مُلكة المُدير: نعيش نقصًا في الأدوية ... والكنام أتعبتنا

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/688087bde5b832.80922849_klnjhoipfmgeq.jpg width=100 align=left border=0>


استضاف برنامج "صباح الورد" على إذاعة الجوهرة أف أم، الذي يقدمه حاتم عمارة وخليفة بن سالم، ملكة المدير، نائبة رئيس النقابة التونسية لأصحاب الصيدليات الخاصة، للحديث عن الوضعية الراهنة للقطاع في ظل النقص المزمن في الأدوية والصعوبات المالية المتفاقمة.


نقص الأدوية منذ عقد وتغيّر الأسواق بعد الجائحة


أكدت المدير أن تونس تعيش نقصًا في الأدوية منذ 10 سنوات، مشيرة إلى أن أسواق الدواء تغيّرت بعد جائحة كورونا، مع تأثيرات واضحة للحروب وسلاسل التوريد العالمية، خاصة في المواد الأولية. وأوضحت أن الصيدلية المركزية لجأت إلى تقليص استيراد بعض الأدوية المستوردة، لتعويضها ببدائل جنيسة تونسية، في إطار حوكمة رشيدة تهدف إلى توجيه الموارد نحو الأدوية الجديدة والحياتية للأمراض المزمنة والخطيرة.





تهريب الأدوية وخطر السوق الموازية

صرحت المدير أن نسبة تهريب الأدوية إلى داخل تونس أكبر من تهريبها إلى الخارج، مؤكدة أن هذه العمليات تتم عبر شبكات تهريب وتباع الأدوية على مواقع التواصل الاجتماعي بعيدًا عن الرقابة. وحذّرت من الإقبال على هذه المنتجات، التي تشمل أدوية بشرية وبيطرية ومكمّلات غذائية ومستحضرات تجميل، وغالبًا ما تُسعّر بأسعار خيالية، مشيرة إلى أن النقابة راسلت وزارة الصحة في هذا الصدد، لكن هناك بطء كبير في سن التشريعات.


الصعوبات المالية وتأخر مستحقات "الكنام"

أبرزت المدير أن تأخر الصندوق الوطني للتأمين على المرض في خلاص الصيدليات الخاصة لفترة تجاوزت 120 إلى 150 يومًا، مقابل الاتفاق الأصلي البالغ 14 يومًا، أثّر سلبًا على السيولة المالية للصيدليات، مما أدى إلى تراجع الثقة مع الموزعين وعدم القدرة على تسديد مستحقاتهم في الآجال. هذا الوضع تسبب في انخفاض المخزون وإرباك التزود بالأدوية.


هامش ربح مجمّد منذ التسعينات

أوضحت المتحدثة أن هامش الربح الخام للصيدليات لم يُعدّل منذ التسعينات، ولا يتجاوز حاليًا 32%، وهو ما لا يغطي التكاليف التشغيلية المتزايدة مثل الإيجار، الصيانة، أجور الموظفين، والضرائب، في ظل تضخم مالي متصاعد. وأشارت إلى أن الصيدلي مؤسسة اقتصادية إلى جانب دوره الاجتماعي والصحي، وأن استمرار تجميد هذا الهامش يهدد استدامة النشاط.


دعوة عاجلة للتدخل

في ختام الحوار، شددت ملكة المدير على أن الصيدلية تمثل خط الدفاع الأول عن صحة المواطن في تونس، وأن القطاع منظم ويلعب دورًا اجتماعيًا وإنسانيًا حيويًا، لكن استمرار الأوضاع الحالية دون حلول عاجلة سيؤدي إلى أزمة خطيرة تمس حياة التونسيين، خاصة في المناطق الداخلية حيث الصيدليات تواجه خطر الغلق. ودعت إلى الإسراع في معالجة الإشكاليات المالية، تنظيم السوق، وتشديد الرقابة على بيع الأدوية خارج المسالك القانونية.


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 313020


babnet
*.*.*
All Radio in One