ادعاءات السائحة البريطانية ... تهم التحرّش وسيلة النساء للابتزاز والشهرة والانتقام

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/6892faee4b04d6.08046356_lqjkmingfepho.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: ريم بالخذيري

لاتزال حادثة اتهام سائحة بريطانية تبلغ من العمر 52 عاما لشاب لم يتجاوز عمره العشرين عاما بالتحرّش تثير الجدل في تونس وفي بريطانيا، بعد أن تأكّد أن المرأة استعملت سلاح تهمة التحرّش.





هذه الحادثة تعيد للأذهان حوادث أخرى مماثلة في العالم أُستعمل فيها سلاح التحرّش سواء للتشهير أو الابتزاز أو التحصل على تعويضات بالمليارات، مثلما حدث مع القضية الأشهر التي كان ضحيتها المدير العام لصندوق النقد الدولي حينما اتهمته عاملة في فندق سنة 2011 بمحاولة اغتصابها. وتم إيقافه في المطار قبل سفره إلى فرنسا، وأُدين فوق ذلك بتهم عديدة مثل الاعتداء الجنسي، الاحتجاز القسري، واللمس بالإكراه، وتم وضعه تحت الإقامة الجبرية في نيويورك مقابل كفالة قدرها مليون دولار.

لكن بعد أشهر قليلة، سحبت النيابة التهم الجنائية جميعها، بسبب تراجع المصداقية في رواية الضحية. وغنمت المدعية من وراء ذلك قرابة 6 ملايين دولار.

هذه الواقعة أفضت إلى استقالته من منصب المدير العام لصندوق النقد الدولي وخسارته أي فرصة للترشح للرئاسة الفرنسية، حيث كان من بين الأكثر حظا للفوز أمام نيكولا ساركوزي حينها.

ورغم أن نسبة هذه الادعاءات قليلة نسبيا حسب الدراسات، إلا أنها مؤذية جدا على المستوى القانوني والاجتماعي، وآثارها مدمّرة، وتُستعمل أحيانا كأداة للاابتزاز المالي أو الانتقام أو البحث عن الشهرة. كما أنها تضعف ثقة الناس في قضايا التحرش الحقيقية، وتؤدي إلى التردد في تصديق الضحايا الحقيقيين.

ولهذا، بدأت عديد الدول في سنّ قوانين لتجريم "الادعاءات الكيدية بالتحرش"، وفي تونس يعدّ القانون عدد 58 لسنة 2017 الإطار المناسب للتعامل مع مثل هذه الادعاءات. كما ينص الفصل 139 من المجلة الجزائية على أنه:
"يعاقب بالسجن مدة عامين وبخطية قدرها 240 دينارا كل من أشعر السلطة العامة أو أعوانها، سواءً كتابيًا أو شفاهيًا، بوقوع جريمة، وهو يعلم أن ذلك غير صحيح."

وفي فرنسا، تنص المادة 226-10 من القانون الجنائي على السجن والغرامة للادعاءات الباطلة. وكذلك في كل الدول، الادعاء الكاذب مدان وموجب للعقاب والغرامة والتعويض للضحية.


أخبار ذات صلة:
اتهام بالتحرش بسائحة بريطانية في سوسة: كاتب عام نقابة التنشيط السياحي يوضح ويدعو إلى مقاضاة الادعاء بالباطل...



أشهر الادعاءات الكاذبة بالتحرش

* براين بانكس – لاعب كرة قدم أمريكي واعد، اتُّهم من قبل زميلته في الدراسة باغتصابها سنة 2002. قضى أكثر من 5 سنوات في السجن وخسر مستقبله الرياضي. لاحقًا، اعترفت المدعية بأنها كذبت ولم يكن هناك أي اغتصاب، وتم تبرئته رسميًا وتعويضه ماليًا.

* كريستيانو رونالدو – نجم كرة القدم، اتهمته امرأة أمريكية تُدعى كاثرين مايرغا باغتصابها سنة 2009 في فندق في لاس فيغاس. أُعيد إثارة القضية في 2018، لكن رونالدو أكد أن العلاقة كانت "برضى الطرفين". وتبيّن وجود تناقضات في الادعاءات وعدم وجود أدلة مادية دامغة، كما أن المدعية وقّعت سابقا على اتفاق تسوية. أسقطت الشرطة التهم، وتم حفظ القضية. ورغم ذلك، ظلّت آثار القضية على صورته العامة.

* كوبا غودينغ جونيور – الممثل الأمريكي الحائز على الأوسكار، اتُّهم من عدة نساء بالتحرش في مناسبات متفرقة. بعض القضايا ثبتت، لكن في حالات أخرى تبيّن وجود بلاغات كاذبة لأغراض إعلامية أو مادية.

* طلبة جامعة ديوك – فريق لاكروس (2006) – اتُّهموا باغتصاب راقصة في حفلة. خلقت القضية ضجة كبيرة في أمريكا، لكن التحقيقات كشفت عدم وجود أدلة، فتمت تبرئتهم ورصد تعويض مالي كبير لهم.


التحرش جريمة بشعة وغير مقبولة، ومضارها على الضحايا مدمّرة نفسيًا، ولهذا لا تتسامح القوانين مع هذه الجريمة.

ولكن الأبشع من ذلك، والأكثر ضررا، هو أن يكون ضحيته بريئا لم يستطع إثبات براءته من تهمة تحرش رمته بها أنثى.


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 313026


babnet
*.*.*
All Radio in One