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ” ؛ فمن يدع اليتم لا يحض كذلك غيره على إطعام المساكين؛ لأنه كان من الأولى به أن يفعل ذلك بنفسه؛ لكنه لا يفكر في أمر هؤلاء المساكين الذين يحتاجون إلى العطف والحنان.

من أهم أسباب نزول سورة الماعون هو تحذير الله تعالى للمصلين في قوله تعالى ” فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ” ؛ وقد يبدو الأمر عجيبًا من إنذار المصلين بالويل؛ ولكن الآية التالية توضح سبب ذلك الإنذار والوعيد؛ حيث يقول الله تعالى ” الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ “؛ أي هؤلاء المصلين الذين يُضيعون وقت الصلاة ولا يلتزمون بها في وقتها المحدد؛ ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن قولِهِ عزَّ وجلَّ: {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} [الماعون: 6-7]، قال: يُراؤُونَ بصلاتِهم، ويَمنَعونَ زكاةَ أموالِهم.

تُشير الآية الأخيرة من سورة الماعون إلى تحذير الله للمرائين بالعقاب، حيث يجب أن يكون العمل خالصًا لله تعالى لا لفت انتباه الناس، كما خصت الآية الأخيرة هذا النوع من البشر الذين يمنعون العطايا البسيطة مثل الدلو والإناء أول ما يشابهها في قوله تعالى ” وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ “؛ ليوضح مدى حرصهم على عدم العطاء؛ حيث لا يمنحون غيرهم تلك الأشياء البسيطة التي جرت العادة بالسماح بإعطائها وتداولها بين الناس.

هل سورة الماعون مكية أم مدنية؟
العلماء على اختلافٍ في كونِ سورة الماعون مكيّةً أم مدنيّة، فهي على قول الأكثر مكيّةٌ إلا أنّ ابن عباس وقتادة فيقولان بمدنيتها، أي أنّ الآيات الثلاث الأولى مكية وما بقي فمدنيٌّ، وتتمحور الآيات حول صنفيْن من الناس هما: الكفار والمنافقون في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-.

سبب تسمية سورة الماعون


سورة الماعون من السُّور القرآنية التي تعدّدت أسماؤها في بعض المصاحف، حيث أطلق عليها اسم سورة أرأيت في أحد مصاحف القيروان، وكذلك أطلق عليها البخاري هذا الاسم، ومن أسمائها أيضًا في كتب التفسير والحديث: الدِّين والتكذيب واليتيم وأرأيت الذي إلى جانب اسمها في المصحف العثماني وهو الماعون، وسُمّيت به نسبةً إلى ورود كلمة الماعون فيها دون سواها من سُور القرآن قال تعالى:”وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ”.

اختُلف في تفسير معنى الماعون؛ فقيل: هي الزكاة أي يمتنع بعض الناس عن أداء الزكاة وهو التفسير الأرجح، وقيل الماعون: هي العارية أي الشيء الذي يُستعار من الجار لمنفعةٍ ما كالماء والملح والنار وأدوات الطبخ والفأس والقدور والدلو والميزان وغيرها مما يستعان بها على قضاء الحاجة.

وفد قومٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالوا : يا رسولَ اللهِ ما تعهدُ إلينا ؟ قال : لا تَمنعوا الماعونَ ، قالوا : يا رسولَ اللهِ وما الماعونُ ؟ قال : في الحَجَرِ وفي الحديدةِ وفي الماءِ ، قالوا : فأيُّ الحديدةِ ؟ قال : قُدُورُكُمُ النحاسُ وحديدُ الفأسِ الذي تمتهنونَ بهِ ، قالوا : وما الحَجَرُ ؟ قال : قُدُورُكُمُ الحجارةُ.

جاء عن عبد الله بن مسعود: قال اللهُ سبحانَهُ وتعالى: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} [الماعون: 7]: كنَّا نعُدُّ الماعونَ عاريَّةَ الدَّلْوِ والقِدْرِ.

فضل سورة الماعون

كان الإمام الألباني من علماء المسلمين الذين حقّقوا أحاديثَ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لتبيان الصحيح منها والموضوع والضعيف وغيرها من مراتب الحديث، ومن بينها الأحاديث الواردة في فضل بعض سور القرآن الكريم وآياته فلم تكنْ سورة الماعون من بين السُّور القرآنية ذات فضل مخصوصٍ بها عن سواها من السُّور سوى الفضل العام لجميع سور القرآن وهو ثواب التلاوة أي الحرف بعشرِ حسناتٍ، بينما ما ورد من أحاديث في اختصاص هذه السورة بالفضل، فهي أحاديث موضوعة مثل حديث: من قرأ سورة أرأيت غفر الله له إن كان للزكاة مؤديًا.

سورة الماعون - سورة 107 - عدد آياتها 7


بسم الله الرحمن الرحيم

  1. أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ

  2. فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ

  3. وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ

  4. فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ

  5. الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ

  6. الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ

  7. وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