باب نات - اختار منتدى الفكر التونسي في الجلسة الملتئمة أمس الاربعاء بالمكتبة المعلوماتية بأريانة أن يستحضر شخصية الكاتب والفيلسوف محجوب بن ميلاد، رائد الاذاعة التونسية بين 1947 و1966 من خلال سلسلة أحاديثه الإذاعية في الثقافة والسياسة والدين والتربية حيث عرف بفصاحة اللسان والقدرة على الحجاج وثراء المضامين في زمن كانت الاذاعة فيه المصدر الاساسي للمؤانسة الثقافية والفنية.

يقول عنه عبد الواحد براهم في مداخلة للتعريف بمآثر بن ميلاد ومواقفه "كل من عاشره يتذكر لهجته القوية في أحاديثه الاذاعية المتسمة بالبعدين الفكري والفلسفي المثيرة للجدل، فقد كان متحمسا لمراجعة المفاهيم السلفية وملبيا لدعوات التجديد في الدين الاسلامي مما جعله عرضة لنيران النقد يصوبها المحافظون لتصل في كثير من الاحيان الى حد السباب والشتم".
ويضيف:" أراد التغيير في العقليات والأفكار وسعى له من خلال أحاديثه الاذاعية ومؤلفاته وكان وفيا لمنهج الفلسفة التي درسها واعتمدها في سجاله وحواره مع معارضيه باعتبارها تضطلع بدور ريادي في تغيير الافكار والعادات حيث كانت له ملكة فلسفية ساعدته على التمييز ترجمها في مقالاته ومؤلفاته الموسومة ب"تحريك السواكن" .