حناء قابس تواجه صعوبات في الانتاج واهمال الدولة

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/63695560a19230.73040897_gphjolfmenkiq.jpg width=100 align=left border=0>


وات - ( تحرير كوثر الشايبي)- رغم ما تواجهه زراعة "الحنة القابسية" من صعوبات كبيرة في الانتاج أجبرت الفلاحين على التخلي عن زراعتها واقتلاعها وتعويضها بزراعة مواد علفية فقد واصل رضا الحمروني الفلاح الخمسيني صاحب مقسم بواحة ببمنطقة "منزل قابس" زراعة الحناء والعناية بها.
فقد اختار رضا مواصلة زراعة الحناء التي يعتبرها جزء ا من ذاكرة وهوية عائلته التي كانت الحناء مورد رزقها بدخل قار وفر ظروف للعيش والدراسة وهي رمز للفرح في المناسبات ولن "يتخلى عن زراعتها في واحته".
ينحني رضا الحمروني في رفق على غصون الحناء فيجمعها بيد وتمتد يده الأخرى بالمنجل "ليحش" (يقطع) الغصون ذات الأوراق الكثيفة ويجمعها في أكداس توضع في مرحلة ثانية في مكان للتجفيف.
عن تاريخ الحناء بولاية قابس، قال رضا الحمروني ان قابس كانت مشهورة بانتاج التبغ وتحولت تدريجيا الى زراعة وانتاج الحناء التي أصبحت ذات أصول وتاريخ في الجهة، فقد اشتهرت قابس بانتاج الحناء منذ عشرات السنين ، ولفت الى أن انتاج الحناء طغى على مختلف المنتوجات الاخرى حتى بلغت مرحلة لا توجد فيها "غابة" "واحة بقابس" خالية من مساحات لزراعات الحناء وكانت مورد رزق لعدد كبير من العائلات في الجهة.
...

وأوضح ان انتاج الحناء في ولاية قابس وصل مرحلة "التخمة" في الانتاج مما أدى الى نتيجة عكسية حيث أصبحت غير مربحة وكثرة الانتاج أدى الى تراكم كميات من منتوجات الحناء الى أن أصبحت تباع بأسوام زهيدة.
وللحناء ثقافة ومراحل خاصة لزراعتها وتجميعها وهي تعد من الأشجار الطبية والعطرية ولها فوائد دوائية، إضافة إلى استخدامها في الزينة وهي أشجار دائمة الخضرة وتستمر لعدة أعوام تصل لعشر سنوات ويصل ارتفاعها ثلاثة أمتار، وتتمثل مراحل زراعة الحناء في جلب غصن من شجرة الحناء وزراعته بالطريقة التقليدية أو زراعة البذور الى أن تنمو وتكبر وبعدها تُقطع أعواد الشجرة التي تملؤها الأوراق، وتتعرض للتجفيف الطبيعي ثم تُستخدم عصا لضرب الغصون المقطوعة لكي تتساقط منها أوراق الحناء الصغيرة، ويتم جمعها وتنقيتها من الشوائب مثل الحشائش والأعواد لتُرسل بعدها للطحن لتكون على شكل مسحوق حناء جاهز للاستعمال .
وبين الحمروني أن عدة عوامل ساهمت في التخلي عن زراعة الحناء رغم أنها شجرة "صبورة" على العطش من بينها "كارثة نقص المياه" التي يعاني منها قطاع الفلاحة في ولاية قابس اضافة الى ارتفاع تكاليف انتاج الحناء اذ أصبحت تكاليف اليد العاملة تفوق ثمن المنتوج من الحناء .

ومن وأهم العوامل التي أدت الى تقلص زراعة الحناء هي تغير ثقافة الفلاح الذي أصبح يبحث عن منتوجات أقل تكلفة وأقل يد عاملة وأكثر دخل مالي، وعدم توفر يد عاملة لتجميع الحناء مثلما كان في السابق.

وأكد رضا حمروني أن انتاج الحناء رغم ما يكتسيه من أهمية خاصة أن لنبتة الحناء فوائد طبية ويمكن الاستفادة منه وتوجيه المنتوج الى التصدير لم يحض باهتمام الدولة الى أن أصبح قطاعا يعاني من عدة صعوبات ومشاكل ويسير نحو الاندثار.

وحسب دائرة الانتاج النباتي بالمندوبية الجهوية للفلاحة بقابس فان الانتاج السنوي للحناء يبلغ 455 طنا من مساحة مزروعة تقدر بحوالي 300 هكتار لهذا الموسم الفلاحي، فيما تم حصد 645 طنا من الحناء على مساحة 430 هكتارًا في الجهة في الموسم الفلاحي 2017/2016.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 256225


babnet
All Radio in One    
*.*.*