عرائس السكّر تزيّن أسواق وموائد الوطن القبلي في استقبال سنة هجرية جديدة

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/62e518380b8d55.74460120_ikonjflgqmpeh.jpg width=100 align=left border=0>


تحتفل سائر الشعوب الإسلامية، اليوم السبت، بحلول سنة هجرية جديدة والتي تعرف مذاقا مميّزا في الوطن القبلي التونسي أين يستقبلها الأهالي بعادات تنفرد بها أغلب مدن ولاية نابل وخاصة عادة "عرائس السكّر" وهي عبارة عن مجسمات مصنوعة من السكّر.

وتعيش هذه المدن حركية تجارية هامة منذ أيام، حيث ينتشر الباعة عارضين منتجاتهم من عرائس السكر بأشكال وأحجام وألوان مختلفة بالإضافة الى المكسرات والحلويات والفواكه الجافة، "فلا معنى لسنة هجرية جديدة دون عروس السكر فهي عادة توارثناها عن الأجداد منذ عقود وينتظرها الكبار والصغار في هذا الموعد السنوي"، هكذا تحدثت فاطمة التراس (50 سنة) عن هذه العادة بينما كان تصطحب ابنتها لاختيار "عروس السكر" التي سيستقر عليها الرأي الأخير وسط اشكال والوان مختلفة.
كانت تنتقل من بائع إلى آخر تتأمل العرائس المعروضة وتتفنّن في طلبها لتعود بها إلى البيت لتزيين "مثرد رأس السنة" وهو عبارة عن صحن من الفخار مليء بالفواكه الجافة، والحلوى، والتمر، تتوسطه عروس السكر.
...

اما الطفلة ميار التي لم يتجاوز عمرها العشر سنوات، فقد كانت تقف أمام صفوف عرائس السكر منبهرة بما تشاهده من أشكال وألوان، فهي تنتظر هذه المناسبة كل سنة لاقتناء أجمل عروس حلوى مصنوعة بشكل متقن وألوان زاهية، كغيرها من الأطفال الذين تربطهم بعروس السكر قصة حب وشوق تتجدد كل سنة.
وأكد أحد الباعة، أحمد السوسي، الذي كان وراء طاولته يرصف العرائس المعروضة حسب الشكل والحجم، ان هذه العادات التي ينفرد بها أهالي الوطن القبلي تدخل الفرحة والبهجة على القلوب وتضفي حركية هامة على السوق.
وأوضح أن عرائس السكر التي تتّخذ هيئة أسد، او ديك، او أرنب، أو حصان، تمنح للذكور، في حين يختار البنات في الغالب شكل عروس والتي تنوعت أشكالها لاسيما في ظلّ تطوّر هذه الصناعة خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى صناعة عرائس من الشوكولاته عوضا عن السكر.
وتحدّث عن عادة أخرى وهي تقديم الشبان المقبلين على الزواج خلال هذه المناسبة "مثرد رأس السنة" كهدية لزوجة المستقبل حيث يتم اختيار عروس سكر من الحجم الكبير وتزيين المثرد لتقديمه في أحلى حلّة.
و"لا يقتصر الاحتفال بقدوم عام جديد على شراء "عرائس السكر" بحسب زهرة باني (60 سنة)، فقد اعتدنا في هذا اليوم إعداد الكسكسي بالقديد (اللحم المجفّف)، و"الزعفران"، و"ماء الزهر"، وتزيينه بالبيض المسلوق، والحمص، والفول، والحلوى، والفواكه الجافة.
وتواصل حديثها عن تنوع عادات الاحتفال بهذه المناسبة، التي توليها العائلات بالجهة أهمية على غرار بقية المناسبات وتسعد بقدومها"، مضيفة أن طبق "الملوخية" لا يغيب عن المائدة داخل كل بيت حيث يتم إعداده تبركا بلونها الأخضر".



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 250596


babnet
All Radio in One    
*.*.*