مقتل فتح شريف... ما مدى شعبية حركة حماس بالمخيمات الفلسطينية في لبنان؟

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/66faf3ba0053d3.44924439_qlgopinfemkjh.jpg width=100 align=left border=0>


فرانس 24 - في ضربة موجعة لحزب الله في لبنان، تمكنت إسرائيل مساء الجمعة من الوصول إلى زعيم التنظيم الشيعي حسن نصر الله، حيث أعلنت عن مقتله مساء نفس اليوم، وهو ما أكده التنظيم الشيعي في وقت لاحق، إضافة إلى عدد من القيادات في صفوف هذا الحزب.

ولم تحصر إسرائيل ضرباتها "المحددة الهدف" في قيادات حزب الله، بل شملت كذلك عناصر حماس، حيث قالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية الإثنين إن قائدها في لبنان قُتل في غارة إسرائيلية.

...

وذكرت حماس أن قائدها في لبنان وعضو قيادتها في الخارج فتح شريف أبو الأمين قُتل مع زوجته ونجله ونجلته في غارة إسرائيلية، استهدفت منزلهم في مخيم البص للاجئين الفلسطينيين بمدينة صور في جنوب لبنان.

كما قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن ثلاثة من قادتها قُتلوا في ضربة إسرائيلية على بيروت، في أول هجوم في قلب العاصمة اللبنانية وليس في ضواحيها. وأشارت الجبهة إلى أن القياديين الثلاثة قُتلوا في ضربة استهدفت منطقة الكولا في بيروت.

وحسب وزارة الصحة اللبنانية، قتل الأحد 105 أشخاص على الأقل في ضربات جوية إسرائيلية، فيما بلغت حصيلة القتلى خلال الأسبوعين الماضيين أكثر من ألف لبناني وأصيب ستة آلاف على الأقل. كما نزح مليون شخص، أي ما يعادل خمس السكان، تركوا منازلهم هروبا من القصف.

"إشعاع" الحركة وسط مخيمات الفلسطينيين بلبنان

ورغم هذا الوضع الصعب في لبنان، تتمسك إسرائيل بخيار مواصلة الضربات على هذا البلد العربي في وقت تبان فيه مؤشرات عن إمكانيتها شن حرب برية في الأيام أو الأسابيع المقبلة. ويعتبر الكثير من المراقبين أن إسرائيل تحاول استغلال الضعف الذي يتواجد فيه اليوم حزب الله لإلحاق أكبر الأضرار به حتى لا يعود من جديد إلى التلويح بتهديداته تجاه إسرائيل، وتتوقف رشقاته التي تستهدف شمالها.

وتستغل إسرائيل موقع القوة الذي تتواجد فيه في هذه الظروف لضرب الأسماء البارزة في حركة حماس كذلك، والتي تنشط بالأراضي اللبنانية، المتمركز خاصة في المخيمات.

وزاد هجوم السابع أكتوبر/تشرين الأول من شعبية وإشعاع الحركة الإسلامية وسط اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نشرت خلال الصيف الأخير تحقيقا من مخيم عين الحلوة، وهو أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في لبنان، يشير إلى نوع من التفاؤل يسود في أوساطهم، ويرون "الأمل" في حماس، عقب سنوات من اليأس والإحباط.

ووفق مؤشرات الأونروا لمارس/آذار 2023، نشرتها وسائل إعلام عربية، يصل عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في وكالة الأونروا الأممية في لبنان إلى نحو 489 ألف نسمة، يضاف إليهم نحو 31 ألف لاجئ فلسطيني ممن نزحوا من سوريا إلى لبنان من بين 6،3 مليون فلسطيني يعيشون في الدول العربي، وفق أرقام للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني نشرها في 2024.

ويعيش حوالي 45 بالمئة من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بالمخيمات التالية: البداوي، البص، الراشيدية، المية ومية، برج البراجنة، برج الشمالي، شاتيلا، ضبية، عين الحلوة، مار إلياس، نهر البارد وويفل. حسب ما جاء في تقارير إعلامية.



