وقدّم المدير العام للمركز، شكري مسعود، لمحة عن المركز واسهاماته البحثية من خلال انتاجات المخابر العلمية الستة التي تنضوي تحت اشرافه، معتبرا أن المركز من المراكز الرائدة في البحث العلمي التطبيقي، حيث يدعم التوجه نحو التنمية المستدامة من خلال مشاريع بحثية تهدف الى تعزيز الزراعة المستدامة عبر حلول طبيعية، واعتماد تقنيات صديقة للبيئة، وتقليل البصمة الكربونية عبر عمليات بيوصناعية أكثر استدامة.

---

---

وأضاف مسعود أن المركز يعمل في اطار الأولويات الوطنية لدعم الأمن الغذائي والاقتصاد الدائري، والتنوع البيولوجي في اطار التغيرات المناخية وذلك عبر إنتاج بذور ومشاتل محسنة جينية ونباتات مقاومة للملوحة وللتغيرات المناخية وللامراض الفطرية والفيروسية، ويسعى لإيجاد حلول بيتكنولوجية لمشكلة انخفاض الإنتاج بالنسبة للزراعات الكبرى ذات الأولوية، كما يعمل على تطوير إنتاج مبيدات واسمدة حيوية للحد من استعمال الأسمدة الكيميائية الضارة، وعلى استخدام الفطريات والبكتيريا النافعة لتعزيز التربة وزيادة انتاج المحاصيل، وتحسين جودتها عبر الهندسة الوراثية وتقنيات التكاثر الحديثة، إلى جانب تثمين النفايات الزراعية والبحرية والصناعية عبر تحويلها إلى اسمدة حيوية او عبر تطوير تقنيات الحفظ الحيوي للأغذية.
من جانبه، اعتبر المكلف بالإشراف على الإدارة العامة لتثمين البحث بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي حلمي المرداسي، أن المجهودات البحثية التي أطّرها وأنجزها المركز تمثل رصيدا مهما من خلال نوعية الأبحاث المنجزة في مختلف اختصاصات المركز، وعبر مختلف مخابره البحثية ووحداته المختصة، ومن خلال شراكاته في عديد البرامج البحثية على المستويين الوطني والدولي.
وتابع أن حصيلة انتاجات المركز تؤكد المكانة العلمية التي اصبح يحتلها على مستوى الشبكة البحثية وطنيا، وكذلك من خلال تعزيز مركزه في سلم المراكز البحثية على المستوى الدولي.
ويبلغ عدد المقالات العلمية منذ إحداث المركز اكثر من 2160 منشورا علميا في مجلات علمية محكمة، هذا إلى جانب التحصيل الاكاديمي داخل المركز من خلال انجاز 53 أطروحة تأهيل جامعي، و249 أطروحة دكتوراه، و376 رسالة ماجستير.
كما أصبح المركز فاعلا رئيسيا في المشهد العلمي والتكنولوجي على الصعيد الدولي، حيث يحتل المرتبة 29 في سلم المراكز البحثية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، والمرتبة الرابعة وطنيا في مجال البحث العلمي، والثانية على مستوى مراكز البحث، والمرتبة الأولى على مستوى الأقطاب التكنولوجية، حيث تحصل منذ إحداثه على 26 مشروعا وطنيا، وفعّل شراكاته مع مؤسسات البحث العلمي، مستفيدا من كل الخبرات التي تخدم مشاريعه العلمية.
من جهتها، أبرزت الممثلة المقيمة الجديدة للوكالة اليابانية للتعاون الدولي بتونس (جيكا) " "مياتا ميومي" الجهود التي تبذلها الوكالة اليابانية لتعزيز قدرات المركز ومن ورائه القطب التكنولوجي ببرج السدرية منذ انطلاق عمله، وذلك من خلال تمويل مشاريع البحث العلمي، وتطوير كفاءات الباحثين سواء عبر التكوين أو من خلال إسناد منح بحثية للباحثين وطلبة الدكتوراه، وتمويل اقتناء الوسائل البحثية، وعقد الشراكات مع الجامعات والمراكز البحثية والمؤسسات الاقتصادية اليابانية، إلى جانب الشراكة المميزة في إطار مشروع تركيز أنظمة بحثية لمجابهة التحديات المرتبطة بأهداف التنمية المستدامة وتثمين البحوث العلمية المجددة.
واستعرض ملحق التعاون العلمي بالمعهد الفرنسي بتونس "باسكال شاردوني" تاريخ الشراكات بين تونس وفرنسا في مجال البحث العلمي والاتفاقيات التي تم إبرامها في المجال والتي شملت مجالات بحثية متنوعة (منها 10 مشاريع بحثية مع مركز البيوتكنولوجيا ببرج السدرية خلال السنوات الثماني الماضية)، إلى جانب تخصيص نحو مليون دينار سنويا لتمكين فرق من الباحثين والطلبة في الدراسات العليا المعمقة بتونس من استكمال وانجاز بحوثهم العلمية في فرنسا والمشاركة في البرامج البحثية المشتركة.
وقدّم رؤساء المخابر ووحدات البحث المختصة، خلال الندوة، مداخلات حول أنشطة المركز وبرامجها البحثية المنجزة والتي هي في طور الإنجاز.
يذكر أن مركز البيوتكنولوجيا ببرج السدرية يضم 73 أستاذا باحثا و58 اطار فنيا واداريا، وتنضوي تحته 6 مخابر بحث تتوزع إلى كل من مخبر النباتات المقاومة للضغوطات البيئية، ومخبر البقوليات والمنظومات الزراعية المستدامة، ومخبر المواد ذات الفعالية البيولوجية، ومخبر الفيزيولوجيا الجزئية للنباتات، ومخبر بيوتكنولوجيا الزيتون، ومخبر النباتات الطبية والعطريةـ الى جانب الوحدات المختصة لدعم البحث العلمي وجودة نقل التكنولوجيا التي تشمل وحدة مساندة البحث ونقل التكنولوجيا، ووحدة الجودة والسلامة والمحيط، ووحدة تثمين البحث ونقل التكنولوجيا، ووحدة الاعلام والتوثيق العلمي.