في اليوم الثاني من شهر رمضان... تواصل الحركة التجارية بأسواق العاصمة رغم التشكيات من غلاء الأسعار

مع حلول اليوم الثاني من شهر رمضان الكريم لا تزال الأسواق التونسية بالعاصمة وتحديدًا باب الفلّة وسيدي البحري والسوق المركزية بالعاصمة وما جاورها من محلات، تشهد حركية تجارية كبيرة، حيث توافد المواطنون منذ الصباح لاقتناء حاجياتهم من خضروات وفواكه وأسماك وأجبان وموالح و"ملسوقة" وغيرها من الحلويات.
ورغم من الازدحام، فقد امتزجت في هذه الأسواق، أصوات الباعة وهتافاتهم في بعض الأحيان لجلب المواطنين لاقتناء منتوجاتهم المعروضة بطريقة منظمة وشهية تعبق بروائح التوابل والزيتون والمالح والجبن والخبز بجميع أنواعه، ما أضفى أجواء مميزة عكست بامتياز الطابع الرمضاني وتعمقت أكثر بتبادل الناس التهاني بقدوم الشهر الكريم.
ورغم من الازدحام، فقد امتزجت في هذه الأسواق، أصوات الباعة وهتافاتهم في بعض الأحيان لجلب المواطنين لاقتناء منتوجاتهم المعروضة بطريقة منظمة وشهية تعبق بروائح التوابل والزيتون والمالح والجبن والخبز بجميع أنواعه، ما أضفى أجواء مميزة عكست بامتياز الطابع الرمضاني وتعمقت أكثر بتبادل الناس التهاني بقدوم الشهر الكريم.
وفي خضم هذه الأجواء كان لارتفاع الأسعار في بعض المواد الاستهلاكية وقع سلبي وشكل مصدر قلق لدى الكثيرين خصوصًا منها أسعار الأسماك والغلال.
وقد رصدت موفدة "وات" الإقبال الكثيف للمواطنين، إلى درجة الازدحام، في الفضاء المخصص لبيع مختلف أنواع الأسماك، خصوصًا بالسوق المركزية بالعاصمة، من أجل الظفر بالأسعار المناسبة، وذلك بالرغم من التشكيات من ارتفاع أسعارها.
وشهدت أسعار الأسماك ارتفاعًا ملحوظًا ليصل ثمن الكيلوغرام من "القاروص" إلى ما بين 22.5 دينار و74 دينارًا و"الورقة" 21.5 دينارًا و"البوري" 12.8 دينارًا والتن 12 دينارًا. وتراوحت أسعار سمك "التريليا" ما بين 12.8 دينارًا و49.8 دينارًا وبلغ سعر "النزلي" 26.8 دينارًا و"السردينة" 6.8 دينارًا و"الصبارص" و"المرجان" على التوالي 10 دينارًا و12.8 دينارًا و"الصول" 58 دينارًا.
في المقابل تراجع أسعار "الصوبيا" إلى ما بين 26.8 دينارًا و34 دينارًا و"القرنيط" إلى ما بين 48 دينارًا و32 دينارًا. في حين تراوحت أسعار "الشوفرات" ما بين 34.8 دينارًا و39.8 دينارًا.
وشهدت أسعار الخضر استقرارًا خصوصًا الخضر الورقية ما بين 800 مليمًا و1 دينارًا فيما قدر ثمن الكيلوغرام الواحد من "الجلبانة" ب4.6 دينارًا والفول بـ3 دينارًا. وتراوحت أسعار الخرشوف "القنارية" بين 3 دينارًا و4 دينارًا، أما اللوبيا الخضراء فعرضت بسعر 22 دينارًا والفلفل بـ3.75 دينارًا والطماطم 2.5 دينارًا والبصل بـ1.85 دينارًا والبطاطا بقيمة 2.375 دينارًا والجزر بـ1.8 دينارًا والبسباس بـ2 دينارًا.
