شهادة عائلة الشهيد كمال المطماطي

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/zawjatmatmatii.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - ولد كمال بن علي بن التوهامي المطماطي بمطماطة من ولاية قابس يوم 03 مارس 1956، درس علوم ورياضيات وتزوج من قريبته ورزق منها بابن وبنت. عمل كمساعد مهندس بفرع شركة الكهرباء والغاز بقابس، نشط في العمل النقابي في تلك الشركة ونشط أيضا في العمل السياسي ضمن حركة الاتجاه الإسلامي بمسقط راسه بمطماطة وبمدينة قابس. يصفه أفراد عائلته بانه يتميز بأخلاق طيبة ولا يجامل في الحق وصاحب مبدأ أما زملاء العمل فيصفونه بأنه كان خلوقا ومحبوبا لدى الجميع ويدافع بقوة عن حقوق العمال.

السياق: بعد اعتلاء زين العابدين بن علي سدة الحكم يوم 07 نوفمبر 1987 بدا في انتهاج سياسة انفراج مع القوى السياسية انتهت بانتخابات عامة يوم 2 افريل 1989. كانت انتخابات أفريل 1989 منعرجا حادا لسياسة البلاد واتخذ على إثره قرارا بالانفراد التام بالسلطة وخنق كل نفس معارض مهما كان مصدره. انطلقت أشرس حملة عرفتها الحركة الإسلامية منذ انبعاثها. بدات الهجمة اوائل 1990بايقاف بعض القياديين صلب تلك الحركة مثل منصف بن سالم و محاكمتهم وتلتها ايقافات لقياديين اخرين و اخذت الحملة نسقا تصاعدىا محموما اذ لم يكتفِ النظام بالايقافات الجماعية و اعتماد التعذيب و سوء المعاملة داخل مراكز الامن و مقر وزارة الداخلية و السجون و تلفيق التهم و افتعال المحاضر و المحاكمات الصورية بل بلغ به الامر انتهاج القتل أداة قصوى للمواجهة سواء الإصابة بالرصاص اثناء الاحتجاجات مثل الطيب الخماسي يوم 07 سبتمبر 1990 و صلاح الدين باباي يوم 15/01/1991 مبروك الزمزمي يوم 26 افريل1991 وغيرهم. والتعذيب داخل مراكز الامن وبالسجون مما أدى لوفاة عبد العزيز المحواشى يوم 26 افريل 1991 وعبد الرؤوف العريبي يوم 11 ماي 1991 وعامر دقاش يوم 11 جوان 1991 وعبد الواحد العبيدلي يوم 19/06/1991 وغيرهم كثير. وفي هذا السياق، توفي كمال المطماطي بمنطقة الأمن بقابس يوم 07/10/1991 وتزامن ذلك مع وفاة فيصل بركات يوم 08/10/1991 بنابل تحت وطأة التعذيب بنفس المركز الذي شهد يوم 27/10/1991 وفاة الشماخي في نفس الظروف تقريبا.

...

الوقائع: يوم الثلاثاء 07 أكتوبر 1991 بعيد منتصف النهار قدم أعوان الامن الى مكتب مدير فرع شركة الكهرباء والغاز بقابس وقبضوا على كمال الذي كان خارجا من بيت الوضوء قرب مكتب المدير واقتادوه بالقوة الى الطريق العام واركبوه سيارة رينو اكسبرس بيضاء. وتحولوا به مباشرة الى مكاتب المصلحة المختصة داخل مقر منطقة الشرطة بقابس. بمجرد وصوله تداول أعوان الامن بالمصلحة المختصة على ضرب كمال بقوة وعنف على مختلف انحاء الجسم فأغمي عليه نتيجة كسور لحقته بيديه.
وقد عاين أحد الموقوفين، وكان طبيبا، تلك الكسور لما طلب منه فحصه في المرة الأولى وأعلمهم بها لكن أصر الاعوان على مواصلة التنكيل به ساخرين بالقول «أفلام عنا منها برشة" مواصلين ضربه بعصا بقوة ووحشية فسقط مغشيا عليه وفارق الحياة نتيجة ذلك. وقد طلب الاعوان مجددا من الطبيب الموقوف فحصه بالقول "ايجا يا طبيب شوفه" فجس نبضه وتحقق من وفاته لحظتها صاح "مات مات". فقام الاعوان بسحب الجثة الى خارج المكتب. وقد اوهموا الموقوفين مع كمال حين افتقدوه انه تم نقله لمقر وزارة الداخلية لمواصلة البحث معه. وان معاملة الاعوان انقلبت نحوهم في الحين من النقيض الى النقيض وانقطع تعذيبهم طيلة الثلاثة أشهر التي امضوها هناك رهن الإيقاف.

