أسباب النزول

سورة القمر مثلها مثل باقي سور القرآن الكريم التي لم يرد حديث شريف في تسميتها، وإنّما سميت بأسمائها بغرض التمييز بينها، وكانت هذه التسمية باجتهاد الصحابة -رضوان الله عليهم-، بحسب ما يرد في السورة من كلمة مميزة، وكما جرت العادة في تسمية السور، فإنّ سورة القمر سميت بهذا الاسم؛ لأنّها بدأت بوصف حادثة انشقاق القمر الذي يدلّ على اقتراب الساعة، وذلك بقوله تعالى: “اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ”، وتُسمى عند السلف، وفي كتب التفسير بسورة اقتربت الساعة أو سورة اقتربت وهي أول كلمةٍ في السورة.

فضل سورة القمر
لسورة القمر فضلٌ عظيم كما لجميع سور القرآن الكريم، ومن فضلها أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان يقرأ سورة القمر في صلاة عيد الفطر وصلاة عيد الأضحى، كما كان يقرأها في صلاة الفجرـ وقد روى مسلم عن عبيدالله بن عبدالله أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سأل أبا واقد الليثي ما كان يقرأ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الأضحى والفطر؟ فقال: “كان يقرأ فيهما بقاف والقرآن المجيد، واقتربت الساعة وانشق القمر”.
ومن فضل سورة القمر أنها تنذر الناس باقتراب موعد الساعة؛ فعلى الفطن اللبيب الاستعداد لهذا اليوم بالعمل الصالح: “عن أبي عبدِ الرَّحمنِ السُّلميِّ قال: نزلنا من المدائنِ على فرسَخٍ ، فلمَّا جاءت الجمعةُ حضرنا فخطَبنا حذيفةُ فقال : إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ : اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ، ألا وإنَّ السَّاعةَ قد اقتربت ، ألا وإنَّ القمرَ قد انشقَّ ، ألا وإنَّ الدُّنيا قد آذنت بفِراقٍ ، ألا وإنَّ اليومَ المضمارُ ، وغدًا السِّباقُ.

فقلتُ لأبي : أيستبِقُ النَّاسُ غدًا ؟ قال : يا بنيَّ إنَّك لجاهلٌ ، إنَّما يعني : العملُ اليومَ والجزاءُ غدًا ، فلمَّا جاءت الجمعةُ الأخرَى حضرنا فخطَبنا حذيفةُ فقال : إنَّ اللهَ يقولُ : اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ، ألا وإنَّ الدُّنيا قد آذنت بفِراقٍ ، ألا وإنَّ اليومَ المِضمارُ وغدًا السِّباقُ ، ألا وإنَّ الغايةَ النَّارُ ، والسَّابقَ من سبق إلى الجنَّةِ.

سورة القمر - سورة 54 - عدد آياتها 55


بسم الله الرحمن الرحيم

  1. اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ

  2. وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ

  3. وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ

  4. وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ

  5. حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ

  6. فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ

  7. خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ

  8. مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ

  9. كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ

  10. فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ

  11. فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ

  12. وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ

  13. وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ

  14. تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ

  15. وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ

  16. فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ

  17. وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ

  18. كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ

  19. إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ

  20. تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ

  21. فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ

  22. وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ

  23. كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ

  24. فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ

  25. أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ

  26. سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَّنِ الْكَذَّابُ الأَشِرُ

  27. إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ

  28. وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ

  29. فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ

  30. فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ

  31. إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ

  32. وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ

  33. كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ

  34. إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ

  35. نِعْمَةً مِّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ

  36. وَلَقَدْ أَنذَرَهُم بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ

  37. وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ

  38. وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ

  39. فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ

  40. وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ

  41. وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ

  42. كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ

  43. أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ

  44. أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ

  45. سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ

  46. بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ

  47. إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ

  48. يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ

  49. إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ

  50. وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ

  51. وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ

  52. وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ

  53. وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ

  54. إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ

  55. فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