هيبة القضاء و تهافت الدهماء

<img src=http://www.babnet.net/images/6/magistrats2.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الأستاذ بولبابه سالم

تتذكرون الجدل الذي حصل في فرنسا حول " البوركيني " خلال الصيف الماضي لما عزم عدد من رؤساء البلديات على منع هذا اللباس في الشواطئ و المسابح الفرنسية . وقتها أحال الرئيس فرانسوا هولاند المسألة الى مجلس الدولة الفرنسي وهو أعلى هيئة قضائية للنظر فيه و اتخاذ قرار و حكم نهائي احتراما لدولة القانون .
عندما صدر الحكم و حسم الأمر من مجلس الدولة الفرنسي باقرار حرية اللباس انتهى الجدل بين السياسيين و الاعلاميين الفرنسيين ، لأن القضاء سلطة و لا أحد يشكك في أحكامه او يجرؤ على التطاول عليه .

...

في تونس و رغم الخطوات الصعبة و الثابتة في تحقيق استقلال القضاء بعد عقود من التبعية و التعليمات خاصة بعد انتخاب المجلس الأعلى للقضاء مازال بعض سماسرة السياسة و بيادق الاعلام يريدون العودة الى الوراء . ما دفعنا للحديث عن هذا الامر هو ردود الفعل الانفعالية و المتشنجة للرافضين لحكم المحكمة الابتدائية بسوسة في قضية المنسق العام لحزب نداء تونس بتطاوين المرحوم لطفي نقض . لقد تابعنا فصولا من العبث و اللامسؤولية وصلت حد البذاءة و التطاول على السلطة القضائية من شخصيات لطالما صدعت رؤوسنا بشعارات استعادة هيبة الدولة و احترام مؤسساتها . طبعا فإن هذا التطاول لم تتورط فيه رئاسة الجمهورية و رئاسة الحكومة اللذان احترما حكم القضاء و استقلاليته . لكن ما اتاه بعض هواة السياسة و دراويشها يشكل فضيحة ، و اذ نتفهم صدمة من تاجروا بالقضية في سوق المزايدات و الانتخابات و التنافس السياسي فإن العبرة تقتضي تجنب الاستثمار في الدماء و ترك القضاء يعمل بمعزل عن الضغوطات السياسية و التاثيرات الحزبية .
اما بالنسبة للرعاع و الدهماء الذين يتأثرون بما تروجه بعض وسائل الاعلام فقد حان الوقت ليدركوا أن القاضي يحكم بالملفات و الحيثيات و الوقائع بالتنسيق مع حاكم التحقيق و الضابطة العدلية لا بما تروجه المنابر الاعلامية او تصريحات و بيانات الأحزاب السياسية .
و لعله من المفيد ان نذكر أنه لا أحد اعترض على قاضي المحكمة الابتدائية بسوسة قبل النطق بالحكم ، و لم نر تلك الاصوات الموتورة الا بعد صدور الحكم حيث اتهمت القضاء بالدوعشة بل هناك من دعا الى القتل و العنف . هل سمعتم باعلامي او سياسي فرنسي يتهم مجلس الدولة بالدوعشة بعد الحكم في قضية " البوركيني " ؟ و يبقى السؤال ، لماذا يرفض اتباع فرنسا في تونس الديمقراطية و يهزهم الحنين الى قضاء بن علي ؟!!
كاتب و محلل سياسي



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


9 de 9 commentaires pour l'article 133990

Hsan Mensi  (Tunisia)  |Jeudi 17 Novembre 2016 à 09:52           
بعد صدور نص الحكم هذا الصباح اقول ..

