أسباب النزول

سبب تسمية السورة بـ المنافقون

أخذ اسم السورة من آياتها حيث إنها تتحدث عن المنافقون ومكرهم، وكيف أنهم يبطنون عكس ظواهرهم، يتربصون بدين الله ويعادون المؤمنين ولا يكتفون بهذا بل يقومون بتحريض الناس على الخروج على رسول الله حيث قال كبيرهم:” لئن رجعتم إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل”، فأراد الله ذلهم وهوانهم وكشف أمرهم بقرآن يتلى إلى يوم القيامة، فجاءت السورة بهذا الإسم.

سبب نزول سورة المنافقون
في أسباب نزول سورة المنافقون تعددت الأقاويل، حيث أن فريق من العلماء قالوا أنها نزلت بعد غزوة تبوك، وفريق آخر اجتمعوا على أنها نزلت بعد غزوة بني المصطلق وهو القول الأرجح على الغالب.

تفاصيل واقعة نزول سورة المنافقون
في أسباب النزول تواترت الأحاديث ونقل إلينا بالعنعنة أن زيد بن الأرقم قالها رواية وقد نقل عنه ذلك، أخبرنا عبد الرحمن بن عبدان حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، حدثنا سعيد بن مسعود، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل، عن أبي سعيد الأزدي عن زيد بن أرقم قال:

“غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان معنا ناس من الأعراب فكنا نبتدر الماء، وكان الاعراب يسبقونا، فيسبق الأعرابي أصحابه فيملأ الحوض ويجعل النطع عليه حتى يجئ أصحابه، فأتى رجل من الأنصار فأرخى زمام ناقته لتشرب، فأبى أن يدعه الاعرابي، فأخذ خشبة فضرب بها رأس الأنصاري فشجه”.

“فأتى الأنصاري عبد الله بن أبى رأس المنافقين في المدينة وكان يظهر الإيمان ويبطن الكفر، فأخبره وكان من أصحابه، فغضب عبد الله بن أبى ثم قال: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، يعني الأعراب، ثم قال لأصحابه: إذا رجعتم إلى المدينة فليخرج الأعز منها الأذل”.

قال زيد بن أرقم وأنا ردف عمى: فسمعت عبد الله، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق وكذبني، فجاء إلي عمي فقال: ما أردت أن مقتك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبك المسلمون، فوقع علي من الغم ما لم يقع على أحد قط”.

“فبينما أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتانى فعرك أذني وضحك في وجهى، فما كان يسرني أن لي بها الدنيا، فلما أصبحنا قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة المنافقين – قالوا نشهد إنك لرسول الله – حتى بلغ – هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا – حتى بلغ – ليخرجن الاعز منها الاذل”.

سورة المنافقون - سورة 63 - عدد آياتها 11


بسم الله الرحمن الرحيم

  1. إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ

  2. اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

  3. ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ

  4. وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

  5. وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ

  6. سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ

  7. هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ

  8. يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ

  9. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ

  10. وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ

  11. وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