تعايش التيارات الفلسطينية داخل المخيمات في لبنان

وتنشط في هذه المخيمات منذ سنوات حركة حماس إلى جانب تيارات سياسية أخرى تقليدية معروفة، وتأتي في مقدمتها حركة فتح والجبهة الشعبية ثم الجهاد الإسلامي. وتشكل، بحسب مراقبين، فضاء تتمازج فيه كل التيارات الفلسطينية دون مشاكل تذكر، باعتبار الهدف بين كل هذه المكونات السياسية للشتات الفلسطيني هو إنهاء الاحتلال.

وفي حديث لفرانس24، يشير الكاتب والمحلل السياسي اللبناني يوسف هزيمة إلى أن "حماس متواجدة في جميع مخيمات الفلسطينيين اللبنانية، لكن هذه التجمعات تدار من طرف السلطة الفلسطينية تحديدا". هذا في الجانب الإداري، بينما "ولاء اللاجئين الفلسطينيين في هذه المخيمات هو أكثر لحركة حماس الداخل".

ولعل أبرز العوامل التي ساعدت على توسع شعبية حماس في هذه المخيمات، بالنسبة ليوسف هزيمة، هو أولا تهم الفساد التي وجهت إلى حركة فتح والسلطة الفلسطينية، كما عززها هجوم السابع أكتوبر الدامي الذي اعتبره العديد من الشباب الفلسطيني بأنه يعكس قدرة حماس على الوقوف الند للند بوجه الاحتلال الإسرائيلي.

وشعبية حماس في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين لا يوجد ما يؤكدها عمليا، يقول المحلل السياسي اللبناني، وإنما تكونت لدى محدثنا كقناعة عبر الحديث مع سكانها ومن انطباعاتهم بشأن ما يقع في الظرف الحالي سواء في غزة أو على الأراضي اللبنانية نتيجة العملية العسكرية الإسرائيلية.

وأمام وجود منظمات متعددة التيارات في المخيمات الفلسطينية في لبنان، قد يطرح سؤال إن كانت هذه القوى تتعايش فيما بينها دون اصطدامات معلنة. وهو الأمر الذي يؤكده يوسف هزيمة. "هناك تعايش سلمي بين جميع التيارات السياسية في هذه المخيمات"، حسب قوله، "وحماس لم تزاحم يوما حركة فتح على إدارتها" لها.

ويضيف محدثنا، فهي "تركز أكثر على الأوضاع في غزة ودعم الحركة في الداخل. ولا يمكن مقارنة ما وقع في غزة إثر الانتخابات التشريعية"، حيث قامت الحركة بطرد السلطة الفلسطينية من القطاع. ويوضح هزيمة "فالوضع مختلف تماما، والتجربة المذكورة لا يمكن إسقاطها على لبنان".

وللإشارة، ففي 2006، فازت حركة حماس في الانتخابات التشريعية، محققة حسب المراقبين مفاجأة كبرى، حيث فازت بـ76 مقعدا من أصل 132. ورفضت إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الاعتراف بنتائج هذه الانتخابات. كما رفضت بقية الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة فتح المشاركة في حكومة شكلتها حماس بدعوى "عدم الاتفاق على برنامج سياسي".

ومع مقتل قائدها في لبنان، تكون حماس فقدت قياديا آخر ضمن سلسلة من أسماء الحركة الإسلامية الفلسطينية التي وصلت إليها يد إسرائيل "الطويلة"، فيما تطرح اليوم الكثير من التساؤلات حول إلى أي حد ستواصل تحركاتها العسكرية، وهل ستكون قيادات أخرى في المخيمات ضمن أهدافها؟ ومقابل ذلك تلوح الدولة العبرية كل مرة بأن العمليات لم تحقق بعد أهدافها، والاستمرار فيها يبقى من باب المؤكد.






   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 294970


babnet
All Radio in One    
*.*.*