وجاء على لسان الأمنيين انهم تولوا نقل جثة الضحية الى تونس في ليلتها بأمر من رئيس المصلحة الذي تلقى امرا مباشرا في ذلك من رئيسهم بوزارة الداخلية. وانهم اوصلوا جثة كمال لمستشفى قوات الامن الداخلي بالمرسى وسلموه لشخصين هناك وانهم تحولوا مباشرة الى مقر وزارة الداخلية بتونس واعلموا رئيسهم بإتمام المهمة ورجعوا لمدينة قابس.

النتائج: في اليوم الموالي لوفاة كمال تحولت عائلته الى منطقة الشرطة بقابس للسؤال عن مصير ابنها ظنا منها انه مازال موقوفا هناك وعوض ان تعلمهم السلطات بحقيقة الامر اجابتهم بأنه لم يوقف وأنه ليس بالمقر الأمني وأصر الامنيون على انكار وجوده لديهم رغم ان الزوجة شاهدت بأم عينها اسم كمال المطماطي ضمن قائمة الموقوفين بدفتر الإيقاف لكن لم تتحصل على أي معلومة حول مصير زوجها وتواصل هذا الانكار طيلة الأشهر والاعوام وكانت العائلة تبحث عن ابنها بأماكن الاحتجاز والسجون والمستشفيات او حتى الثكنات العسكرية بمختلف انحاء الجمهورية دون جدوى و اتصلت بمسؤولي وزارة الداخلية والسلطات القضائية ورئاسة الجمهورية الا أنها لم تظفر بأي معلومة عن مصير ابنها.
وبوفاة كمال عانت العائلة الامرين اذ كان هو عائلها الوحيد فالسلطات الأمنية ضيقت عليهم وحاصرتهم وشددت عليهم المراقبة وكلما قام شخص بمساعدة العائلة الا ونكلت به وانقطع أبناؤه عن الدراسة وأصيب جل افراد العائلة بأمراض نفسية.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


12 de 12 commentaires pour l'article 134305

Matouchi  (Tunisia)  |Mercredi 23 Novembre 2016 à 08:44           
إن صح ما تقول يا مسالم..........وثبت.......فكيف لك أن تبقى مسالما؟؟؟؟؟؟

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mardi 22 Novembre 2016 à 19:29           
في شهادة لعبد الفتاح مورو لم يقع إثباتها بعد ذكر بأن جثة الشهيد وضعت في إحدى خرسانات إحدى الجسور التي يتفاخر بها أنصار المخلوع النيادرتالي الدموي .

Matouchi  (Tunisia)  |Mardi 22 Novembre 2016 à 17:41           
سننتظركم يا أيتها الكلاب المسعورة....حتى تعتذروا و تطيب جراحنا.....إما وألا....أترك مسالم يغرد لكم تغريدة البط في بحيرة البلفيدير الى حين

BenMoussa  (Tunisia)  |Mardi 22 Novembre 2016 à 16:17           
هل يجهل التجمعيون والدساترة هذه المعلومات ؟
فمن جهلها حقا فهو غبي احمق يجب الحجر عليه
ومن علمها ولم يقاومها فهو شريك في الجريمة تجب محاكمته مهما كان موقعه وزيرا او مسؤولا او مجرد رئيس شعبة او عضوا ناشطا في شعبة
انه الارهاب باتم معانيه ويرتقي بعضه لجرائم ضد الانساتية

KhNeji  (Tunisia)  |Mardi 22 Novembre 2016 à 16:12           
أنا نحب نسمع عبير موسي

Mandhouj  (France)  |Mardi 22 Novembre 2016 à 14:46           
@Med Maaloul (Netherlands)

لقد صدمتني بما كتبت ؛ في ما يخص أن جثمانه لا يزال غير معروف أين هو .. كنت أعتقد أن أهله تسلموا جثمانه بعد الثورة .

