"الزيارة 2" في مهرجان قرطاج الدولي: عرض لم يأفل بريقه لأكثر من 10 سنوات

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/64c1060eb77cf6.32539416_oplmgqfkhnjie.jpg width=100 align=left border=0>


لم يأفل عرض "الزيارة" لسامي اللجمي رغم مرور 10 سنوات على انطلاقته ورغم تقديمه مرارا على ركح المسرح الروماني بقرطاج وعلى عديد مسارح المهرجانات الصيفية في البلاد، محققا بذلك حضورا جماهيريا قويا ونفاد جميع التذاكر المخصّصة للعرض، وهو الأمر نفسه الذي تكرّر في "الزيارة 2" الليلة الماضية (25 جويلية) ضمن برمجة الدورة 57 لمهرجان قرطاج الدولي.


واستقطبت "الزيارة 2" جمهورا عريضا من عشاق الموسيقى الصوفية بما فيها من أذكار وأناشيد دينية وموسيقى ورقصات خاصة، فحضر مبكرا وملأ مدرّجات المسرح الروماني بقرطاج وظلّ مشدودا إلى مختلف تفاصيل العرض من بدايته إلى نهايته.
...

 
وجمع العرض حوالي 100 عنصر على الركح بين منشدين وموسيقيين وراقصين. وتشكّل الركح لعناصر سينوغرافية ومتمّمات بصرية مدروسة تتماشى مع سياق العرض الصوفي وخصائصه الروحانية، مع إضفاء لمسات معاصرة دون المس من جوهر العرض ودون أن يُفقده هويته وأصالته، رغم أن الموسيقى الصوفية بآلاتها التقليدية امتزج فيها الجاز والفلامنكو بالنوبات الصوفية والتقت فيها الدفوف بالغيتار والأورغ والباتري في انسجام وتناغم فريد.
 
وراوح العرض بين الأداء الفردي للمدائح والأذكار وبين الأداء الجماعي للتغني بالخالق ومدح الرسول والأولياء الصالحين. وحضرت في "الزيارة 2" الأناشيد والابتهالات بأصوات كلّ من منير الطرودي وأيمن بن عطية وإبراهيم الرياحي وروضة عبد الله التي انضمت لفريق الزيارة لأول مرة، فأدوا ما يناهز 45 أغنية وأنشودة دينية منها "حب النبي زين الصفات" و"راكب الحمراء" و"بالك تنساني يا بنية جمّال" و"نغارة" وغيرها من الأغاني التي استحسنها الجمهور ورقص على أنغامها إلى حد بلوغ البعض منهم مرحلة "التخميرة".
 

وبدت الإيقاعات الموسيقية الروحانية في ظاهرها احتفالية، لكنها حملت وجعا وهموما تسكن الإنسان، فهذا النمط الموسيقي هو مهرب وملجأ للإنسان من الواقع للاختلاء بالنفس رغبة في التخلّص من الجسد وتحرير الروح منه، لإيمان المتصوفة أن كيان الإنسان يتحقق عندما تلتحم الروح بالذات الإلهية. ولذلك يعتبر الرقص على الإيقاع الصوفي حدّ التخميرة أحد شروط التخلّص من الجسد وتحرّر النفس وتطهيرها.
 
واستوفى سامي اللجمي في عمله "الزيارة 2" شروط العرض الصوفي من إيقاعات موسيقية ولوحات تعبيرية راقصة وملابس وغيرها من متممات العرض الصوفي كالسناجق والبخور واللوحات التي تحيل على قدوم الزوار إلى المقام على غرار مشهد العروس "المجللة" بالسنجق مع قريباتها الفتيات قبل ليلة الحنة للتبرّك بين يدي المنوبية وغيرها من اللوحات التي تحيي العادات المتوارثة في المواسم والأفراح. واستطاع العرض أن يشدّ إليه جمهورا غفيرا أقبل على المسرح الروماني بقرطاج، ثم غادره منتشيا يُدندن بعضهم بأغانٍ تمّ أداؤها في العرض كأغنية "يا نغارة".
 
وتحدث سامي اللجمي ومحمد بوذينة منتج العمل، في الندوة الصحفية التي تلت العرض، عن مشروع جديد قد يتم تنفيذه خارج تونس سنة 2025 عندما تتوفر إمكانيات الإنتاج لذلك"، وأكدا على أن "الزيارة" بكل نسخها منذ انطلاقتها في 2013 نُفّذت جميعها بتمويلات ذاتية.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 270502


babnet
All Radio in One    
*.*.*