مدنين: السلطعون الازرق..خصائصه وطرق صيده وتثمينه محور اجتماع اللّجنة الفنية للمتابعة والتشاور حول المصائد الساحليّة لجزيرة جربة

وات -
مثّل موضوع السلطعون الأزرق بخليج قابس، مكانته واستغلاله ومعدات صيده وتثمينه، محور اجتماع اللّجنة الفنية للمتابعة والتشاور حول المصائد الساحليّة لجزيرة جربة من ولاية مدنين، المحدثة في إطار متابعة الخطة الجهوية لإدارة المصائد بالجزيرة.
وقد تمت صياغة هذه الخطة، من أجل نظام بيئي يأخذ بالاعتبار كل المتدخلين في قطاع الصيد البحري، من ادارة وبحث علمي وبحارة، وفق ما بيّنه لـ(وات)، أستاذ تعليم عالي بالمعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار ورئيس مخبر علوم المصائد البحرية، عثمان الجربوعي.
وقد تمت صياغة هذه الخطة، من أجل نظام بيئي يأخذ بالاعتبار كل المتدخلين في قطاع الصيد البحري، من ادارة وبحث علمي وبحارة، وفق ما بيّنه لـ(وات)، أستاذ تعليم عالي بالمعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار ورئيس مخبر علوم المصائد البحرية، عثمان الجربوعي.
وأوضح الجربوعي، ان اختيار موضوع السلطعون الازرق، جاء باعتباره احدى الأولويات المطروحة في قطاع الصيد البحري، من أجل مناقشة اشكالياته وكيفية استغلاله ودراسة له تلم بمختلف جوانبه، وفق تعبيره.
وحسب الباحثة بمعهد تكنولوجيا البحار، ألفة بن عبد الله، فان السلطعون الازرق الذي دخل المياه التونسية منذ سنة 2014 عبر البحر الاحمر، مثل محل متابعة واهتمام البحث العلمي في تونس، ليتوصل الى نتائج منها ما يهم الجانب البيولوجي حول طول فترة تكاثر السلطعون من 6 الى 8 أشهر في السنة، وتميز الايناث بكمية بيض كبيرة تصل الى معدل 814 الف بيضة للانثى الواحدة، الى جانب إكتشاف تغذيه بصفة مكثفة خاصة من القشريات والقوقعيات.
أما من حيث كثرته وتواجده في المياه التونسية، فان الكتلة الظاهرة تصل الى 46 الف طن في الخرجة الواحدة، مع تغيرها حسب الوقت والفصول، وفق ذات الباحثة، التي أشارت الى تواصل مجهود البحث العلمي حول تأثيراته على الانواع البحرية الاخرى وعلى الموارد السمكية المحلية.
وطرح السلطعون الازرق، منذ بداية تواجده في خليج قابس بالخصوص، عدة مشاكل للبحارة، وكبّدهم خسائر على مستوى تقطيع شباكهم واتلاف صيدهم، ما جعل البحث العلمي ينكب على استنباط تقنيات ووسائل صيد خاصة مكنت من صيد كميات أكبر من السلطعون وعلى درجة عالية من الجودة، وذلك مع بلورة خطة لتثمينه وترويجه.
ويعمل المختصون، في هذا الإطار، على إيجاد تقنيات صيد ملائمة للسلطعون، مع الحفاظ على مردودية عالية وجودة كبرى، تضمن تموقع هذا المنتوج في الاسواق المحلية وخاصة العالمية، مع دعم الدولة الذي يصل الى 55 بالمائة للبحار عند اقتناء هذه التقنيات، وفق الباحث بالمعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار، مروان البديوي .
واضاف البديوي، ان ابتكار اقفاص اخرى متعددة المصائد، تمكن من صيد السلطعون و"الشوابي" وبعض الانواع الأخرى من الاسماك، وبذلك اصبح السلطعون من المنتجات البحرية المتجهة للتصدير واصبح مصيدة جديدة ذات قدرة هامة للانتاج والتشغيل.
ويتميز انتاج ولاية مدنين من السلطعون، بتزايد كمياته من سنة الى اخرى، حيث تطور الانتاج من 300 طن في السنوات الاولى، الى 3700 طن سنة 2020، و4000 طن حتى شهر سبتمبر من السنة الحالية، ويتوجه أغلب الانتاج الى وحدتين صناعيتين بالزارات وغنوش بولاية قابس، والى 6 وحدات صناعية أخرى بولاية مدنين لتثمين السلطعون.
ومن المنتظر، انشاء وحدة صناعية جديدة، ستفتح بفضاء الانشطة الاقتصادية بجرجيس، بطاقة استيعاب هامة، ستسهل على البحار عملية الترويج، بحسب ما أوصحه كاهية مدير النهوض بالجودة بالمجمع المهني المشترك لمنتوجات الصيد البحري، فتحي النالوفي .
يذكر أن حوالي 1200 بحار يتعاطون نشاط صيد السلطعون، لما يوفره لهم من دخل هام، رغم ما يطرحه من اشكالات، خاصة على مستوى سعر البيع الذي لا يزال زهيدا حيث لا يتجاوز الدينارين، باارغم من جودة المنتوج ولاعتبار تقنيات صيده الخاصة، الى جانب ضبابية القطاع، سواء من حيث المخزون المتوفر ومدى ديمومته، حسب ما لاحظه رئيس نقابة الصيد البحري بجربة اجيم، نجيب بوشويشة.
وطالب ذات المصدر، بضرورة تعميق البحث العلمي في مجال تأثيرات السلطعون على البيئة البحرية والمنتوجات الاخرى، وتحديد اهداف اصطياده، اما للقضاء عليه او تثمينه، وهو ما يتطلب تحديد موسم له، واعتباره من الثروة الوطنية، وفقا لقوله.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 236377