وحافظت الغلال على أسعارها منذ عدة أيام إذ بلغ ثمن الكيلوغرام من الفراولة 12 دينارًا والموز 7.3 دينارًا فيما تراوحت أسعار التمور بين 6 دينارًا و15 دينارًا و"المادلينا" بـ3 دينارًا والبرتقال (طمسن) بين 1.9 دينارًا و3 دينارًا والتفاح بين 6.25 دينارًا و7.5 دينارًا، و"الكيوي" (1 دينارًا للقطعة الواحدة) و"الأفوكادو" ب5 دينارًا للقطعة الواحدة و"الأناناس" بين 12 دينارًا و14 دينارًا.
وكانت أسعار اللحوم الحمراء بالنسبة للـ "هبرة" بقري بقيمة 35 دينارًا والـ"صدرة" بـ26 دينارًا والـ"جومانة" 32 دينارًا والـ"فيلي" والـ"كتلات" بقري بـ35.5 دينارًا. أما لحم الضأن "علوش" مستورد فكان بقيمة 38.2 دينارًا و"علوش" محلي بـ49.99 دينارًا و"كبدة علوش" بـ50 دينارًا والـ"مرقاز" 30 دينارًا. أما اللحوم البيضاء فقد بلغ ثمن الكيلوغرام من الدجاج العادي 8.49 دينارًا وشرائح الديك الرومي "إسكالوب" 16 دينارًا و"كبدة الدجاج" ما بين 17.3 دينارًا و19.99 دينارًا.
من جهتها حافظت الفواكه الجافة على نفس الأسعار ليصل ثمن اللوز العادي 42 دينارًا والفستق 110 دينارًا و"البوفريوة" الحمراء 45 دينارًا والجوز "الزوزة" 38 دينارًا والبندق بلدي 160 دينارًا والمستورد من 150 دينارًا، أما الـ"كاجو" طبيعي فعرض بـ48 دينارًا.
رغم الغلاء... التونسي وفي لعاداته خلال الشهر الكريم
يقول عبد المجيد الكحلاوي، موظف بشركة خاصة، إن المعروف على التونسي أنه "إنسان عياش" يسعى دائمًا إلى أن يكون في مستوى جيد حتى وإن تعدى الأمر في الكثير من الأحيان مقدرته الشرائية، فرغم غلاء الأسعار التي عرفتها جميع المواد الغذائية والاستهلاكية منذ عدة سنوات إلا أنه لم يغير من عاداته.وشاطرته كوثر الزغلامي، صيدلانية، الرأي مؤكدة أن التونسي لم يعد قادرًا على العيش في مستوى ضعيف بل أصبحت الأشياء التي كانت بمثابة الكماليات، اليوم من الأشياء الضرورية والتي لا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال، ومن بينها العادات الاستهلاكية خلال هذا الشهر الكريم والتي تتطلب ميزانية ضخمة، إذا تمت إضافة ملابس العيد.
في المقابل، قالت الحاجة ياقوتة الخضراوي، وهي ربة بيت، إنّ ارتفاع أسعار الأسماك أو غيرها من المواد الأخرى يعود إلى لهفة المواطن وإقباله على هذه السلع، مؤكدة أنها تحاول شراء بعض المواد الاستهلاكية قبل دخول هذا الشهر الكريم وتخزينها لتجنب ارتفاع أسعارها.
وفي السياق ذاته أوضحت وسيلة بن علي، وهي موظفة، إنها وللأسف قد اضطرت إلى التخلي عن طبخ بعض الأطباق بسبب غلاء بعض المكونات منها بالخصوص الفواكه الجافة لافتة إلى أن مائدة رمضان لم تعد كما كانت سابقًا.
المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك تحث على الابتعاد عن اللهفة
وحثّ رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك، لطفي الرياحي، في تصريح، صباح اليوم الأحد، لوكالة تونس إفريقيا للأنباء "وات"، جميع المواطنين على الابتعاد عن اللهفة واقتناء فقط الحاجيات الضرورية بكميات محدودة لتعديل السوق خصوصًا وأن بعض المواد التي كانت تشهد نقصًا على غرار مادتي القهوة والسكر قد تم ضخها في السوق وهي متوفرة.وأوضح الرياحي في سياق متصل، أنه تم ضخ حوالي 750 طنًا من القهوة في حين أن الاستهلاك الأسبوعي للمواطن التونسي لهذه المادة يصل إلى حوالي 200 طنًا، كما تم ضخ مادة السكر بمناسبة الشهر الكريم بزيادة تصل إلى 40 بالمائة مقارنة بالفترات السابقة، حوالي 5 آلاف طنًا إضافية.
وأشار إلى توفر الغلال والخضر بصفة واضحة خصوصًا الخضر الورقية التي زادت بنسبة 5 بالمائة مقارنة بالسنة المنقضية وكذلك اللحوم البيضاء ومادة البيض.
وأبرز الرياحي أن الإشكال هذه السنة يتعلق بارتفاع الأسماك بصفة ملحوظة واللحوم الحمراء خصوصًا منها اللحوم المحلية حيث تراوحت أسعار لحم الخروف المحلي بين 50 دينارًا و55 دينارًا.
ودعا الرياحي في هذا الصدد، أصحاب القرار ذات العلاقة إلى إيجاد حل في تسعيرة اللحوم الحمراء خصوصًا وأن شركة اللحوم تبيع الكيلوغرام الواحد من لحم الخروف ب42 دينارًا في مختلف نقاط بيعها الثلاث، ولا تغطى كامل ولايات الجمهورية. علما وأنها تشتري منتوجاتها من تجار الجملة حاثًا إياهم على تعديل السوق والحد من ارتفاع أسعار الأسماك.
توقع تسجيل انخفاضات في الأسعار خلال شهر رمضان
توقعت وزارة التجارة وتنمية الصادرات في وقت سابق تسجيل انخفاضات إضافية في أسعار المواد الاستهلاكية الحساسة بالتزامن مع شهر رمضان 2025 خصوصًا مع توقعات بتواصل تراجع نسبة التضخم خلال شهري فيفري المنقضي ومارس الجاري.يذكر أن نسبة التضخم في تونس تراجعت إلى حدود 6 بالمائة بعد أن كانت في حدود 6.2 بالمائة خلال شهر ديسمبر الفارط و7.8 بالمائة خلال نفس الشهر من السنة الماضية.
واعتبرت الوزارة أن المساهمة في تركيز نقاط بيع من المنتج إلى المستهلك في مختلف الولايات وتزويدها بالمنتوجات الضرورية للقفة اليومية للمواطن فضلًا عن انطلاق المساحات التجارية الكبرى والمتوسطة في عروضها التجارية المميزة الخاصة بشهر رمضان، عوامل من شأنها أن تؤثر إيجابًا على المنحى التنازلي للأسعار.
200 فريق رقابي للتصدي للتجاوزات خلال الشهر المبارك
وقال مدير إدارة المراقبة والأبحاث الاقتصادية، زهير بوزيان، في وقت سابق لـ"وات"، إنه تم تخصيص 200 فريق رقابي سيمكن من تغطية أغلب مناطق البلاد واستهداف أكبر عدد ممكن من المناطق ذات الكثافة التجارية.وبين أن العمل الرقابي خلال الأيام العشرة الأولى من رمضان سيرتكز على مراقبة منتوجات الفلاحة والصيد البحري والمخابز للسهر على حسن تزويد السوق ومراقبة منحى الأسعار ورفع المخالفات في حال تأكد ارتكابها من التجار إلى جانب مراقبة آلات الوزن والمكاييل.
وسيشمل العمل الرقابي خلال النصف الثاني من شهر رمضان فضاءات الترفيه والمقاهي ومحلات بيع الملابس الجاهزة والأحذية ولعب الأطفال.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 304103