هذا جميل بارك الله فى جناب المحكمة ...لكن التوانسة للاسف المثل اللذى ينطبق عليهم هو .
حتى كلن طاروا فى السماء فهم معزات " بالتالى نرجو من جناب المحكمة ان يخرج علينا
الناطق الرسمى باسم المحكمة الابتدائية بسوسة و يعطينا حيثيات الحكم الصادر عن كل واحد .
لماذا رأ من برأ و لمذا ادين من أدين ....لان الاعلام يتاجر بالملف ..و اليسار يستغله لتشويه النهضة .
و نداء تونس يستغله شق ضد النهضة ليغيض به شق آخر مع التوافق ... اذا نرجو الوضوح .
ثقتنا كبيرة فى القضاء و هو قد اوقف الابرياء 4 سنوات ..فما بالك الآن و قد حكم فعدل .شكرا للقاضى
على شجاعته ...

Mongi  (Tunisia)  |Jeudi 17 Novembre 2016 à 09:27           
و يبقى السؤال ، لماذا يرفض اتباع فرنسا في تونس الديمقراطية و يهزّهم الحنين الى قضاء بن علي ؟!!
الجواب : لأنّهم من نفس طينة بن علي : يحنّون إلى الاستبداد ولا يرضون عنه بديلا.


Baraka  (Canada)  |Jeudi 17 Novembre 2016 à 00:36           
Ce qui est lamentable, voire cynique et contre-démocratique, c’est le silence absolu du ministre de la justice. Dans les démocraties, un ministre de la justice doit défendre ses juges en mettant ses culottes. Cependant, nous avons des traîtres qui gardent le silence devant le lynchage public d’une décision juridique prise de façon objective et transparente. C’est au ministre de la justice qu’il faut demander d’arrêter ce cirque et non aux médias
de la contre-révolution. Si le ministre n’agit pas immédiatement, il est aisé de le considérer comme un sbir et d’agir de connivence avec les médias d’elAAr.

Hassine Hamza  (Tunisia)  |Mercredi 16 Novembre 2016 à 23:50           
في قناة الخوار التونسي مريم بلقاضي
استضافت ستة أفراد
خمسة كانوا ضد القضاة
وواحد فقط كان مع القضاة
...
هذه مهنية وحيادية لِلَّا مريم بلكازي

Hassine Hamza  (Tunisia)  |Mercredi 16 Novembre 2016 à 23:45           
يجب منع تداول القضايا مثل هذه في المنصات التلفزية
لكي لايقع التأثير على إستقلالية القضاة
وإقتصار الحضور في المحكمة عند اﻹستئناف والتعقيب على المحامين المكلفين بالمرافعة

Lotfi Lounissi  (Tunisia)  |Mercredi 16 Novembre 2016 à 19:18           
اذا حكم القضاء لصالحهم مجدوه واثنو عليه ووصفوه بالنزاهة اما ان كان العكس شيطنوه ...و اسابو عليه اعلامهم فنهشوه

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mercredi 16 Novembre 2016 à 18:18           
منذ قديم الزمان وغابر العصر والأوان هناك فريق يهلل بكل جديد مفيد وهناك فريق يستميت لإبقاء الوضع الذي إعتاد عليه وعما وجد آباءه عليه .-قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ - قَالُوٓاْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ ءَابَآءَنَا -وهو ما شاهدناه لما فاجأتهم الثورة ثم صدموا لقيادة الترويكا واليوم أصيبوا بالبهتة لحظة حلول ركب
القضاء المستقل والعادل .

Srettop  (France)  |Mercredi 16 Novembre 2016 à 17:25           
يا سي بولبابة، لم يمت أحد في قضية البوركيني.

Ammar  (Tunisia)  |Mercredi 16 Novembre 2016 à 17:22           
لم نسمع صوتهم دفاعا عن استقلال السلطة القضائية طيلة خمسة وخمسين عاما من تطويع القضاء لفائدة حكم الفساد والاستبداد... لزم الأمر حكما قضائيا واحدا يفضح ماكينة البروباغندا الإعلامية التي يتحكمون فيها لقلب الحقائق... حتى قاموا يتباكون ويذرفون دموع التماسيح حزنا على فساد القضاء وقضاة محكمة سوسة الذين يحتكمون (إيه نعم!) بأوامر النهضة والمؤتمر والقاضي الفاضل أحمد الرحموني...


babnet
All Radio in One    
*.*.*