كتاب جديد للمولدي قسومي: الانتقال المجتمعي المعطّل … بحثٌ في عوائق الاجتماع السياسي التونسي

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/6928a5b75c4b68.78760100_injkqepmhofgl.jpg width=100 align=left border=0>


صدر للباحث في علم الاجتماع السياسي المولدي قسومي عملٌ فكريّ جديد بعنوان "الانتقال المجتمعي المعطّل: قراءة في نواطم الاجتماع السياسي المثقلة" عن دار الكتاب تونس، وهو مؤلَّف يضيف لبنة جديدة في مسار النقاش حول طبيعة التحوّلات التي عرفها المجتمع التونسي خلال العقود الأخيرة، وحدود المسار السياسي الذي أعقب الثورة.

مشروع لإعادة قراءة العقد الاجتماعي التونسي


ينطلق الكتاب من سؤال جوهري:



لماذا لم تنجح تونس، رغم مناخ الحرية والانفتاح بعد 2011، في استكمال انتقالها السياسي وتحويله إلى انتقال مجتمعي شامل؟

ويقدّم المؤلف قراءة معمّقة في العوامل البنيوية التي عطّلت هذا المسار، مركّزا على فجوة الثقة بين الدولة والمواطن، وتعثّر الإصلاحات الاقتصادية، وتراجع الأداء السياسي، إضافة إلى حالة الاستقطاب التي أضعفت إمكانيات البناء المشترك.

تشخيصٌ لأعطاب الاجتماع السياسي

يذهب قسومي إلى أنّ ما شهدته تونس من اهتزازات اجتماعية وسياسية لا يمكن فهمه دون تحليل ما يسميه بـ"نواطم الاجتماع السياسي"، وهي جملة الأعطاب المتراكمة التي حالت دون تحويل الثورة إلى مشروع مجتمعي متجذّر، من بينها:

* هشاشة المؤسسات السياسية وتذبذبها
* ضعف الثقافة التشاركية
* غياب عقد اجتماعي جديد يوحّد الفئات والجهات
* تفاقم الأزمات الاقتصادية وتراجع الطبقة الوسطى
* انحباس آليات صناعة القرار داخل نخَب غير قادرة على التجديد

ويرى المؤلف أن الانتقال السياسي ظلّ "مبتورا"، لأنّه لم يستند إلى مشروع وطني شامل يعيد بناء العلاقة بين الدولة والمجتمع على أسس واضحة.

فصلٌ في مأزق الديمقراطية التمثيلية

يتوقف الكتاب عند إخفاقات التجربة الديمقراطية التونسية، لا بهدف التقليل من مكاسبها، بل لفهم أسباب الفشل في تحويل الحرية إلى حوكمة ناجعة وقدرة على تحقيق الرفاه الاجتماعي. ويشير قسومي إلى أنّ الديمقراطية لا تستقيم دون:

* مؤسسات قوية
* ثقافة مدنية فاعلة
* نخب سياسية مسؤولة
* ومواطنة نشيطة تدافع عن الصالح العام

نداء لإعادة البناء وإطلاق إصلاحات عميقة

يدعو الكتاب إلى مراجعة شاملة للنموذج السياسي والاجتماعي، وإلى بعث دورة إصلاحية جديدة قادرة على التعامل مع التحديات في عالم سريع التحول. وهو يطرح سؤالا محوريا:
هل يمكن لتونس أن تستأنف مسار الإصلاح إذا لم تُعِد تعريف أدوار الدولة والمجتمع والنخبة؟

الكتاب سيكون بداية الأسبوع القادم في المكتبات

المؤلف في سطور

المولدي قسومي هو باحث في علم الاجتماع السياسي بجامعة تونس، وصدر له عدد من المؤلفات في قضايا الدولة، الديمقراطية، الإصلاح السياسي والاجتماعي، والحوكمة. من أعماله:

مسار الإصلاح السياسي والديمقراطي* (2021)
الديمقراطية التونسية: هل انكسرت أم تتجدد؟* (2023)
دولة في مواجهة التحديات*

ويُعتبر كتابه الجديد استمرارا لمشروع بحثي يتناول مسألة الانتقال السياسي والاجتماعي من منظور علمي تحليلي، مستندا إلى تراكم بحثي يمتد لأكثر من عقدين.




   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 319327


babnet
*.*.*