أسباب النزول

أسباب نزول سورة العاديات
نزلت هذه السورة الكريمة كي تحمل البشارة والطمأنينة إلى قلب النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وترد كيد المنافقين إلى نحورهم حين بعث الرسول الكريم سريةً من سراياه إلى أحد أحياء كنانة وتأخر خبرهم؛ فقال المنافقون: قتلوا جميعًا؛ فنزلت هذه السورة تحمل البشرى وتصف حال خيلهم في إيماءٍ إلى القوة والنصر وفي هذا السبب ضعفٌ عند عددٍ من أهل الحديث شأنه شأن الكثير من أسباب نزول السُّور والآيات التي يغلب عليها الضعف أو الإنكار؛ فقد جاء فيها:”بعث رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- خيلًا فأشْهَرَتْ شهرًا لَّا يأتيه منْها خبرٌ فنزلَتْ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ضَبَحَتْ بِأَرْجُلِهَا فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا قَدَحَتْ بِحَوَافِرِهَا الحجارةَ فأَوْرَتْ نارًا فَالْمُغِيراتِ صُبْحًا صَبَّحَتِ القومَ بِغَارَةٍ فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا أثارتْ بحوافرِها الترابَ فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا قال صبَّحَتِ القومَ جمعًا”. [1]
تعتبر مقاصد سورة العاديات سببًا للنزول: حيث تبدأ سورة العاديات بالحديث عن الخيول التي تغزو وتعدو في الحروب والمعارك التي يخوضها المسلمون في سبيل الله تعالى، وعندما يُقسم الله تعالى بأحد مخلوقاته فإنَّ هذا يكون تعظيمًا لذلك المخلوق، فمن مقاصد سورة العاديات أنَّها تبيِّنُ عظمة الخيل وتشيدُ بقوتها وشدَّةِ اقتحامها صفوف العدو وسرعةُ عَدْوها وما ذلك كلُّه إلا للمكانة العظيمة التي يحتلُّها الجهاد في سبيل الله تعالى، فأعظم مقاصد سورة العاديات هو الإشارة إلى أهميَّة الجهاد والإعداد له والتجهيزِ للفتوحات والغزوات.

إن الإنسان لربه لكنود

من المقاصد التي نزلت من أجلها سورة العاديات أيضًا الإشارة إلى الإنسان الجحود، الذي يجحدُ نعمَ الله تعالى عليه ويكفرُ بها، قال تعالى: {إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى? ذَ?لِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}، وتُذكِّر آخر الآيات أيضًا بأهوال البعثِ والنشور بعد الموت في يوم القيامة الموعود، وتبيِّنُ كيف سيكشفُ الله تعالى مكنونات الصدور وما تخفيه.

هل سورة العاديات مكية أم مدنية؟
سورة العاديات سورةٌ قصيرةٌ مفصَّليةٌ، واختُلف في كونها مكّيةً أم مدنيةً ولكن أرجح الأقوال تُشير إلى أنها من السور المكية، ويبلغ عدد آياتها إحدى عشرة آيةً، وتقع في الربع الثامن من الحزب الستين من الجزء الثلاثين وبحسب الترتيب العثماني للمصحف الشريف تحتلّ الترتيب مائة، وهي من السور القرآنيّة التي تفتتح آياتها بالقسم للدلالة على تكريم المُقسم به وفي هذه السورة يُقسم الله بالعاديات أي الخيل التي هي المحور الرئيس لهذه السورة الكريمة.

سبب تسمية سورة العاديات
والعاديات ضبحا

سُميت هذه السورة باسم العاديات لقسم الله -عز وجل- بها في الآية الأولى من السورة “وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا”، والعاديات هي صفةٌ من صفات الخيل وتعني شديدة السرعة بحيث يُسمع صوت أجوافها عند ركضها ثم توالت الآيات التي تصف الخيل وفي هذا الذِّكر تكريمٌ وتعظيم للخيل لما لها من دورٍ فاعلٍ في الجهاد في سبيل الله، وعنِ ابنِ عباسٍ قال : سألني رجلٌ عن العادياتِ فقلتُ : الخيلُ ، قال : فذهب إلى عليٍّ فسأله فأخبرَه بما قلتُ ، فدعاني فقال لي : إنما العادياتُ الإبلُ من عرفةَ إلى مُزدلفةَ. [2]

فضل سورة العاديات


سُور القرآن الكريم جميعها ذات فضلٍ عميم وخيرٍ جمٍّ على المسلمين؛ فتُعدُّ قراءة القرآن من أعظم القُربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه؛ وقد وردت بعض الأحاديث التي تدل على فضل قراءة العاديات مثل حديث:

إذا زُلْزِلَتِ تعدلُ نصفَ القرآنِ والعادياتُ تعدلُ نصفَ القرآنِ. [3]

كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يوتِرُ بإِذَا زُلْزِلَتْ ، وَالْعَادِيَاتِ ، وَألْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ، وَتَبَّتْ وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. [4]

يَعمّد بعض الناس إلى قراءة سورة العاديات في أوقاتٍ محددةٍ وبعددٍ محددٍ طلبًا لتوسعة الرزق والإنجاب وتيسيير أمر الزواج، فلم يثبت حديثٌ أو شيءٌ خاصٌّ بشأن هذا الأمر، ولا بُد من وجود دليلٍ شرعيٍّ صحيحٍ في السُنة النبوية قبل الشروع في هذه القراءات كي لا يقع المسلم في فخّ الأحاديث الموضوعة والضعيفة والمبتدعة.

من الأحاديث الموضوعة الواردة في فضل سورة العاديات: من قرأ هذه السورة أُعطي من الأجر كمن قرأ القرآن، ومن أدمن قرائتها وعليه دَين أعانه الله على قضائه سريعاً كائناً من كان”. ى

سورة العاديات - سورة 100 - عدد آياتها 11


بسم الله الرحمن الرحيم

  1. وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا

  2. فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا

  3. فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا

  4. فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا

  5. فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا

  6. إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ

  7. وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ

  8. وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ

  9. أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ

  10. وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ

  11. إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