توفيق مجيد: المعاملة الخاصة لساركوزي في سجن "لا سونتيه" لن تعفيه من المسار القضائي

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/68f72c465bb8f8.15208968_hekfjgminqplo.jpg width=100 align=left border=0>


استضافت إذاعة الجوهرة ضمن فقرة Arrière Plan من برنامج صباح الورد الصحفي والمحلل الدولي توفيق مجيد للحديث عن الحدث الاستثنائي الذي تعيشه فرنسا والمتمثل في دخول الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي إلى السجن، ليكون أول رئيس للجمهورية الخامسة يُنفّذ بحقه حكم قضائي بالسجن النافذ.



أكد توفيق مجيد أن نيكولا ساركوزي سيتوجه إلى السجن الباريسي المعروف باسم "لا سونتيه". وسيخضع منذ اللحظة الأولى لإجراءات خاصة، إذ سيدخل في سيارة رسمية مباشرة إلى داخل المؤسسة السجنية دون المرور عبر الممرات العادية، وهو ما يعكس امتيازًا لا يحظى به السجناء الآخرون.




وأوضح أنّ ساركوزي سيتم إيداعه في جناح خاص يُعرف بـ QPV، وهو الجناح المخصّص للشخصيات التي تحتاج حماية خاصة، ويُعدّ بمثابة جناح كبار الشخصيات. هذا الجناح تم ترميمه حديثًا ويوفر ظروف إقامة مغايرة مقارنة ببقية السجناء، بما في ذلك زنزانة بمساحة 10 أمتار مربعة تحتوي على سرير ومكتب وتلفزيون وفناء خاص يتيح له إجراء اتصالات هاتفية وشراء الطعام، لكنه سيُمنع من الخروج خارج الجناح.

أشار مجيد إلى أن مئات المواطنين تجمعوا أمام منزل ساركوزي تعبيرًا عن التضامن معه، في مشهد غير مسبوق يعكس الانقسام الحاد داخل المجتمع الفرنسي بين من يعتبر ساركوزي رمزًا للدولة ومن يرى في سجنه تجسيدًا لمبدأ المساواة أمام القانون.

وأضاف أن وسائل الإعلام الفرنسية والعالمية ركّزت بكثافة على هذه اللحظة التاريخية، معتبرة أنها ستُدرَّس في كتب التاريخ لكونها المرة الأولى التي يُسجن فيها رئيس سابق منتخب من الشعب.


بيّن توفيق مجيد أن القضاء الفرنسي تعامل مع وضعية ساركوزي باعتباره شخصية ذات مكانة اعتبارية، ولذلك خُصِّص له جناح خاص لضمان سلامته، لكنه في المقابل سيُعامل قانونيًا كسجين يخضع للقواعد العامة للسجون الفرنسية.

وأكد أن فريق محاميي ساركوزي سيقدّم فور دخوله السجن طلبًا لإطلاق سراحه وتمتيعه بالإقامة الجبرية في المنزل إلى حين صدور الحكم النهائي من محكمة الاستئناف. ووفق القانون، فإن المحكمة تملك مهلة شهرين للبتّ في الطلب، ما يفتح احتمال الإفراج عنه قبل نهاية السنة.


أوضح مجيد أن المواقف السياسية من هذه القضية منقسمة؛ فاليسار الفرنسي يعتبر تنفيذ الحكم دليلًا على أن العدالة تسري على الجميع دون استثناء، فيما يرى جزء من اليمين أن القضية ذات خلفيات انتقامية سياسية.

وأشار إلى أن عائلة ساركوزي تحاول توظيف القضية لصالحها سياسيًا، خاصة ابنه لويس ساركوزي الذي أعلن ترشحه للانتخابات البلدية المقبلة ويستخدم ملف والده لاستقطاب الناخبين المحافظين.


استبعد مجيد أن يلجأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إصدار عفو رئاسي في الظرف الحالي، نظرًا لحساسية الملف وتأثيره على الرأي العام. وأوضح أن ماكرون صرّح بأن استقباله لساركوزي يدخل في باب العلاقات الإنسانية، لكنه لن يتدخل سياسيًا في مسار العدالة.

شدّد مجيد على أن صورة رئيس سابق يقبع في زنزانة، ولو في ظروف مريحة، هي ضربة قاسية لهيبة الجمهورية الفرنسية، لكنها في الوقت نفسه تقدم صورة للقضاء المستقل الذي لا يستثني أحدًا مهما كان منصبه.

كما لفت إلى أن المشهد سيؤثر في النقاش السياسي الفرنسي حول الفساد، وتمويل الحملات الانتخابية، وعلاقة الطبقة الحاكمة برجال الأعمال وزعماء الدول الأجنبية.

أنهى توفيق مجيد مداخلاته بالتأكيد على أن دخول ساركوزي السجن ليس نهاية القضية، بل بداية مرحلة جديدة أكثر حساسية في تاريخ السياسة الفرنسية، وأن كل الأنظار ستتجه خلال الشهرين المقبلين إلى قرار محكمة الاستئناف الذي سيحدد ما إذا كان ساركوزي سيقضي عقوبته في السجن أم خارجه تحت الإقامة الجبرية.




   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 317005


babnet
*.*.*
All Radio in One