---

---

وقالت إن "سرطان القولون بصدد التطور بشكل كبير حيث أصبح يحتل مراكز متقدمة في سلم السرطانات المنتشرة مقارنة بالسنوات العشر الماضية، وهذا مرتبط بشكل رئيسي بتغير النمط الغذائي واستهلاك اللحوم المصنعة والوجبات السريعة والتغذية المعلبة".

وأكدت من ناحية أخرى أن الإحصائيات المتعلقة بالأمراض غير السارية أصبحت في تزايد مستمر مثل ضغط الدم والسكري والسمنة والأمراض السرطانية، بسبب تناول الأغذية غير الصحية كالأطعمة المصنعة التي تحتوي على المواد الحافظة والمضافات الكيميائية والدهون المشبعة.

وذكّرت أن تونس شهدت عام 2023 حوالي 16500 حالة إصابة جديدة بمختلف السرطانات، يحتل فيها سرطان الثدي المركز الأول من جملة الإصابة بالسرطانات عند المرأة، فيما يحتل سرطان الرئة المركز الأول من جملة السرطانات عند الرجل، ويأتي سرطان القولون ثانيا عند المرأة ورابعا عند الرجل من حيث عدد الإصابات المسجلة.

من جهته، أكّد رئيس قسم الوبائيات السابق بمعهد صالح عزيز محمد الحصايري لـ (وات)، أن العوامل الغذائية لها تأثيرات كبيرة ومباشرة سواء فيما يتعلق بظهور الأمراض السرطانية أو بتحسن الحالات المرضية بالنسبة لمرضى السرطان، مبرزا وجود علاقة وثيقة بين السمنة وظهور السرطانات والأمراض غير السارية كأمراض القلب والشرايين والسكري حسب عديد الدراسات.
وتوقع رئيس قسم الوبائيات السابق بمعهد صالح أن ترتفع نسبة انتشار الأمراض السرطانية في تونس عام 2024 لاسيما سرطان الثدي عند المرأة بسبب عوامل غذائية وقلة النشاط البدني وأسباب أخرى وراثية وأخرى تتعلق بتأخر سنّ الزواج وتأخر أول إنجاب والابتعاد عن الرضاعة الطبيعية.
وأوضح أن قلة استهلاك الفواكه والغلال تزيد في نسبة خطر الإصابة بالسرطان، مشيرا على سبيل المثال إلى أن النمط الغذائي غير السليم يمكن أن يرفع مستوى الإصابة بسرطان القولون بنسبة 35 بالمائة، وهو ما أكّدته الأستاذة الجامعية المبرزة في الطب الوقائي بكلية الطب بتونس نادية بن منصور في تصريح ل(وات)، بالاستناد إلى عديد الأبحاث والدراسات التي أظهرت أن اتباع نظام غذائي غير صحي قد يزيد من احتمالية تطور بعض أنواع السرطان وكشفت عن تسبب الأغذية غير الصحية في السرطانات.

ولفت نادية بن منصور، إلى أن بعض دراسات أثبتت أن سرطانات القولون والمستقيم تمثل حوالي 35 بالمائة من الحالات المرتبطة بالنظام الغذائي مشدّدة على أن الوقاية من أمراض السرطان تتطلب وقاية أولية مرتبطة باستهلاك التغذية السلمية والابتعاد عن التغذية غير الصحية المتسببة في ظهور السرطان.

وقالت " إن هناك مخاوف متزايدة بشأن تأثير مواد التحلية الصناعية édulcorants على الصحة، خاصة فيما يتعلق بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، خاصة أن بعض الدراسات تشير إلى أن استهلاك كميات كبيرة من المحليات الصناعية قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان"، داعية إلى الابتعاد عن استهلاك هذه المواد المصنعة. وتُستخدم المحليات الصناعية كبدائل للسكر في العديد من المنتجات الغذائية والمشروبات وغيرها.

وعن أهمية اتباع نظام غذائي صحي في الوقاية من هذه الأمراض أكدت منسقة البرنامج الوطني لمكافحة السرطان سميّة المنصوري ضرورة الحرص على تغيير سلوكيات الأطفال الغذائية باتجاه سليم من خلال تحفيزهم على تناول الأكلات الصحية مثل الفواكه والخضروات التي تمنحهم القوة والطاقة والحليب ومشتقاته التي تقوي عظامهم، والحبوب الكاملة التي تساعدهم على التركيز.

كما شددت على الابتعاد عن التدخين المسؤول بشكل رئيسي عن تفشي سرطان الرئة والحنجرة والفم بالنظر إلى احتوائه على مواد سامة، والإقبال على الرياضة أو المشي التي تشير كثير من الدراسات أنها تقلل من الإصابة بالسرطانات وفق قولها.

وتتمثل التغذية السليمة، وفق هذه المتحدثة، في تناول طعام متوازن يحتوي على الخضروات الغنية بالألياف والتي تحمي الجسم من السرطان والغلال والحبوب والبقول والأسماك واللحوم الخالية من الدهون والبيض والابتعاد كليا عن اللحوم المصنعة.

ولفتت منسقة البرنامج الوطني لمكافحة السرطان إلى إن اختيار محور أشغال الملتقى العلمي جاء للتأكيد على أهمية التغذية السليمة تحسين النمط الغذائي للمواطنين في الوقاية من الأمراض السرطانية خاصة في ظل تغير النمط الغذائي وتحسيس المواطنين بخطورة استهلاك الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة على صحة الإنسان.