المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس يحافظ على دورية انتظامه رغم انطلاقه متأخرا عن موعده بشهر بسبب صعوبات مالية

<img src=http://www.babnet.net/images/8/mahressculptureparkrsd.jpg width=100 align=left border=0>


افتتح المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس من ولاية صفاقس، مساء أمس الجمعة، متأخرا بشهر عن موعده المعهود بسبب الصعوبات المالية التي تواجهها هيئة المهرجان والناجمة عن تأخّر وتقلّص منحة وزارة الثقافة وغياب مساهمات القطاع الخاص، ولا سيما إحدى المؤسسات النفطية المنتصبة بالجهة التي تعوّدت دعم التظاهرة قبل أن تقطع منحتها عن المهرجان.

ورغم صمود الهيئة وإصرارها على المحافظة على دورية هذه التظاهرة الثقافية الدولية العريقة، ألقت الصعوبات بظلالها على هذه الدورة ليس فقط من حيث مستوى التنظيم والاضطرار لتأخيرها عن موعدها بالإضافة إلى التقليص من عدد أيامها من 11 يوما إلى 7 أيام (من 1 إلى 7 سبتمبر 2022)، ولكن أيضا من حيث حضور الفنانين الدوليين التي كانت تعد نقطة قوة المهرجان على مرّ السنوات.
واقتصر الحضور في هذه السنة على الفنانين التشكيليين التونسيين والأجانب المقيمين في تونس دون سواهم لتعذّر تنقل الفنانين الدوليين من الخارج في موعد المهرجان الجديد، كما بيّن ذلك لـ(وات) الكاتب العام لهيئة المهرجان إسماعيل حابة.
...


وقُدّر عدد الفنانين الحاضرين في الدورة 34 للمهرجان هذه السنة بـ30 فنانا بين تونسيين وأجانب أغلبهم من المقيمين بتونس (من ليبيا، والجزائر، والكوت ديفوار، وتايوان، واليونان، وإيطاليا، وبريطانيا) تجمع إسهاماتهم بين فنون الرسم والنحت والجداريات، وينقسمون إلى فنانين هواة وآخرين محترفين معروفين.
وشهج الافتتاح الرسمي للمهرجان البارحة حضور والي صفاقس، فاخر الفخفاخ، وعدد من ممثلي مكونات المجتمع المدني والإطارات الجهوية والمحلية والفنانين المبدعين وجمع من رواد المهرجان.
وتم بالمناسبة تدشين معارض الافتتاح التي تتضمن أعمال الفنانين المشاركين في الدورة بكل من رواق يوسف الرقيق للفنون، وقاعة عبد العزيز الرقيق، وحديقة الفنون، كما انتظم حفل فرجوي أمنته ماجورات قابس، وعرض فرجوي تشكيلي تحت عنوان "عرض قياسي" للأستاذتين هالة الهذيلي وفاطمة الحاجي، وعرض بالي وعرض موسيقي فرجوي تحت عنوان "الدماسة" لطبال قرقنة بإخراج جديد (يحيل اسم "الدماسة" على نمط من أنماط الصيد التقليدي الخاصة بمنطقة العطايا في جزيرة قرقنة ويتزامن مع موسم صيد الأسماك البيضاء التي تظهر في شكل أسراب قافزة وهي أساسا أسماك الأميلة والمشتة والبوري والكرشو).

واختارت هيئة المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس أن يتركز مضمون الدورة على ثنائية "الفنون والبيئة" وهو ما جسّمه شعار الدورة "المحرس مدينة الفنون والبيئة" والذي جنحت الهيئة من خلاله إلى إضافة موضوع البيئة لركن الفنون بالنظر إلى "الفترة الصعبة التي عاشتها مدينة المحرس في علاقة بمعضلة جمع الفضلات والمصب الجهوي الذي سعت الدولة إلى تركيزه في المنطقة"، بحسب كاتب عام المهرجان.
وتتمثل محطات الدورة في الأركان القارة للمهرجان، ولا سيما الورشات والمعارض ومنابر المهرجان (لقاءات فكرية) والعروض الفنية والموسيقية. وتنقسم المعارض كمكوّنة أساسية لهذه التظاهرة السنوية التي تصبح فيها المحرس مزارا لرواد الفن والفكر والثقافة خلال الفترة الصيفية إلى نوعين: معارض الافتتاح التي تعرض فيها لوحات وأعمال الفنانين التشكيليين التي يجلبونها معهم للمهرجان، ومعارض الاختتام التي تعرض فيها الأعمال الفنية المنجزة أثناء الدورة.
أما الورشات فتنقسم إلى ورشات موجهة للأطفال وتتركز هذه السنة على الرسم والحفر تحت إشراف فنانين وأساتذة من المعهد العالي للفنون والحرف بصفاقس وأخرى للمحترفين والهواة.

أما بالنسبة لفقرة "المنابر"، فسيتولى تنشيط فعاليات اليوم الأول منها ثلة من الكتاب والإعلاميين والروائيين على غرار أستاذ التاريخ عبد الحميد الفهري، والكاتب الصحفي سفيان بن فرحات، والكاتب الصحب لطفي العربي السنوسي، والشاعر محمد الغزّي، وسيخصّص اليوم الثاني لموضوع الفنون التشكيلية ويتولى تنشيطه الفنان التونسي برهان بن عريبية، والفنان التشكيلي الليبي عدنان معيتيق الذي سيوقع بالمناسبة كتابه "مكامن الظل" الصادر مؤخرا، إلى جانب ثلة من الفنانين الآخرين الذي سيشاركون في إثراء مضامين المنابر.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 252394


babnet
All Radio in One    
*.*.*