"تراث ومنتجات محلية" كتاب فني جديد بالفرنسية والانقليزية يسلط الضوء على التراث الثقافي غير المادي لتونس

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/652c3847431944.60696883_imnpgekqojfhl.jpg width=100 align=left border=0>


(وات/ريم قاسم) - صدر عن منشورات أليف بالاشتراك مع وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية كتاب فني فخم باللغة الفرنسية يحمل عنوان (تراث ومنتجات محلية : النكهات والمهارات)
Patrimoine et terroirs : saveurs et savoirs

ويندرج إصدار هذا الكتاب القيم والثري من حيث المحتوى، والأنيق من حيث الإخراج الفني والصور المتميزة التي تضمنها، في إطار التعريف بالتراث الثقافي غير المادي لتونس على اختلاف مدنها وأريافها.
وقد ورد الإصدار في 240 صفحة من الحجم الكبير باللغتين الفرنسية والانقليزية، وهو عبارة عن رحلة استكشافية تحمل القارئ بين ثنايا أزقة المدينة العتيقة بتونس قبل أن تتجول به في تونس الأعماق من الشمال إلى الجنوب ومن المناطق الساحلية إلى المناطق الداخلية.
...

رحلة تعكس ثراء المخزون التراثي للبلاد التونسية من تراث غذائي وصناعات تقليدية وعادات وتقاليد ومن مخزون بيئي يعرف بجغرافيا تونس وتضاريسها وبحارها وجبالها وأنهارها وصحرائها، ويقف شاهدا على عمق تاريخها وتعاقب الحضارات عليها منذ آلاف السنين.
وحرصت وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية ومنشورات أليف على إصدار هذا المؤلف الذي يوثق عديد المهارات ويحفظها من الاندثار، فلئن غابت بعض العادات والتقاليد المرتبطة بالطبخ وكيفية إعداد المنتجات المحلية وتوظيفها في البيت فإن الكثير من المهارات ما تزال تتناقلها الفتيات من الأمهات ومن الجدات، كما يتوارث الشبان عدة مهارات من آبائهم ويحافظون عليها من الجد إلى الحفيد ويتحدون الزمن، رغم التطور ورغم التغييرات الكبيرة التي يفرضها العصر الحالي على أكثر من صعيد.
فالأنامل تنطق والمنتوجات الحرفية والصناعات اليدوية تروي قصصا وحكايات، والرقص والأغاني والأهازيج تحمل عبق الذكريات و"اللمة" سواء في المدن أو في القرى والأرياف.
وتعد تونس موسوعة ضخمة من المهارات والأذواق والنكهات والروائح. والحديث عن الروائح يحيلنا لا فقط على روائح الأكل الزكية، بل كذلك على روائح العطور بأنواعها المختلفة وليس أقلها الزهر والفل والياسمين الذي أصبح منذ سنوات الطابع المميز والذكرى التي لا تنطفئ من بال السياح والضيوف الذين يحلون بتونس ويتنقلون بين النزل والمطاعم والمقاهي وفضاءات العروض الفنية والمهرجانات وغيرها من الأماكن التي لا يخلو منها بائع مشموم الفل أو الياسمين.
وقد تضمن الإصدار معلومات ثرية وقيمة تتعلق بعديد الحرف والمهارات منها إلى جانب إعداد مشموم الفل، صناعة الشاشية والنقش على النحاس وصنع الغرابل وغيرها من الحرف كتصميم لوحات الفسيفساء، علاوة على كيفية إعداد الحلويات مثل "كعك الورقة" والتعريف بالمهارات المتعلقة بالمنتوجات المحلية والطبخ على غرار الهريسة، والتي تم تسجيلها وتسجيل المهارات المتعلقة بها على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
هذا الإصدار الجديد الذي تضمن نصوصا هامة لثلة من الخبراء والمختصين في التراث والآثار وعلوم التغذية منهم بالخصوص الباحثة إسمهان بن بركة وناصر البقلوطي وفؤاد العلاني وفيفيان بالطيب وابراهيم شبوح والخطاط عمر الجمني وقد وشحت صفحاته صور متميزة بعدسة محمد صالح بالطيب والرسام علي عبيد.
ويكتشف القارئ كل المعالم الأثرية والمواقع التونسية المصنفة ضمن قائمة اليونسكو للتراث الإنساني، كما يطالع مقالات عن الممارسات والمهارات المتعلقة بالطبخ وبالحرف وبالصيد وغيرها من المهارات المتعلقة بالتراث الثقافي المتوارث والتي تم تسجيلها كذلك على قائمة اليونسكو والمندرجة ضمن التراث الثقافي غير المادي وهي إلى جانب الهريسة والمهارات المتعلقة بها والممارسات المطبخية، المهارات والمعارف المرتبطة بفخار نساء سجنان وفنون الخط العربي (ملف مشترك) وطرق الصيد بالشرفية والكسكسي : المهارات والمعارف والطقوس (ملف مشترك) والنخلة : المعارف والمهارات والتقاليد والممارسات (ملف مشترك).
ويشمل التراث الثقافي غير المادي الى جانب المهارات والمعارف، الممارسات والتقاليد وقد ورد في الكتاب عديد النماذج لهذه الممارسات منها صناعة الشاشية والجبة والحلفاء والفخار والزربية والنسيج والتطريز والنقش على الحجارة وعلى الخشب وصنع أواني النحاس والبلور المنفوخ وغزل الصوف ونسج المرقوم وجز الأكباش.
كما تم التعريج في هذا المؤلف الشامل على تاريخ صناعة الحلي التقليدي وصناعة المنتوجات الجلدية ونسج الحصير وصنع المظلات من سعف النخيل وغيرها من الحرف اليدوية.
ولم يغفل القائمون على إصدار هذا الكتاب الفني، عن التطرق إلى الموسيقى والرقصات الشعبية التي تعود جذورها إلى ستينات القرن الماضي كما حرصوا على إطلاع القراء خاصة الأجانب على الأعياد الدينية والرزنامة القمرية وما يتعلق بها من مناسبات مثل راس العام الهجري وعاشوراء والمولد النبوي وغيرها. كما يكتشف القراء كل ما يتعلق بالفروسية وعروض المدوري في الأفراح ومهرجان الساف في الهوارية وعرائس السكر في نابل .
وبخصوص النكهات والمنتجات المحلية يطالع القارئ نصوصا هامة عن أصول أنواع من الغلال والخضر والحبوب وغيرها من الزراعات التي تعود إلى آلاف السنين والعلاقة بينها وبين الأكلات الموجودة في عدد من الجهات.
وكما تحضر الزراعات الكبرى للقمح والشعير، تحضر طريقة إعداد أنواع مختلفة من الخبز تكشف عن ثراء المجتمع التونسي وانفتاحه على عديد الثقافات، انفتاح وثراء يتجسد لا فقط من خلال العادات الغذائية والمهارات والطقوس بل كذلك يجسده المعمار وتنوع أنماطه وتقف صوامع الجوامع والمساجد شاهدا على تعاقب الحضارات والأديان، هذا الانفتاح الذي جعل من تونس منارة يشهد الجميع بتفردها، بتفرد تراثها المادي وغير المادي وهو ما جعل العالم يعترف لها بتميزها ولعل آخر هذه الاعترافات تسجيل جزيرة جربة على قائمة التراث العالمي لليونسكو.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 275140


babnet
All Radio in One    
*.*.*