ويرمي مشروع "هريسة دياري" الى تثمين المعارف والمهارات المحلية في صنع "الهريسة" ومن ثمة إرساء ديناميكية على مستوى نقاط التوقف المختارة ضمن المسلك لتنويع العرض السياحي في الوطن القبلي.

وحظي المشروع بدعم من طرف مشروع "النهوض بالسياحة المستدامة" الذي وضعته وزارة السياحة والصناعات التقليدية بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي. علما وان المشروع ممول من طرف الوزارة الفدرالية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية والاتحاد الأوروبي في تونس في اطار برنامج "تونس وجهتنا".

وتعتبر الهريسة، المصنوعة من الفلفل الأحمر، جزءا لا يتجزأ من المؤونة وتقاليد الطهي والطعام اليومية للمجتمع التونسي.
وغالبا ما يتم تحضير "الهريسة التونسية" من قبل النساء في إطار عائلي احتفالي وهي منتوج وطني تم ادراجه الخميس 1 ديسمبر 2022، من قبل اليونسكو كتراث غير مادي للإنسانية.

و تم في إطار هذا المشروع تخصيص قطعة أرض نموذجية مزروعة بالفلفل في تاكلسة بولاية نابل حيث ستكون بمثابة أرض لتكوين الفلاحات المشاركات في هذا المشروع.

كما تم اقتراح تقديم مرافقة للفلاحات، خلال مراحل الإنتاج المختلفة بما في ذلك جمع الفلفل وطحن الهريسة وتوفير التكوين في الزراعة العضوية

وكانت جمعية البوصلة الخضراء اعلنت في اكتوبر 2023 على صفحتها على "فايسبوك"، عن تخصيص تسع قطع أراضي أخرى في فيفري 2024 لفائدة 9 فلاحين في منطقة تاكلسة، في إطار المشروع ذاته.

يذكر أن جمعية البوصلة الخضراء تأسست سنة 1983، وهي متخصصة في الدفاع والمحافظة على الثروات الوطنية والتنوع البيولوجي البحري والبري.

وكانت وزارة الثقافة التونسية، اعلنت أن اللجنة الدولية الحكومية لليونسكو، في دورتها 17 المنعقدة بالمغرب بمدينة الرباط من 28 نوفمبر إلى 3 ديسمبر 2022، أقرت تسجيل عنصر "الهريسة: المعارف والمهارات والممارسات المطبخية والاجتماعية" ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية.

وأوضحت أن الملف يسلط الضوء على "الهريسة" بوصفها "ذاكرة حيّة تتجسّد في جملة من المعارف والمهارات التقليدية والفنون والعادات المطبخية والغذائية ويبرز ما تحيل عليه من قيم ذوقية واجتماعية ورمزيّة، فضلاً عمّا تنطوي عليه من تنوّع وإبداع يتجلّيان في ثراء الأساليب التقنية لإعدادها واستخداماتها حسب التقاليد المحلية والجهوية، وما تشهده من تجديد مستمر يرسّخ دورها في المجتمع".

واعتبرت أن "التسجيل الجديد يعزّز موقع تونس ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية".

وأطلقت تونس في ديسمبر 2023 "طريق التراث العالمي لليونسكو" الممول أوروبيا، في خطوة لتثمين التراث الحضاري والثقافي والحفاظ على التراث المادي واللامادي وذلك عبر تطوير مسالك سياحية جديدة.

ويعد هذا المشروع، الذي يرنو الى تطوير القطاع السياحي وتنويع المنتوج وتدعيم تنافسية الوجهة التونسية في الأسواق العالمية لجذب السياح، أحد محاور الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة في أفق 2035.

وقال وزير السياحة، بمناسبة اطلاق "طريق الترا العالمي لليونسكو"، أنّ هذا المشروع، على غرار طريق "الأفلام السينمائية العالمية" و "طريق الطهي" و "طريق التجوال"، سيتيح فضلا عن تنشيط الحركة الاقتصادية في عديد الجهات وفتح آفاق جديدة لتشغيل الشباب استمرارية الموسم السياحي على مدار السنة.

وأشار الى وضع برنامج ترويجي يرتكز على الرقمنة للتعريف بالمشروع من خلال منصة تتضمن المسالك السياحية لفائدة أصحاب وكالات الأسفار والأدلاء السياحيين وأصحاب النزل والمؤسسات السياحية وذلك لأهمية دورهم في مزيد التعريف بهذه المسالك.