منجي الخضراوي يعلّق على انتخاب بوبكر بالثابت: لماذا لم يصوّت الإسلاميون للعيادي ولا اليسار للهادفي؟

أثار فوز الأستاذ بوبكر بالثابت بمنصب عميد المحامين التونسيين للفترة 2025-2028 من الدور الأوّل، بحصوله على 2193 صوتًا (57 بالمائة) متقدّمًا على منافسيه الثمانية، نقاشًا واسعًا في الوسط الحقوقي والسياسي.
وفي هذا السياق، كتب الصحفي منجي الخضراوي تدوينة تناول فيها خفايا التصويت وتوازنات المهنة، متسائلًا: «لماذا لم يصوّت الإسلاميون للعيادي ولا اليسار للهادفي؟ هل هي صفقة أم إكراهات المهنة؟».
وفي هذا السياق، كتب الصحفي منجي الخضراوي تدوينة تناول فيها خفايا التصويت وتوازنات المهنة، متسائلًا: «لماذا لم يصوّت الإسلاميون للعيادي ولا اليسار للهادفي؟ هل هي صفقة أم إكراهات المهنة؟».
وأشار الخضراوي إلى أن التصويت لبوبكر بالثابت جاء بدعم من مختلف فئات المحامين:
* مهنيا: المتمرّنون، محامو الاستئناف، ومحامو التعقيب.
* سياسيا: القوميون، اليسار، الإسلاميون، بعض الدستوريين، و"الأغلبية الصامتة" من المهنيين.
وأوضح أنّ هذا التوافق الواسع ساهم في فوز بالثابت من الدور الأول، مذكّرًا بأنّ آخر مرّة حُسمت فيها العمادة من الجولة الأولى كانت سنة 2016 بفوز عامر المحرزي، وقبله عبد الوهاب الباهي.
وعن عدم تصويت الإسلاميين لزميلهم عبد الرؤوف العيادي، كتب الخضراوي أنّ السبب يعود إلى عاملين:
1. أنّ جزءًا كبيرًا منهم يعتبر أنّ للعيادي هوية يسارية رغم تقاطعه مع خطاب الإسلاميين في بعض الجوانب.
2. أنّ الإسلاميين يسعون إلى المناورة وتجنّب الصدام، وهو ما لا يقبله العيادي المعروف بصراحته ومواجهته للسلطة، ما يجعله، بحسب الخضراوي، أقرب نضاليًا إلى شخصيات مثل راضية النصراوي والعياشي الهمامي ومحمد عبو.
أما عن الأستاذ محمد الهادفي، فرأى أنّه يحظى بالاحترام لكفاءته وكاريزمته، لكنه ينتمي إلى "مدرسة قديمة" لا تنسجم مع الجيل الجديد من المحامين، وهو معروف بصرامته وحرصه على تطبيق القانون دون استثناء. ونقل عن أحد المحامين قوله مازحًا: «عندما يصافحك محمد الهادفي تبقى أصابع يدك اليمنى متلاصقة ثلاثة أيام».
الخضراوي خلُص إلى أنّ تقاطعات السلطة مع وجود محامين في السجن، وإشكاليات القانون الأساسي للمهنة، وصعوبات العمل اليومي وظروف المحامين الشبان، إضافة إلى مسألة الصندوق والتقاعد، كلها عوامل جعلت الكفّة تميل لصالح بوبكر بالثابت، ليكون العميد الجديد للمحامين في تونس خلفًا لحاتم المزيو.
وكان المحامي لدى التعقيب بوبكر بالثابت، فاز مساء السبت 13 سبتمبر 2025، بمنصب عميد المحامين التونسيين للفترة النيابية 2025-2028، خلفاً للعميد المنتهية ولايته حاتم المزيو، وذلك بعد أن حسم المنافسة منذ الدور الأوّل إثر حصوله على أكثر من 2100 صوت متقدماً على ثمانية مترشحين آخرين، ليصبح العميد الثالث والعشرين للمحامين منذ سنة 1958.
وفي كلمة ألقاها عقب إعلان النتائج من قاعة مدينة الثقافة بالعاصمة، أكّد بالثابت أنّ المحاماة التونسية فخر لأبنائها وللمجتمع، مشيراً إلى أنّ "رسائل الجلسة الانتخابية العامة كانت واضحة" وأنه سيلتزم بها، مضيفاً أنّ المحامين التونسيين مصمّمون على تغيير أوضاعهم وواقعهم، داعياً جميع الأطراف إلى احترام هذه الإرادة.
وُلد بوبكر بالثابت يوم 22 أكتوبر 1970 بدوز من ولاية قبلي، وزاول تعليمه الابتدائي والثانوي بولاية قابس. وهو متحصل على الأستاذية في الحقوق (قانون خاص) من كلية الحقوق والعلوم السياسية في جوان 1993، وعلى شهادة الكفاءة لمهنة المحاماة سنة 1994، كما أنّه محامٍ لدى محكمة التعقيب منذ سنة 2005. وتولّى بالثابت سابقاً خطة الكاتب العام لهيئة المحامين لولايتين متتاليتين، إضافة إلى مهامّ بـ الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 314829