مخبر التبادل المغاربي والافريقي والاوروبي بكلية الاداب منوبة ينظم مؤتمرا دوليا في الذكرى 150 لتاسيس المدرسة الصادقية

ينظم مخبر التبادل المغاربي والافريقي والاوروبي بكلية الاداب والفنون والانسانيات بمنوبة مؤتمرا دوليا حول تاريخ المدرسة الصادقية واعلامها ايام 25 و 26 و 27 فيفري 2025 وذلك احتفالا بمرور 150 عاما على تأسيس المدرسة.
وقال مدير المخبر وأحد منظمي المؤتمر، محمد الازهر الغربي، "ننظم هذه الندوة وعيا منا باهمية هذا الصرح الوطني الذي يعد أحد أسس الهوية التونسية اذ ان عددا هاما من اطارات الدولة التونسية هم من خريجي الصادقية.
وقال مدير المخبر وأحد منظمي المؤتمر، محمد الازهر الغربي، "ننظم هذه الندوة وعيا منا باهمية هذا الصرح الوطني الذي يعد أحد أسس الهوية التونسية اذ ان عددا هاما من اطارات الدولة التونسية هم من خريجي الصادقية.
وابرز ان تأسيس المعهد الصادقي يمثل محطة تاريخية هامة وجب الوقوف عندها مضيفا "نسعى الى ان يكون احتفالا علميا مميزا" ومن اجل ذلك برمجنا قرابة 27 مداخلة حول مواضيع مختلفة سيلقيها باحثون من تونس والجزائر والمغرب ستتمحور حول عديد المحاور على غرار "الصادقية من خير الدين المؤسس الى محمد عطية المنقذ" و"المدرسة الصادقية ومعركة تعليم اللغة العربية" و"الصادقيون والتعريب" و"المدرسة الصادقية: اي هوية مالية" و"المدرسة الصادقية والاوقاف: اي علاقة " و"انزال اوقاف المدرسة الصادقية من الرباع بالجزء الاوروبي من مدينة تونس في الثلث الاول من القرن العشرين" و"النخب الصادقيون ودورهم في الحركة الوطنية".
وتأسست المدرسة الصادقية سنة 1875 على يد المصلح خير الدين باشا، ونسبت تسميتها الى المشير محمد الصادق باي، على اثر تبني جمعية الاوقاف فكرة المؤسسات والحداثة اي المرور من دولة الاشخاص والافراد الى دولة المؤسسات وهو ما يتناسب مع فكر المصلح خير الدين باشا لذلك قام قانونها الاساسي على التوجه نحو العلوم الحديثة من رياضيات ولغات اجنبية بهدف تكوين اطارات للدولة.
ومن المفارقات ان المدرسة الصادقية ورغم طابعها الحداثي فان تمويلها كان يتم عن طريق مؤسسة الاوقاف وبالاساس تركة الوزير مصطفى خزندار من عقارات واملاك مصادرة وبذلك كانت المؤسسة تمول نفسها بنفسها كما كان تسييرها ذاتيا ويتم عن طريق مجلس ادارة يخضع لرقابة مالية وهو من يحدد الميزانية والنفقات.
من جهة اخرى اشار الغربي الى ان جزء من اموال المدرسة كان يوجه نحو خزينة الدولة لتمويل ما كان يسمى انذاك "العلم العربي" ملاحظا انها مزجت بين الاصالة الحداثة وهي مفارقة صعبة نجحت الصادقية في تحقيقها على مستوى الادارة والبرامج التعليمية والمالية والاشراف، فقد حافظت على الهوية والشخصية التونسية رغم الهيمنة الاستعمارية آنذاك.
ولفت الى ان دور "الصادقية" كان مؤثرا جدا في نحت الشخصية التونسية وتكوين نخبة تونسية وبرز ذلك من خلال اصدار مجلة الاحوال الشخصية، على سبيل المثال، اضافة الى ان جل الرؤساء الذين تداولوا على الدولة كانوا من خريجي الصادقية (باستثناء اثنين فقط).
من جهة اخرى اقر الغربي بندرة المصادر والمراجع وشح المعلومات التاريخية حول هذا الصرح الوطني مشيرا الى ان تحويل ارشيف الصادقية نحو الارشيف الوطني بفضل مجهودات عديد الباحثين وخاصة مدير الارشيف الوطني الاستاذ الهادي جلاب وفر مادة دسمة للمهتمين بهذا الموضوع من باحثين وحتى مواطنين عاديين اذ اصبح ارشيفها متاحا لكل التونسيين من اجل الاطلاع على اعمال تاريخية وادبية نادرة وفريدة وطريفة لم يطلع عليها احد من قبل.
واكد ان جميع المحاضرات التي ستلقى بمناسبة هذه الندوة الدولية تستند الى هذه المؤلفات المكتشفة وانها ستصدر جميعها في شكل كتيب سيكون على ذمة القراء والباحثين.
وقال "مانقوم به هو من باب الواجب" تجاه هذه المؤسسة العريقة والرائدة وطنيا والتي كان لها دور بارز في نحت تاريخ تونس معرفيا وسياسيا وثقافيا.
وابرز ان فكرة الاعداد للمؤتمر انطلقت منذ سنة 2022 تلتها مراحل التحضير وعقد الاجتماعات للنظر في المحاور المقترحة مشيرا الى انه نتاج مجهود مشترك لكافة اعضاء مخبر التبادل المغاربي والافريقي والاوروبي، الذي تاسس منذ اربع سنوات، والذي نظم العديد من الندوات على غرار ندوتين "حول الحرب العالمية الثانية وتاثيرها على العالم العربي" اضافة الى ندوة حول "الجنوب والواحات والصحراء" بالتعاون مع معهد المناطق القاحلة بمدنين.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 303661