على هامش زيارة الغريبة بجربة: انطلاق تظاهرة "جربة كولت" بندوة علمية لتقديم آخر البحوث حول تاريخ جزيرة جربة وجماعاتها وخصوصياتهم من اجل تثمين التراث وحفظه
افتتحت، اليوم الأحد بجزيرة جربة، أشغال تظاهرة لقاءات "جربة كولت" (DJERBA CULT) اي جربة الثقافة والتعبد، التي دأب على تنظيمها منذ 10 سنوات مخبر الجهات والموارد التراثية بكلية الاداب والفنون بمنوبة ضمن نشاط علمي وثقافي يمثل مناسبة لتقديم اخر بحوث الطلبة واعمالهم العلمية وخاصة منها المتعلقة بتاريخ وتراث جزيرة جربة المتعدد.
وانطلقت هذه التظاهرة بندوة علمية تركزت على تنقل "الجرابة" خارج الجزيرة والتراث الغذائي لجربة وذكريات سكانها من مختلف الاديان والمعتقدات والاعراق من مسلمين واغريق ويهود وملمح عن الجربي العطار أو شخصية التاجر.
ويأتي تنظيم هذه الندوة ضمن الأنشطة العلمية والثقافية الموازية لتنظيم الزيارة السنوية للغريبة التي تتواصل فعالياتها بالجزيرة ليمثل هذا الجانب الفكري فرصة لتقديم اخر مستجدات البحوث حول جربة ومنها بالخصوص تواجد المسيحيين واليهود والاغريقيين في جربة، ما اكد ان جربة بمثابة مختبر طبيعي تكشف زياراته هذا الخليط والتجانس القائم بها منذ القديم وثراء تراثها المتعدد، وفق الاستاذ حبيب الكزدغلي منسق التظاهرة.
وانطلقت هذه التظاهرة بندوة علمية تركزت على تنقل "الجرابة" خارج الجزيرة والتراث الغذائي لجربة وذكريات سكانها من مختلف الاديان والمعتقدات والاعراق من مسلمين واغريق ويهود وملمح عن الجربي العطار أو شخصية التاجر.
ويأتي تنظيم هذه الندوة ضمن الأنشطة العلمية والثقافية الموازية لتنظيم الزيارة السنوية للغريبة التي تتواصل فعالياتها بالجزيرة ليمثل هذا الجانب الفكري فرصة لتقديم اخر مستجدات البحوث حول جربة ومنها بالخصوص تواجد المسيحيين واليهود والاغريقيين في جربة، ما اكد ان جربة بمثابة مختبر طبيعي تكشف زياراته هذا الخليط والتجانس القائم بها منذ القديم وثراء تراثها المتعدد، وفق الاستاذ حبيب الكزدغلي منسق التظاهرة.
وقال الكزدغلي ان جربة بمثابة متحف مفتوح يعرض كل هذا التعدد الذي لا يفسد للود قضية وهي أيضا نموذج يمكن ان نبني عليه ونفهم ونقنع بالتعايش وبدراسة هذا التعدد الذي هو ثراء للتاريخ ومفيد للحاضر وللمستقبل.
ولفت الى ما تحتويه جربة من معالم دينية متنوعة من مساجد عديدة مالكية واباضية وحنفية وكنائس ومعابد سيكون عدد منها محل زيارة المشاركين في الندوة لملامسة هذا التراث المادي الثري بالجزيرة الى جانب ما ستتيحه مواكبة زيارة الغريبة من فرصة للطلبة الذين يشاركون في التظاهرة والذين يبحثون في اليهود التونسيين للغوص في حفريات الذاكرة طيلة يوم ونصف وجمع المدونة وتعميق البحث الميداني.
وسيقوم الطلبة، وفق حبيب كزدغلي، بعد انهاء زيارتهم الى جزيرة جربة وفي طريق عودتهم بزيارة يوم الخميس الى مدينتي المنستير والمكنين ضمن برنامج الذاكرة المتعددة للمدن التونسية لتناول العيش المشترك بهاتين المدينتين وتقديم الطلبة بحوثهم في اطار العمل الميداني لمخبر الجهات والموارد التراثية بالبلاد التونسية من اجل الغوص في المخزون التراثي لتثمينه والاستفادة منه في الحياة الاقتصادية.
