"الزواج بين السكينة والتحديات: تأخر الزواج والطلاق تحت مجهر الدين وعلم الاجتماع"

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/6767082d92a8c4.85920608_pfinkmqjlgheo.jpg width=100 align=left border=0>


في إطار برنامج "البرهان" الذي يقدمه الشيخ الكوكي على إذاعة الديوان، جرى تسليط الضوء على موضوع يهمّ المجتمع التونسي بصفة خاصة والعالم العربي بصفة عامة، حيث تناول النقاش قضايا الزواج، تأخر الزواج، والطلاق من زاويتين: دينية واجتماعية، مع ضيف الحلقة الدكتور بلعيد أولاد عبد الله، الباحث في علم الاجتماع.

---

...

تفاصيل الحوار:

خلال الحوار، استعرض الشيخ الكوكي آيات قرآنية تحث على الزواج وأهميته، مشيرًا إلى قوله تعالى: *"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"*. وتمحور النقاش حول التحديات التي تواجه الشباب اليوم في اتخاذ قرار الزواج، حيث أصبحت العوامل الاقتصادية والاجتماعية عائقًا كبيرًا أمام تأسيس الأسر.

أبرز النقاط التي تناولها الحوار:

1. معاني الزواج في الإسلام:
- شدد الشيخ الكوكي على أهمية الزواج كمفهوم ديني واجتماعي، وأشار إلى تغير القيم المتعلقة به. بينما كان الزواج في الماضي مبنيًا على *السكينة والمودة والرحمة*، تحوّل اليوم إلى مشروع اقتصادي يركز على الإمكانيات المادية، مما ساهم في انتشار ظاهرة العزوف عن الزواج.

2. أسباب تأخر الزواج:
- أوضح الدكتور بلعيد أن تأخر سن الزواج ليس دائمًا مشكلة، ولكنه يصبح كذلك إذا أدى إلى تراجع النمو الديموغرافي أو صعوبة الإنجاب.
- أشار إلى العوامل الاقتصادية، مثل ارتفاع تكلفة المعيشة وزيادة معدلات البطالة، بالإضافة إلى تغير الأولويات لدى الشباب.
- بيّن أيضًا تأثير الفهم الخاطئ لبعض القيم الاجتماعية والدينية على تأخر الزواج.

3. الطلاق كظاهرة مجتمعية:
- تحدث الدكتور عن ارتفاع معدلات الطلاق في تونس، حيث بلغت حوالي 135,416 حالة بين عامي 2013 و2021. وأشار إلى أن الأسباب تشمل غياب التوافق النفسي والاجتماعي بين الأزواج، إلى جانب الضغوط الاقتصادية.

4. العنوسة والمفاهيم المغلوطة:
- أكد الدكتور بلعيد أن مصطلح "العنوسة" هو مفهوم اجتماعي خاطئ ولا أساس له علميًا. واعتبر أن تأخر سن الزواج يجب أن يُفهم في سياقه الاجتماعي والديموغرافي بدلًا من اعتباره وصمة.

5. حلول مقترحة:
- التركيز على إعداد الشباب للحياة الزوجية عبر برامج التأهيل النفسي والاجتماعي.
- توفير الدعم الاقتصادي والاجتماعي للشباب المقبل على الزواج.
- تعزيز الخطاب الديني والاجتماعي الإيجابي الذي يشجع على الزواج المبني على أسس صحيحة.
- تطوير السياسات التي تراعي تغير الظروف الاجتماعية والاقتصادية، مثل دعم السكن الجامعي للطلبة المتزوجين وتوفير منح مالية لهم.



في ختام اللقاء، شدد الدكتور بلعيد على أهمية النظر إلى الزواج كمؤسسة قائمة على التفاهم والتكامل بين الزوجين، وليس فقط كتلبية لاحتياجات فردية أو مادية. كما دعا إلى ضرورة تفعيل دور الدولة والمجتمع في دعم الشباب وتوفير الظروف الملائمة لتأسيس أسر مستقرة.

الحلقة كانت فرصة لتسليط الضوء على موضوع اجتماعي حساس، مع طرح إشكاليات وحلول تمس جميع شرائح المجتمع، مما يجعلها نموذجًا للحوار الهادف والبنّاء.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 299710


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female