Med Maaloul  (Netherlands)  |Mardi 22 Novembre 2016 à 14:27           
عرفتو توة "كيلو النظال بقداش"؟
من الثورة إلى الآن، لم تصرح الداخلية بمكان جثمانه و لم يحاسب المجرمون الذين قتلوا أو أمروا بالتعذيب أو شاركوا بطمس معالم الجريمة...
عرفتو توة اللي البغل هرب و الكريطة هي هي؟

Mandhouj  (France)  |Mardi 22 Novembre 2016 à 14:16           
... ساخرين بالقول «أفلام عنا منها برشة"...

سبحان الخالق الذي أعطى العقل للإنسان ! على كل حال التاريخ لا يظلم ... لما مجموعة أراذل تستولي على الحكم ، و تسخر كل ما لها من ذكاء شيطاني و من دهاء و من آليات اعلامية لصنع في مخيلة الكثير من الناس ، العدو الأسود للمجتمع ، حينها يمكن أن ننتظر أكثر من ذلك ... هذا ما صنعة بورقيبة و ابنائه الذين حكموا بعده ... أكثر الشعب عرف كيف هي اديولوجية الدساترة الذين ساندوا بورقيبة أنها دموية لا رحمة لا شفقة .. أما اليسار التطرف الذي تحالف مع الهارب بن علي
لتصفية خصم سياسي جسديا عبر التعذيب .. لست أدري من أي طينة خلقوا هؤلاء ؟

غريب ما حصل في تونس مدة حكم بورقيبة و بن علي .. لكن لا غرابة .

الأمر في الأمر ، أن هؤلاء لا يزال منهم من يمدح بورقيبة و بن علي ، و يريدون إعادة صناعة ذلك النظام .

Adnen Housseini  (Tunisia)  |Mardi 22 Novembre 2016 à 14:14 | Par           
يجب ضربهم حتى الموتى وأمام عائلات الشهداء

Aziz Naceeur  (Qatar)  |Mardi 22 Novembre 2016 à 13:58           
رحم الله جميع شهداء تونس الأبرار قبل الثورة وبعدها وسيظل هذا التعذيب والقتل والظلم الذي سلّط على المعارضين السياسيين أيام الطاغية بورقيبة وكلبه بن علي وصمة خزي وعار على جميع الدساترة والتجمعيين خاصة منهم من لا يزال يتشدق بإنجازات هذه الأنظمة الديكتاتورية الدموية

Mandhouj  (France)  |Mardi 22 Novembre 2016 à 13:58           
Après lecture de ce témoignage où barbarie, mensonge et monstruosité sont présent ... que dire?

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mardi 22 Novembre 2016 à 13:57           
تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229) البقرة القرآن يحمل مبادى إنسانية عالمية لكل الناس ويعلمنا بأن أقصى عقوبة لا يجب أن تتجاوز الإعدام لقاتل النفس عمدا مع الترغيب في الصفح لكن في تونس كان القتل بلا جريمة بل والاسراف في قتل وتنكيل كل المحيطين بالضحية وتدمير كل الأهل والأقرباء من كهول ونساء وأطفال عبر تجويعهم وملاحقتهم وطردهم من وظائفهم
.كانت إبادة جماعية من حاملي الجينات القابيلية البربرية الدموية والذين يتقاسمون الحياة فوق كوكبنا مع حاملي الجينات الهابيلية ومن كلا الجنسين .


babnet
All Radio in One    
*.*.*