واستاثر تاريخ الاقليات العرقية والدينية باهتمام عدد من الباحثين في التظاهرة لتبحث الدكتورة في التاريخ المعاصر سامية النابلي في الجماعات الكاتوليكية مركزة على التعايش القائم في القرن التاسع عشر والمتواصل الى اليوم، مشيرة الى دور الاباء في الكنيسة سان جوزيف التي تاسست سنة 1848 ودورهم في خدمة الاقلية الكاتوليكية وخاصة منها المالطية والفرنسية الى جانب دور الاخوات في التعليم والعلاج المجاني لكل المتواجدين على الجزيرة مسلمين كانوا او يهود او مسيحيين.
ومثلت العادات والتقاليد ليهود جربة كل يوم سبت "شباط"، مبحث الباحثة في علوم التراث امنة عبد العزيز والمتحصلة على الاجازة التطبيقية في مهن التراث وماجستير مهني في مهن التراث وماجستير بحث في علوم التراث تخصص التراث الشعبي، حيث كشفت عدة خصوصيات تهم ذلك اليوم المقدس لدى اليهود والذي يقومون منذ يوم الخميس بالاستعداد له واقتناء كل الاغراض التي يستحقونها في المطبخ ولاعداد الاطباق الخاصة بذلك اليوم ومنها اعداد الكسكسي والمنينة والبقيلة واللوبيا واكلات كثيرة حتى تفي بحاجيات يوم السبت الذي يعتبر فيه الطبخ محرما ومن جنس الاعمال حسب هذه الباحثة.
وكشفت ان يوم السبت لدى اليهود هو يوم راحة للرب ولا يمارس فيه اليهود اي نشاط او اي عمل مهما كانت بساطته ولو الضغط على زر فقط مثل الهواتف فهم يكتفون بالتقرب الى الله والعبادة والخلوة وقراءة البراغوط وتزكية النفس بالتلاوات والاهازيج والادعية وهي فروض تنسحب على كل اليهود مهما كانت اعمارهم او اجناسهم الا في حالات المرض او الحمل.
وينطلق توقيت "شباط" عشية يوم الجمعة وتحدد رزنامة خاصة لدى اليهود دخول وخروج ذلك اليوم بالساعة الدقيقة والثانية ليعودوا بعده الى حياتهم اليومية كسائر ايام الاسبوع.
وخلصت هذه الباحثة الشابة ابنة الجزيرة الى ان جمع تراث يهود جربة بمثابة تجميع تراث تونسي وحمايته وحماية للخصوصية وللنحل والملل ولتركيبة المجتمع التونسي، موضحة انه من المهم دراسة سلوك اليهود الجربي او أينما وجد.
ولفتت الى حاجة البحث في التراث الى اتقان لهجات ولغات حقل البحث وجمع وجرد وان تثمين التراث اليهودي يتطلب المعرفة باللغة العبرية لدراسة النص الديني الذي يحيل ويعرف بقيمة الطقوس وبالعادة التي تحمل معناها الديني بامتياز لدى يهود جربة، مؤكدة ان دراسة التراث تتطلب المعرفة باللغة العبرية لدراسة النصوص الدينية التي تخول بدورها معرفة الذهنية والتركيبة الفكرية لكل يهودي.
كما انتهت الى ان الجماعات اليهودية بجربة مجموعات اثنية محافظة فريدة من نوعها تراثها المادي وغير المادي في خطر ما يستوجب جرد وتثمين هذا التراث الثقافي والحضاري الغزير والوفير وفي ذلك اثراء للثقافة التونسية وعامل من عوامل الرقي الانساني والحضاري.
وسيتم ضمن فعاليات تظاهرة "جربة كولت" عرض عدد من الاشرطة السينمائية ستشفع بنقاشات ومنها التاريخ التونسي المتعدد الاديان للجمعية التونسية لمساندة الاقليات وفيلم جربة جزيرة متعددة التراث لزيد حداد الى جانب فيلم الرحلة الاخيرة لعصام السعيدي.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 266153