الانتخابات التشريعية الفرنسية: ما السيناريوهات المحتملة في ظل عدم حصول أي حزب على الأغلبية؟

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/668ba956a05e65.97672372_eklopgiqmjnfh.jpg width=100 align=left border=0>


فرانس 24 - تعقّد نتائج الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا التي جرت الأحد وأفرزت انتصارا مفاجئا لتحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري، من المشهد السياسي للبلاد، في ظل عدم حصول أي معسكر على أغلبية مطلقة تسمح له بتشكيل الحكومة الجديدة. وحل اليمين المتطرف الذي فاز بالدورة الأولى والانتخابات الأوروبية ثالثا عكس كل التوقعات خلف التحالف الرئاسي الذي أظهر تماكسا وصمودا.

تضع نتائج الانتخابات التشريعية في فرنسا التي أفضت دورتها الثانية الأحد عن فوز مفاجئ وغير متوقع للجبهة الشعبية الجديدة وهزيمة اليمين المتطرف الذي حلّ ثالثا خلف التحالف الرئاسي، على الأرجح فرنسا أمام برلمان معلّق مع تحالف يساري في المقدمة لكن بدون أغلبية مطلقة.

...

وكان تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري في طريقه للفوز بأكبر عدد من المقاعد، وفقا للنتائج المتوقعة في استطلاعات الرأي، لكنه لن يصل إلى 289 مقعدا اللازمة لضمان الأغلبية المطلقة في مجلس النواب.

وتشكل النتيجة هزيمة قاسية لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الذي كان من المتوقع أن يفوز في الانتخابات، لكنه عانى بعد أن عمل تحالف الجبهة الشعبية الجديدة وكتلة "معا" للرئيس إيمانويل ماكرون بين الجولتين الأولى والثانية من الانتخابات لخلق تصويت مضاد للتجمع الوطني.

وأظهرت النتائج أن اليمين المتطرف حل ثالثا في الانتخابات خلف التحالف الرئاسي.

وحققت الجبهة الشعبية الجديدة المؤلفة من أحزاب تختلف على عدد من الملفات، مفاجأة بحلولها في المرتبة الأولى، مع نيلها 182 مقعدا. أما معسكر ماكرون فقد أظهر قدرة على الصمود بعد شهر على مجازفة الرئيس بالدعوة إلى هذه الانتخابات المبكرة، مع حصوله على 168 مقعدا، في مقابل 250 في يونيو/حزيران 2022.

في المقابل، دخل التجمع الوطني رغم الخسارة التي مني بها، البرلمان بقوة بحصوله على عدد تاريخي من النواب 143 نائبا، لكنه يبقى بعيدا عن السلطة مع تسجيله نتيجة مخيبة لتطلعاته مقارنة بما سجله خلال الدورة الأولى.

يعني ذلك أن أيا من الكتل الثلاث لن تتمكن من تشكيل حكومة أغلبية وستحتاج إلى دعم من الآخرين لتمرير التشريع.

نحو تشكيل تحالف يميل نحو اليسار؟

وليس من المعتاد في فرنسا بناء مثل هذا النوع من التحالفات في مرحلة ما بعد الانتخابات، حيث إنه أمر شائع في الديمقراطيات البرلمانية بشمال أوروبا، مثل ألمانيا أو هولندا.

تعقيبا، قال السياسي اليساري المعتدل رافائيل جلوكسمان، وهو مشرع في البرلمان الأوروبي، إن الطبقة السياسية يجب أن "تتصرف مثل البالغين".

من جانبه، استبعد جان لوك ميلنشون، زعيم حزب فرنسا الأبية اليساري، تشكيل ائتلاف واسع من الأحزاب ذات التوجهات المختلفة. وقال إن من واجب ماكرون أن يدعو التحالف اليساري إلى الحكم.

وفي معسكر الوسط، قال رئيس حزب ماكرون، ستيفان سيجورن، إنه مستعد للعمل مع الأحزاب الرئيسية لكنه استبعد أي اتفاق مع حزب ميلينشون. كما استبعد رئيس الوزراء السابق إدوارد فيليب أي اتفاق مع الحزب المنتمي لأقصى اليسار.

ما الذي سيحدث إذا لم يكن هناك اتفاق؟

ستكون هذه منطقة مجهولة بالنسبة لفرنسا. وينص الدستور على أن ماكرون لا يمكنه الدعوة لإجراء انتخابات برلمانية جديدة قبل 12 شهرا أخرى.

وقال رئيس الوزراء غابرييل أتال إنه سيقدم استقالته إلى ماكرون صباح الإثنين، لكنه مستعد للمواصلة لتصريف أعمال الحكومة.

وينص الدستور على أن ماكرون هو الذي يختار من سيقوم بتشكيل الحكومة. لكن من سيختاره سيواجه تصويتا بالثقة في الجمعية الوطنية، التي ستنعقد لمدة 15 يوما في 18 يوليو/تموز.

شخص مقبول لدى الأغلبية أو حكومة تكنوقراط؟

يعني ذلك أن ماكرون يحتاج إلى تسمية شخص مقبول لدى أغلبية المشرعين.

ومن المرجح أن يأمل ماكرون في إخراج الاشتراكيين والخضر من التحالف اليساري، ما يترك حزب فرنسا الأبية بمفرده، لتشكيل ائتلاف يسار وسط مع كتلته.

ومع ذلك، لا يوجد أي مؤشر على تفكك وشيك للجبهة الشعبية الجديدة في هذه المرحلة.

وهناك احتمال آخر هو تشكيل حكومة تكنوقراط تدير الشؤون اليومية ولكنها لا تشرف على التغييرات الهيكلية.

ولم يتبين إن كانت كتلة اليسار ستدعم هذا التصور الذي سيظل يتطلب دعم البرلمان.
فرانس24/ رويترز



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 290542


babnet
All Radio in One    
*.*.*