د أنور جبير: الطب التجميلي اختصاص طبي دقيق ومقنن.. والمضاعفات قد تكون كارثية في يد غير المختص

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/688ca790996d19.36617486_hfojkngpqieml.jpg width=100 align=left border=0>


في حلقة مميزة من برنامج "ناس الديوان" من تقديم سماح مفتاح، فتحت ا إذاعة الديوان ملف الطب التجميلي في تونس، مستضيفة الدكتور أنور جبير، المختص في طب التجميل، في نقاش شامل تناول فيه مفاهيم خاطئة، ومخاطر الممارسات العشوائية، وكواليس التكوين الأكاديمي، مرورًا بأنواع التدخلات ومقاييس الجودة والتكلفة، وصولًا إلى أبعاد نفسية واجتماعية لهذا التخصص الحساس.


الطب التجميلي بين التكوين والتخصص


انطلق الحوار بتوضيح أساسي من الدكتور جبير، مفاده أن الطب التجميلي ليس مرادفًا لجراحة التجميل، بل هو فرع طبي مستقل، تطور حديثًا، يعتمد على تدخلات غير جراحية ويستلزم تكوينًا أكاديميًا معمقًا، يمتد على ثلاث سنوات على الأقل، يشمل حقن البوتوكس والفيلر، استخدام الليزر، وطب الجلد التجميلي.




وأكد ضيف البرنامج أن ممارسة هذا التخصص تتطلب شهادة دكتور في الطب، وتسجيل رسمي في مجلس الأطباء، إلى جانب تكوين جامعي أو ماجستير متخصص، على غرار ما يتم في جامعات سوسة، ليون، بوردو وغيرها، مشيرًا إلى تأسيس نقابة تونسية لأطباء التجميل للاعتراف الرسمي بالمجال وتنظيمه.


التحذير من الدخلاء والمضاعفات الخطيرة

بلهجة صريحة، نبه الدكتور جبير من "الممارسات الخطيرة" لبعض الأشخاص غير المختصين، الذين يروجون لتدخلات مثل حقن الفيلر أو البوتوكس بأسعار منخفضة دون أي تكوين طبي، مؤكدًا أن أخطاء الحقن قد تؤدي إلى نخر الأنسجة وتشوهات دائمة.

وقال:
"ليست كل زريقة بوتوكس تدخل تجميلي بسيط، قد تتحول لضرر كبير إذا قام بها غير مختص، فجلدة الإنسان ليست حقل تجارب."

وأضاف أن فوضى الأسعار وعدم تمييز المواطن بين المنتجات الطبية الأصلية والمقلدة، يفاقم من حجم المشكلة، داعيًا إلى الرجوع دائمًا إلى طبيب مختص حاصل على التكوين اللازم.


أنواع التدخلات وانتشارها في تونس

استعرض الدكتور جبير أنواع التدخلات المنتشرة في تونس مثل:

* إزالة الشعر بالليزر
* التقشير الكيميائي
* حقن البوتوكس والفيلر
* العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP)
* التنحيف الموضعي

مضيفًا أن العوامل المناخية والتقدم في السن تفرض على البعض اللجوء للطب التجميلي بصفة وقائية أو تصحيحية، مؤكدًا أن "كل بشرة لها احتياجاتها، ولا يمكن تعميم نفس المنتج أو العلاج على الجميع".


البعد النفسي والاجتماعي للطب التجميلي

أكد ضيف البرنامج أن أهمية الطب التجميلي لا تقتصر على الجانب الشكلي فقط، بل تمس الجانب النفسي كذلك، فبعض الأشخاص، رجالاً ونساءً، يعانون من انعدام الثقة بسبب مظهرهم الخارجي. وأوضح:
"حين يرى الإنسان نفسه في المرآة ويشعر بالراحة، ينعكس ذلك إيجابًا على حالته النفسية والاجتماعية."

ولفت إلى وجود حالات تقوم فيها بعض النساء بطلب تدخلات بإيعاز من أزواجهن وليس عن قناعة شخصية، محذرًا من هذا التوجه، ومؤكدًا أن الطبيب مسؤول عن تقييم نفسية المريض وتحديد مدى حاجته الفعلية للتدخل.


دعوة للتأطير القانوني وحماية صحة المواطنين

اختتمت الحلقة بدعوة واضحة من الدكتور جبير إلى مزيد من التأطير القانوني للمجال، مشيدًا بتعاون وزارة الصحة ونقابة الأطباء لتحديد من له الحق في ممارسة هذه التدخلات، مشيرًا إلى وجود مشروع وطني قيد التنفيذ لضبط المعايير.

وأضاف:
"لسنا ضد باقي المهن، لكن من غير المقبول أن نترك الباب مفتوحًا أمام من لا يملك أي تكوين طبي للتصرف في وجوه الناس."



رسالة إلى المواطنين: "ما تغامرش بجسمك"

في ختام الحلقة، شددت سماح مفتاح على أهمية الوعي عند اختيار المختص في التجميل، مؤكدة أن هذه التدخلات "ليست مجرد رفاهية أو موضة"، بل هي تدخلات طبية دقيقة يجب أن يقوم بها الطبيب المختص، حفاظًا على الصحة والسلامة العامة.



Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 312658


babnet
*.*.*
All Radio in One