كيف يمكن أن تتطور الديمقراطية فى حضن الاسلام - التجربة الاندونيسية نموذجا محور محاضرة بدار الضيافة قرطاج

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/andonisiaaaaaacx.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - كيف يمكن أن تتطور الديمقراطية فى حضن الاسلام التجربة الاندونيسية نموذجا هو محور محاضرة نظمها المعهد التونسى للدراسات الاستراتيجية اليوم الخميس بدار الضيافة بقرطاج الضاحية الشمالية للعاصمة .
وتولى الدكتور الاندونيسى ازرا ازيوماردى المورخ والمختص فى دراسة المسائل المتعلقة بالاسلام والديمقراطية لمدة تفوق 20 سنة وصاحب 23 اصدارا حول الاسلام تقديم المحاضرة التى جاءت تحت عنوان أندونيسيا الاسلام والديمقراطية .
واستهل المحاضر مداخلته بابراز أهمية النظام الديمقراطى ومزاياه مقارنة بالانظمة الاخرى كالنظام التيوقراطى القائم على الاسلام والدين أو الكليانى أو الانظمة العسكرية حيث تحتكر الدولة حياة الناس وارادتهم معتبرا أن الديمقراطية هى وحدها الكفيلة بتكريس التعددية وحرية الاختيار.

...

وأقر ازرا بأن الديمقراطية تخلق جوا من الصراع بين الاحزاب السياسية فى سبيل الوصول الى الكراسى ونيل المناصب فضلا عن الصراع بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
واعتبر أستاذ التاريخ أن الديمقراطية الناجحة هى تلك التى تفى بوعودها مضيفا أنها قد تخفق فى بعض الاحيان فى تحسين أوضاع الناس وبالتالى الايفاء بالوعود التى قطعتها مما يجعلهم ينقلبون عليها وقد يلتجئون الى نظام الحزب الواحد مثلما حصل مع النموذج الصينى.
وأكد المحاضر على أن الديمقراطيات الحرة مثل أندونيسيا وتونس تتعرض الى اشكاليات ويصعب عليها أحيانا حل مشاكل الناس الذين قد يطمحون الى تغيير الانظمة السياسية مشيرا الى أنه لمس فى أندونيسيا فى وقت ما حنينا الى نظام سوهارتو لما اتسم به من رخاء حسب تعبيره معترفا بوجود حالة من الفوضى حاليا.
وشدد المختص فى الدراسات حول الديمقراطية على ضرورة تكييف الديمقراطية مع متطلبات المواطنين والا انقلبوا عليها حسب قوله.
وذكر المصدر نفسه أن حوالى 88 بالمائة من الاندونيسيين يدينون بالاسلام وأن 99 بالمائة منهم ينتمون الى السنة ولكن ذلك لم يمنع دستور البلاد من الاعتراف بست ديانات مثل البوذية والهندوسية والكاثوليكية والبروتستانية وغيرها.
كما ان المجتمع الاندونيسى يحيى أعياد الديانات الست على غرار عيد الفصح المسيحى. ويختلف الاندونيسيون فى تقديره عن بقية المسلمين فى ما يتعلق بالتعبيرات الاجتماعية لانهم يمارسون الاسلام التعددى المتنور والمتعدد الالوان... و مقومات جمهورية أندونيسيا هى عبارة عن مبادى خمسة وضعها الرئيس أحمد سوكارنو كعقيدة للدولة الناشئة لتجمع الاندونيسيين على مختلف مشاربهم وتعرف ب بانكسيلا أى التوحيد الالاه الواحد الاحد والانسانية والوحدة الاندونيسية الى جانب الديمقراطية المبنية على الشورى والاتفاق والتى يتم تكريسها فى برلمان يحمل اسم ديوان الرعية وجانب العدالة الاجتماعية بحسب المصدر نفسه.
فأندونيسيا ليست بلدا قائما على الدين ولا هى بالدولة اللائكية رغم الاقرار ضمنيا بفصل الدين عن الدولة... أندونيسيا أسست لمجتمع تعددى يحتضن العديد من الثقافات والاديان لان المجتمع بطبيعته متعدد ذلك ما فسره المحاضر الاندونيسى.
ويرى عدد من الملاحظين الغربيين أن هذا البلد حقق معجزة فى توحيد الاديان رغم أنه مترامى الاطراف فى الوقت الذى توقع فيه البعض انقسام أندونيسيا الى أشلاء بحسب المورخ الذى يعتقد أن الاسلام وحدها بالاضافة الى قيم التضامن الوطنى والانسانى.

واستعرض الدكتور ازرا ازيوماردى محطات من التجربة الاندونيسية فى مجال النظام الديمقراطى مشددا على أن الركائز الخمسة التى تقوم عليها عقيدة البلد جنبته الوقوع فى الفخ الذى تنصبه الديمقراطية.
فالديمقراطية تمنح السلطة الى الاغلبية وبما أن الاغلبية فى أندونيسيا مسلمة فمن المنطق أن يصل الاسلاميون الى الحكم ليطالبوا فيما بعد بتطبيق الشريعة لكن المواطنين الاندونيسيين لم يصوتوا للاسلاميين الذين لم يتحصلوا فى أقصى الحالات الا على 7 بالمائة من المقاعد فى البرلمان وتمسكوا بعقيدتهم الوطنية.

وقال ازرا ان تطبيق الشريعة والعودة الى الخلافة أمر غير مقبول فى أندونيسيا ولكنه أكد فى الوقت نفسه على ايمان الاندونيسيين بأن الاسلام لا يتعارض مع الديمقراطية.
وعن مكانة المرأة ذكر المحاضر أن النساء فى أندونيسيا يتمتعن بمكانة مرموقة فنائبة الرئيس السابقة ميغاواتى قادت حزب بيت المسلمين واختارها البرلمان لتولى منصب الرئاسة هى خامس رئيس لاندونيسيا .
وأضاف أن عديد البلديات ترأسها المرأة التى تشارك فى مراكز أخذ القرار فى أندونيسيا.
وفى سياق متصل بين المورخ أن سر الانتقال الديمقراطى السلس فى أندونيسيا يعود الى المجتمع المدنى الذى اضطلع بدور مهم فى الحفاظ على التماسك الاجتماعى.
وفى اجابته عن سوال وات حول نقاط التشابه بين التجربة الاندونيسية والتجربة التونسية قال الاستاذ المحاضر ان المسلمين فى هذين البلدين يقبلون التحديث والمعاصرة كما يقبلون بالديمقراطية أيضا وأضاف الحزب الاسلامى فى تونس وأقصد بذلك النهضة يقبل بمبادى الديمقراطية والاسلام المعتدل والمواكب لتطورات العصر وهى عوامل هامة فى بناء المجتمع المدنى ونفى من جهة أخرى أى تشابه مع التجربة التركية التى تقر صراحة بالفصل بين الاسلام والسياسة قائلا رغم أن السياسة الاندونيسية لا تعتمد على تعاليم الدين غير أن الدين يعد جزءا مهما فى تشكيل الحياة الاجتماعية والسياسية فى بلدنا يذكر أن أندونيسيا استطاعت أن تحقق نموا اقتصاديا سنويا يفوق 5ر5 بالمائة وبذلك يمكن أن تكون وفق عدد من الملاحظين مثالا يحتذى فى التعددية والتسامح رغم امتدادها الجغرافى على حوالى 17 الف جزيرة وتعدد الاجناس والاعراق فيها.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 123622


babnet
All Radio in One    
*.*.*