"قرّة العنز" تحلّ بعد "العزارة": استمرار البرد في انتظار دفء الربيع
![](/cache/cacheimages/374e14e98aa8d08337d80bcc63bc3ef2_w775.jpg)
مع حلول اليوم، الجمعة 14 فيفري، تبدأ فترة "قرّة العنز"، التي تستمر حتى 19 من الشهر نفسه، وتعدّ من أكثر الفترات برودة في السنة وفق التقويم الفلاحي التونسي. هذه الأيام، التي تعقب "العزارة" التي انتهت أمس الخميس 13 فيفري، تتميز عادة بتقلبات جوية وانخفاض شديد في درجات الحرارة، مما يجعلها محطة شتوية يترقبها الفلاحون والمواطنون على حد سواء.
من "العزارة" إلى "قرّة العنز": محطات الطقس الفلاحي
من "العزارة" إلى "قرّة العنز": محطات الطقس الفلاحي
وفق الموروث الشعبي، تأتي "العزارة" مباشرة بعد "الليالي السود" التي يقول عنها الفلاحون إنها فترة "يخضر فيها كل عود"، حيث تبدأ الأشجار في الإزهار، رغم بقاء البرد مسيطرًا. لكن "قرّة العنز" تُعرف بقسوتها، حيث يعيد الشتاء إحكام قبضته، وكأنه يوجّه آخر ضرباته قبل الرحيل.
ويعزو الفلاحون تسمية هذه الفترة إلى شدّة برودتها التي "تقرّ" فيها العنز وترتجف من الصقيع. وعلى الرغم من قسوتها، فإنها تسبق مرحلة تحول الطقس نحو الاعتدال، إذ يرى البعض أنها علامة على اقتراب فصل الربيع، رغم موجات البرد التي قد تكون مفاجئة أحيانًا.
جلسات الدفء والقصص الشعبية
قديماً، كان التونسيون يستقبلون "قرّة العنز" بتحلقهم حول "الكانون"، متدفئين بنيران الحطب والفحم، في جلسات عائلية حميمية حيث تُروى الحكايات الشعبية. كانت الجدات يسرِدن قصص الغول والجازية الهلالية، وغيرها من الروايات التي تشدّ مسامع الكبار قبل الصغار، في انتظار بشائر الربيع القريب. التقويم الفلاحي: ذاكرة الأجداد وتنظيم المواسم
التقويم الفلاحي، الذي يُعرف أيضًا بـ"التقويم العربي"، تم اعتماده قديمًا لتنظيم الأنشطة الزراعية، بدلًا من التقويم الهجري القمري، حيث ضبط الفلاحون مواعيدهم بناءً على تغيرات الطقس. فهذه التقسيمات الزمنية لم تأتِ من فراغ، بل استُنبطت من خلال تجربة طويلة توارثتها الأجيال، وأصبحت دليلًا يعتمد عليه الفلاحون لتحديد مواعيد الحراثة، والبذر، والحصاد. الطقس في الأيام القادمة: استمرار البرودة
تُشير التوقعات الجوية إلى تواصل موجة البرد خلال الأيام القادمة، مع احتمال تساقط الأمطار في مناطق الشمال والوسط الغربي، وتسجيل انخفاض في درجات الحرارة، خاصة خلال الليل والصباح الباكر. وينصح المختصون باتخاذ الاحتياطات اللازمة، خصوصًا بالنسبة للفئات الأكثر عرضة للبرد، كالأطفال وكبار السن. في انتظار الدفء المنتظر
مع انقضاء "قرّة العنز"، يبدأ العد التنازلي نحو الدفء الحقيقي، حيث تتغير ملامح الطقس تدريجيًا، وتعلن الطبيعة عن اقتراب فصل الربيع، ومعه عودة الحياة والنشاط الفلاحي. وحتى ذلك الحين، يظل التقويم الفلاحي مرجعًا حيًا، يجمع بين العلم والموروث الشعبي، في توجيه مسار الحياة الزراعية والتقاليد الموسمية في تونس.![](https://www.babnet.net/images/2b/65cb556bec79f4.26070455_fgjnhikeqpoml.jpg)
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 303097