أزمة سياسية غير مسبوقة في فرنسا: انتخابات مبكرة تلوح في الأفق واحتمال صعود اليمين المتطرّف

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/68e4c55c3454a9.38936609_pnihqljmkogef.jpg width=100 align=left border=0>


تتّجه فرنسا نحو مرحلة سياسية شديدة التعقيد بعد استقالة رئيس الوزراء سيباستيان لوكورنو، في وقت يواجه فيه الرئيس إيمانويل ماكرون عزلة غير مسبوقة ومحاولات أخيرة لتجنّب حلّ الجمعية الوطنية والذهاب إلى انتخابات تشريعية مبكرة قد تُغيّر المشهد السياسي الفرنسي برمّته.

في فقرة «متابعات» من برنامج «صباح الورد» على إذاعة الجوهرة أف أم، قدّم الإعلامي توفيق مجيّد قراءة معمّقة للوضع الراهن في باريس، معتبرًا أنّ ما يحدث اليوم «يشبه عاصفة سياسية حقيقية تهدّد بنهاية الحقبة الماكرونية».






مفاوضات اللحظات الأخيرة

الرئيس الفرنسي طلب من رئيس الوزراء المستقيل سيباستيان لوكورنو إجراء «مفاوضات أخيرة» مع الأحزاب السياسية لمحاولة تشكيل حكومة توافقية تُنقذ البلاد من الشلل السياسي، على أن تتركّز النقاشات حول مشروع ميزانية 2026 الذي يُعدّ آخر ورقة لإنقاذ الوضع قبل نهاية السنة.

لكنّ المفاوضات انطلقت وسط رفض قاطع من حزب التجمع الوطني (اليمين المتطرّف) وحزب فرنسا الأبيّة (اليسار الراديكالي) للمشاركة، مع تشديدهما على مطلب واحد: حلّ الجمعية الوطنية والدعوة إلى انتخابات جديدة.


تسريبات عن انتخابات وشيكة

وأشار توفيق مجيّد إلى أنّ صحيفة فرنسية كبرى سرّبت مراسلة صادرة عن الرئاسة تُوجّه المحافظين إلى الاستعداد لتنظيم انتخابات تشريعية يومي 16 و23 نوفمبر المقبلين، لكنّ قصر الإليزيه لم يؤكّد الخبر رسميًا، مكتفيًا بالتشديد على «ضرورة تمرير الميزانية قبل نهاية السنة».

وأضاف مجيّد أن ماكرون يواجه اليوم أصعب اختبار منذ انتخابه، إذ «تغرق سفينته السياسية وسط عجز مالي قياسي، ومعارضة برلمانية متفرقة، وأحزاب تستعدّ لانتخابات 2027 بدل البحث عن حلول فورية».


الاقتصاد الفرنسي في مأزق

وأوضح مجيّد أنّ الأزمة السياسية تتقاطع مع تحدّيات اقتصادية خطيرة، أبرزها ارتفاع الدين العمومي إلى أكثر من 3.300 مليار يورو، وعجز متفاقم في الميزانية، في وقت تتزايد فيه الضغوط لإعادة النظر في إصلاح نظام التقاعد الذي أثار احتجاجات واسعة العام الماضي.

وقال إنّ «التفكير في تعليق الإصلاح أو مراجعته سيُكلّف الدولة مليارات إضافية، وهو ما يُعقّد المفاوضات الجارية حول مشروع قانون المالية للعام القادم».


شبح اليمين المتطرّف

وفي قراءته للمشهد السياسي المقبل، أكّد مجيّد أنّ صعود حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان وجوردان بارديلا أصبح شبه مؤكد في حال تمّ حلّ البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، مشيرًا إلى أنّ الحزب قد يحصل على أغلبية مطلقة لأول مرة في تاريخه.

لكنّه اعتبر أنّ وصول اليمين المتطرّف إلى الحكم «سيصطدم حتمًا بالواقع الاقتصادي والاجتماعي، مثلما حدث في تجارب أخرى بإيطاليا والمجر»، متوقّعًا أن تؤدي الضغوط المالية والالتزامات الأوروبية إلى تراجع خطابهم المتشدّد عمليًا بعد تسلّم السلطة.


انعكاسات محتملة على الجالية التونسية

وتطرّق مجيّد إلى المخاوف المتزايدة لدى الجالية التونسية في فرنسا، مؤكدًا أنّه لا توجد مؤشرات على إجراءات فورية تمسّ المقيمين بصورة قانونية، فيما ستنحصر أيّ تشدّدات محتملة في ملف الهجرة غير النظامية.

وأوضح أنّ «الواقع الاقتصادي والاحتياج إلى اليد العاملة الأجنبية سيجبران أيّ حكومة، مهما كان توجهها، على الحفاظ على توازن دقيق بين الخطاب السياسي والواقع العملي».


نهاية «المكرونية»؟

وختم توفيق مجيّد تحليله بالقول إنّ ماكرون «يبدو اليوم في نهاية مساره السياسي»، فحتى وإن بقي في الإليزيه دستوريًا حتى 2027، فإنّ نفوذه السياسي تراجع بشدة، ورصيده الشعبي في أدنى مستوياته، مضيفًا:
«فرنسا تدخل مرحلة ما بعد ماكرون... لكن أحدًا لا يعرف بعد من سيملأ هذا الفراغ».



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 316236


babnet
*.*.*
All Radio in One