وأوضح أنّ هذا اليوم الختامي يهدف إلى تعريف الطلبة بالمخزون السياحي الثقافي والتراثي الخصوصي لوجهتي الظاهر وجربة، وإلى مناقشة آفاق تنمية السياحة بالجنوب الشرقي بمشاركة مختصين في المجال السياحي ومهنيين وأكادميين من أجل تحقيق التكامل بين الخبرة والجانب المعرفي والعلمي لمزيد تطوير هذه الوجهات وحسن التصرف فيها.
واختتم هذا اليوم بامضاء اتفاقيات شراكة بين المعهد العالي للتصرف بقابس وكل من وجهة الظاهر ووجهة جربة، واتفاقية اخرى بين المركز العالمي للتميز في الوجهات السياحية بكندا وكل من وجهة الظاهر ووجهة جربة، بهدف فتح مجالات واسعة امام هذه الوجهات والطلبة لانجاز مشاريع تخرج حول آفاق تطوير هذه الوجهات، وتمكينهم من القيام بتربصات بها وانجاز مسائل تحتاجها هذه الوجهات لتحقيق التميز.
واعتبر نائب رئيس جامعة الظاهر، محمد صادق الدبابي، أن مثل هذه الاتفاقيات من شأنها ربط علاقة مباشرة مع جامعة قابس ومع الطلبة ومع المركز العالمي للوجهات المتميزة بكندا، ومزيد تنمية مفهوم السياحة المستدامة عبر عديد الانشطة سيتم الاتفاق حولها بين الشركاء الثلاثة، مشيرا الى تزايد اهتمام الطلبة باختصاص السياحة المستدامة بمفهومها العام بما من شانه تحسين نسبة استثمار الخريجين الجدد في المجال.
من جهته، أبرز رئيس جامعة التصرف في الوجهة السياحية جربة، فرحات بن تنفوس، انه من المهم ابرام مثل هذه الاتفاقيات لتحسين الكفاءات القادرة على تسيير وتوجيه الانشطة في مختلف الوجهات السياحية واعتماد طرق احدث في التصرف في الوجهات والتعريف بها باعتماد تجارب يعيشها الزائر او السائح اجنبي او تونسي، حسب قوله.
واعتبر أنه من الضروري تغيير طريقة الترويج للوجهات السياحية وطريقة التصرف فيها بما يتيح لكافة المناطق بكل ثرائها التراثي الطبيعي والثقافي والمادي واللامادي تقديم منتوج مميز وخصوصي يفسح المجال للسائح لان يعيش التجربة بها.
ومثّل هذا اليوم الختامي مناسبة لتقديم الوجهات السياحية الظاهر وجربة والتعريف بأنشطتها، من ذلك عملت جامعة التصرف في الوجهة السياحية جربة على فتح مكاتب للتوجيه السياحي لتقديم المعلومة للسائح، وتنظيم عرض فني فرجوي لتثمين التراث اللّامادي لجربة، فضلا عن تثمين التراث المادي والمهارات من خلال تجديد معصرة الفصيلي للزيتون، وإنجاز عدة إصدارات حول التراث الثقافي والمطبخ الجربي، وعلاقة جربة بالمساجد، الى جانب عدة تظاهرات لاثراء التجارب السياحية للزائر، مع سعيها الى تشريك اكبر عدد من الفاعلين ومن الشباب لتحديد ملامح هذه الوجهة السياحية والاستئناس باكبر عدد من الاراء من سكان الجزيرة، وفق بن تنفوس.
ومكّنت وجهة الظاهر، التي تم بعثها في اطار تعاون مع الشريك السويسري، من إنجاز عدة مشاريع لباعثين شبان ورسم استراتيجية متطورة للتعريف بالوجهة وطنيا وعالميا وانجاز اكبر مسلك للمشي على الاقدام بتونس وفق المواصفات العالمية على طول 194 كلم من مطماطة الى تطاوين متضمنا 12 مرحلة، علما أنّه تم تصنيفها كاحسن وجهة سياحية في العالم من بين 100 احسن وجهة سياحية لموسم 2021 - 2022 من طرف المنظمة العالمية الوجهة الخضراء، وفق نائب رئيس جامعة الظاهر، محمد صادق الدبابي.
من جانبه، نوّه المدير العام للمركز العالمي للتميز في الوجهات السياحية بجامعة بجامعة مونريال بكندا، فرنسوا بيدار، بتجارب الوجهات السياحية سواء الظاهر أو جربة وثرائها في تثمين الخصوصية وإبرازها، مؤكدا ان الهدف لا يقتصر على الاستجابة لحاجيات السائح او الزائر بل ايضا استفادة متساكني هذه المناطق بتعزيز دور جامعات التصرف في هذه الوجهات، والتنسيق بين كل المتدخلين بهذا المجال الجغرافي حتى ينخرطوا في تطوير الوجهة والاشتراك في تثمين تراثهم وتاريخهم.
وسبق هذا اليوم الختامي تنظيم عدة فقرات ضمن أشغال أيام السياحة المستدامة احتضنها المعهد العالي للتصرف بقابس من خلال محاضرة لفائدة اساتذة وطلبة الماجستير المهني التصرف في الوجهات السياحية الذي بعث منذ 3 سنوات وتقديم لهذه الماجستير لطلبة السنوات النهائية وخاصة المتميزين منهم بهدف استقطابهم للتسجيل به.
كما تم تنظيم زيارات ميدانية للوجهات السياحية الظاهر وجربة، وتنظيم ورشات عمل لتطوير الوجهات والتفاعل من خلال النظر في نقاط القوة ونقاط الضعف وافاق هذه الوجهات.