أسباب النزول

أسباب نزول سورة القارعة
سورة القارعة

لم يردْ -فيما جاء من كتب أسباب نزول الآيات- سببٌ صريحٌ أو حادثة معينة نزلتْ جرّاءها آيات سورة القارعةِ، ولكنْ بقليلٍ من التفكير والتَّمعُّنِ في تفسير هذه السورة وسبر أغوارِها، يظهر أنَّ سبب نزول سورة القارعةِ يرجع إلى إظهار وتفصيل أهوال يوم القارعة أو يوم القيامة، وقيل في التفسير إنّ يوم القارعة هو يوم النفخ في الصور.

قدْ فصَّلتِ السورة الأحداث التي ستكون في يوم النفخ، قال تعالى: “يومَ يكُونُ النَّاسُ كَالفرَاشِ المبثُوثِ * وتكُونُ الجبَالُ كالعِهنِ المَنفُوشِ”، فكانت سورة القارعة منذرة لقلوب المسلمين، تقرعُ صمت آذانهم، وتُخرجهم من غفلتهم، ليتوب العاصي إلى الله تعالى، ولكي يعدَّ النّاس العدّة من الأعمال الصالحة استقبالًا ليوم القارعة المهول.

فأما من ثقلت موزينه

نزلت سورة القارعة لكي يبيّن الله تعالى للعباد مصير كلٍّ منهم، من خلال ميزان العدالة الإلهي، فسيوزعون إلى قسمين: سعيد وشقيّ، فأمّا السّعداء فيقول الله عنهم: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ، فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ}، أي: من رجحت أعماله الصّالحة فهو في نجاة من عذاب الله، وأمّا الأشقياء فقال الله -تعالى- عنهم: {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ، فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ}، وأمّا من قلّت أعماله الصّالحة، وكثرت أعماله الطّالحة، سهيوي في نار جهنّم، ويعذّب فيها ما شاء الله، ومنهم من يخلّد في نار جهنّم.

هل سورة القارعة مكية أم مدنية؟
سورة القارعة هي إحدى السور المكية التي نزلتْ على النبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- في مكة المكرمة، وقد نزلتْ بعد سورة قريش، والقارعة هو اسم من أسماء يوم القيامة، ويبلغ عدد آياتها إحدى عشرة آية، وهي في الجزء الثلاثين والحزب الستين وترتيبها الواحد بعد المئة في المصحف الشريف.

سبب تسمية سورة القارعة


إنَّ شأن سورة القارعةِ شأنَ كثير من سور القرآن الكريم، التي سُمِّيتْ ببداية كلماتها، أو بمطالعها، فسورة المزمل مثلا تبدأ بقوله تعالى: “يا أيها المزمل”، والأمثلة كثيرة في كتاب الله -سبحانه وتعالى-، كسورة النبأ وسورة الغاشية والواقعة، ومن هذا المنطلق يمكن القول إنّ سورةَ القارعةِ سُمِّيت بهذا الاسم لأنَّها بدأت به، حيث قال تعالى في مطلعها: “القارعة * ما القارعة * وما أراك ما القارعة”.

يذهب بعض المفسرين أو الباحثين في أسباب تسمية السور القرآنية إلى أنَّ سبب تسمية سورة القارعة بهذا الاسم يعودُ لكونِها تقرعُ القلوبَ والأسماع بهولها، فهي تصف ما سيحدث يوم القيامة بطريقة ترجف منها القلوب وتقشعرُّ الأبدان.

فضل سورة القارعة

إنّ سورة القارعة جزء لا يتجزّأ من كتاب الله -تبارك وتعالى-، وهي متعبدة بتلاوتها كسائر القرآن الكريم، وفي تخصيص الفضل لسورة القارعة، يتبيّن أنَّ سورة القارعة تجعلُ كلَّ مؤمن عاقل يتنبَّهُ إلى أنْ يقيَ نفسَهُ منْ عذابِ الله -عزّ وجلَّ-، وأنّ يكون جاهزًا للقاء الله، ومستعدًا لأهوال يوم القارعة العظيم، ويكونُ هذا الاستعداد بفعل الخير والطاعات وترك الشرّ والمنكرات.

وردت بعض الأحاديث التي تدل على فضل سورة القارعة ومكانتها مثل حديث: ” شَيَّبَتْنِي سورةُ ( هودٍ ) وأخواتُها ( الواقِعَةُ ) و ( القارِعَةُ ) و ( الحاقَّةُ ) و ( إذَا الشَّمْسُ كوِّرَتْ ) و ( سألَ سائِلٌ).

وقد روى أنس بن مالك رضى الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قرأَ في المغربِ { القَارِعَةُ }.

ومن الأحاديث الموضوعة التي تتعلق بسورة القارعة ما ورد عن أبي بن كعب عن النَّبيّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حيث قال” من قرأَ سورةَ القارعةِ ثقَّلَ اللَّهُ ميزانَهُ”.

وعن تأثير قراءة سورة القارعة على الصحابة، جاء في الحديث عن أنس بن مالك: فَقَد رسول الله رَجُلًا مِنَ الأنصارِ، فسَألَ عنه في اليَومِ الثَّالثِ فقال: كيف تَجِدُكَ؟ قال: لا يَدخُلُ شَيْءٌ في رأسي إلَّا خَرَج مِن دُبُري! قال: ومِمَّ ذاكَ؟ قال: يا رسولَ اللهِ، مَرَرْتُ بكَ وأنتَ تُصَلِّي المَغربَ، فصَلَّيْتُ معكَ وأنتَ تَقرَأُ هذهِ السُّورةَ: {الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ} [القارعة: 1، 2] إلى آخِرِها، فقُلْتُ: اللَّهُمَّ ما كان لي مِن ذَنْبٍ أنتَ مُعَذِّبي عليه في الآخِرَةِ فعَجِّلْ لي عُقوبَتَهُ في الدُّنيا، فتَراني كما تَرَى! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لَبِئْسَمَا قُلْتَ! ألَا سألْتَ اللهَ تعالى أنْ يُؤْتِيَكَ في الدُّنيا حسنةً، وفي الآخِرَةِ حسنةً، وأنْ يَقِيَكَ عذابَ القبرِ؟ قال: فأَمَرَهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فدَعَا بذلكَ، ودَعَا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. قال: فقام كأنَّما نُشِطَ مِن عِقَالٍ. ى

سورة القارعة - سورة 101 - عدد آياتها 11


بسم الله الرحمن الرحيم

  1. الْقَارِعَةُ

  2. مَا الْقَارِعَةُ

  3. وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ

  4. يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ

  5. وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ

  6. فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ

  7. فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ

  8. وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ

  9. فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ

  10. وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ

  11. نَارٌ حَامِيَةٌ