تتحدث زهرة عن الزربية القيروانية التي تتوسطها "الفلوكة" وحولها "الريحانة" وأرضيتها "عنابي" مع تشكيلة من الألوان الخضراء والزرقاء والوردية والحمراء، وكذلك عن الأشكال الهندسية في الزربية التى تختلف باختلاف استعمالها فهذه "السَنْدُولَةْ" حسب التسمية المحلية القيروانية للزربية الصغيرة التي توضع قرب الفراش وفيها أشكال هندسية معروفة لدى المرأة القيروانية مثل "النْوِيرِيَة" و"البَاقِلْ" و"القْمَايِرْ" وتتوسطهم "الحَضْرَة"، وزربية "الرُومْبَةْ" التي لابّد لكل عروس ان تتزود بواحدة في جهازها.

وينبهر الناظر بمنظر الزرابي التي غطت الأرضية وجميع حيطان 18 غرفة بدار العلاني الزائرين، الذين قلّ عددهم منذ سنة 2011، حسب مدير شركة زرابي العلاني بالقيروان الحبيب الدرعي، والذي بين ل"وات" أنّ إنتاج الزربية عرف بعض التطور سنتي 2016 و2017 غير أنّ تأثيرات جائحة "كورونا" على القطاع كانت "كبيرة جدّا" حيث لم يرجع نسق الإنتاج لعادته.

وذكر أنّ النقص في المواد الأولية وقلة حرفيات الزربية والسائح، كانت من بين العوامل التي ساهمت في تراجع إنتاج الزربية، واشار إلى ان التعامل مع الحرفيين والحرفيات قل واصبح مقتصرا على 04 او 05 منهم مقابل قرابة ال50 حرفيا في السابق، واقترح للنهوض بالقطاع وإنعاشه والمحافظة عليه من الاندثار فتح مراكز تكوين في الزربية في معتمديات القيروان.

ويخضع إنتاج الزربية إلى تقلبات العرض والطلب، فهو مرتبط بالسوق السياحية وتقلص إقبال السائح على جهة القيروان والبلاد عامة، مما أثر على إنتاج الزربية الذي عرف منذ سنة 2011 وإلى غاية الآن تراجعا إلى 20 ألف متر مربع من الزربية والمرقوم سنويا، مقابل 60 ألف متر مربع سنويا في الفترة بين 2005 و2011، وعرفت القيروان سنة 2022 مقارنة مع سنة 2021 ازدهارا في إنتاج الزربية بنسبة 80ر28 بالمائة، ونسبة زيادة ب95ر16 بالمائة في إنتاج المرقوم والكليم، وفق المدير الجهوي للديوان الوطني للصناعات التقليدية طارق ناجي، الذي اشار الى ان صناعةّ الزربية تساهم بنسبة 18 في المائة من الإنتاج الوطني المراقب بالطابع .

وبادر الديوان الوطني للصناعات التقليدية بتنفيذ خطة وطنية للنهوض بالصناعات التقليدية إنتاجا وترويجا من ذلك التشجيع على التسويق الالكتروني، وتشتغل المندوبية الجهوية للديوان الوطني للصناعات التقليدية في إطار برنامجها الجهوي للتكوين المستمر، على محور التعريف بمنتوج الصناعات التقليدية وترويجه ومساعدة الحرفيين على تسويق منتوجاتهم، علاوة على برامج تكوين اليد العاملة ذات الكفاءة، لتلافي النقص الكبير في مجال الزربية في إطار اتفاقيات مع وزارات أخرى أو مع المجتمع المدني للربط بين مختلف حلقات الإنتاج وإدماج البحث والابتكار كعنصرين أساسين في الدورة الإنتاجية.

وتعمل المندوبية جاهدة على حث الحرفيين والحرفيات على إحداث مجمعات لتسهيل التزويد بالمواد الأولية وترويج المنتوج والانتفاع بمختلف الامتيازات التي تمنحها الدولة لمثل هذه الهياكل التي تكاد تكون منعدمة بولاية القيروان، حسب المندوب الجهوي الذي توقع تحقيق انتعاشة لقطاع الزربية في الأعوام المقبلة بفضل ما يبذله الديوان الوطني من مجهودات، من ذلك أن الجهة ستتدعم بتركيز قصر معارض لترويج منتوجات الصناعات التقليدية والمشروع هو حاليا في مرحلة استكمال تغيير صبغة الأرض.

ويتشبث أصحاب 09 مغازات معتمدة و46 مغازة مختصة في بيع منتوجات الصناعات التقليدية التونسية الأصيلة بالقيروان بمهنتهم، ويقول الحبيب الدرعي الذي تجاوز عقده الثامن " فتحنا أعيننا في مجال الزربية ولا نريد التوجه لممارسة نشاط آخر".