تعمّق العجز التجاري لتونس… استاذ الاقتصاد حاتم فتح الله يوضّح الأسباب والحلول
قدّم برنامج "60 دقيقة" على إذاعة الديوان أف أم، من تقديم هدى الورغمي، قراءة تحليلية لمحتوى تقرير البنك الدولي الأخير حول الوضع التجاري في تونس، والذي كشف عن تعمّق العجز التجاري خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2025 نتيجة ركود الصادرات وارتفاع الواردات.
وكان ضيف البرنامج الخبير المحاسب والأستاذ الجامعي حاتم فتح الله، الذي قدّم قراءة معمّقة في مؤشرات التقرير وأسباب الأزمة التجارية الهيكلية.
وكان ضيف البرنامج الخبير المحاسب والأستاذ الجامعي حاتم فتح الله، الذي قدّم قراءة معمّقة في مؤشرات التقرير وأسباب الأزمة التجارية الهيكلية.
عجز هيكلي يتعمّق… والصادرات في حالة ركود
أوضح البنك الدولي أن العجز التجاري بلغ 9.6% من الناتج الداخلي الخام مقابل 8.5% في الفترة نفسها من 2024.الصادرات بقيت شبه جامدة عند 25% من الناتج، في حين ارتفعت الواردات بــ 5%، وهو ما ساهم في تعميق الفجوة.
وفي هذا السياق، أكد حاتم فتح الله أنّ تونس "تقارن عجزًا بعجز"، وأنّ الميزان التجاري يعاني هشاشة هيكلية مزمنة بسبب:
* ضعف تنويع قاعدة الإنتاج
* الارتهان الكبير لواردات الطاقة
* استيراد مواد أساسية لا يمكن الاستغناء عنها (قمح، حبوب، أدوية…)
* تراجع الإنتاج المحلي في قطاعات استراتيجية مثل الفسفاط
وأشار إلى أنّ العجز الطاقي وحده يمثّل حوالي 40% من العجز التجاري.
فجوة كبيرة بين القطاعات المصدّرة وتلك الموجّهة للسوق المحلية
أظهر التقرير فرقًا واسعًا بين:* القطاعات المنتجة للسوق المحلية التي سجّلت عجزًا بـ 16.4% من الناتج
* القطاعات المصدّرة كليًا التي حققت فائضًا بـ 7.4% من الناتج
ويعود ذلك إلى أداء الصناعات الميكانيكية والكهربائية وقطاع النسيج، وهي قطاعات تعتمد أساسًا على مؤسسات أجنبية منتصبة في تونس.
قطاعات تمثّل فرصة ضائعة
شدّد الخبير على أنّ تونس تمتلك ثروات وقدرات كان يمكن أن تجعلها دولة مصدّرة كبرى، لكن ضعف الاستثمار وغياب رؤية صناعية قادا إلى خسارة فرص مهمة، مثل:* الطاقة المتجددة رغم امتلاك البلاد أكثر من 3000 ساعة شمسية سنويًا
* تحويل الفسفاط بدل بيعه خامًا
* تحويل الجبس والسيليسيوم إلى منتجات ذات قيمة مضافة
* تعليب زيت الزيتون وتطوير علامات تجارية تونسية قوية
وقال فتح الله إن تونس "تُصدّر اليوم العديد من ثرواتها خامًا، وتُفوّت في القيمة المضافة التي تذهب إلى دول أخرى".
الخدمات والتحويلات لا تغطي العجز
رغم ارتفاع:* عائدات السياحة إلى 6.3 مليار دينار
* تحويلات التونسيين بالخارج إلى 6.5 مليار دينار
فإنها تبقى غير كافية للحد من العجز التجاري للسلع، مما أدّى إلى ارتفاع العجز الجاري إلى 2% من الناتج.
خلاصة الخبير: تونس دولة غنيّة… لكن تحتاج إرادة
اختتم حاتم فتح الله مداخلته بالتأكيد على أنّ:"تونس ليست دولة فقيرة، بل دولة غنية بالإمكانات. لكن دون إرادة، ودون استثمار في القطاعات الحيوية، ودون ترشيد للواردات، لن يتغير شيء."
وأضاف أن الحلول معروفة ومذكورة في عديد الدراسات، "لكن المطلوب اليوم هو تنفيذها وتحويلها إلى نتائج ملموسة".












Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 319330