المغرب وجبهة البوليساريو: هل يحل قرار مجلس الأمن قضية الصحراء الغربية أم يزيدها تعقيدا؟ Bookmark article

اعتمد مجلس الأمن الدولي قرارا يدعم مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب عام 2007.
Getty Images
اعتمد مجلس الأمن الدولي قرارا يدعم مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب عام 2007.

اعتمد مجلس الأمن الدولي، الجمعة 31 من أكتوبر/تشرين الأول، قرارا يدعم مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب عام 2007 لتسوية قضية الصحراء الغربية، في خطوة وُصفت بأنها تحول لافت في الموقف الدولي تجاه النزاع الممتد منذ نصف قرن.

وجاء تأييد مجلس الأمن لمشروع القرار، الذي تقدمت به الولايات المتحدة، بعد موافقة 11 عضوا من أعضاء المجلس، وامتناع دول روسيا والصين وباكستان عن التصويت، فيما لم تشارك دولة الجزائر في التصويت.

وبررت الجزائر عدم مشاركتها في التصويت بأن "مشروع القرار لا يرقى لمستوى تطلعاتها".

ودعا مجلس الأمن جميع الأطراف إلى الانخراط في مفاوضات، بناء على خطة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب لأول مرة إلى الأمم المتحدة عام 2007.

كما مدَدَ مجلس الأمن ولاية البعثة الأممية في الصحراء الغربية "المينورسو" لمدة عام، حتى 31 أكتوبر/تشرين الأول 2026.

وينص المقترح المغربي، المُقدم منذ 18 عاما، على إنشاء سلطة تشريعية وتنفيذية وقضائية محلية في منطقة الصحراء الغربية يختارها سكانها، بينما تحتفظ الرباط بالسيادة على شؤون الدفاع والخارجية والشؤون الدينية.

ويعتبر المغرب الصحراء الغربية جزءا من أراضيه، بينما تؤكد جبهة البوليساريو حق سكان الصحراء الغربية في الاستقلال وإقامة دولة ذات سيادة.

وعقب اعتماد مجلس الأمن للقرار، ألقى ملك المغرب، محمد السادس، كلمة للشعب المغربي قال فيها: "بعد 50 سنة من التضحيات، ها نحن نبدأ بعون الله وتوفيقه فتحا جديدا في مسار ترسيخ مغربية الصحراء، والطي النهائي لهذا النزاع المفتعل في إطار حل توافقي على أساس مبادرة الحكم الذاتي".

وأضاف ملك المغرب: "رغم التطورات الإيجابية لقضية إقليم الصحراء سيبقى المغرب حريصا على إيجاد حل لا غالب فيه ولا مغلوب يحفظ ماء وجه جميع الأطراف".

ودعا العاهل المغربي، الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، إلى "حوار أخويّ صادق بين المغرب والجزائر من أجل تجاوز الخلافات، وبناء علاقات جديدة تقوم على الثقة وروابط الأخوة وحسن الجوار".

في المقابل، أكد زعيم حركة البوليساريو، إبراهيم غالي، السبت 1 من نوفمبر/تشرين الثاني، أن "جبهة البوليساريو لن تكون طرفا في أية مفاوضات لا تحترم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير".

وشدد غالي، خلال لقائه قادة جبهة البوليساريو، على أن "العنصر الحاسم في معادلة حل النزاع في الصحراء الغربية هما الشعب الصحراوي وجيش التحرير، واللذان عليهما مواجهة مؤامرات العدو المغربي الذي أقدم على هذه الخطوة بمساعدة أطراف نافذة بمجلس الأمن".

وكانت جبهة البوليساريو قد أعلنت عام 1976 تأسيس دولة تحت اسم "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، إلا أن هذا الإعلان لا يحظى باعتراف دولي واسع.

وتُعد دولة الجزائر من أكثر الدول دعما وتأييدا لجبهة البوليساريو، إذ تُقدم دعما سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا وإنسانيا للجبهة، وتتبنى مواقف مؤيدة لها في المحافل الدولية، خصوصا داخل الاتحاد الإفريقي ومنظمة عدم الانحياز.

ويتهم المغرب الجزائر بدعم انفصال الصحراء عن المغرب وتقويض جهود التسوية الأممية، وأنها طرف رئيسي في النزاع وليست مجرد دولة جوار.

ووصف مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والإفريقية، مسعد بولس، الجمعة 31 من أكتوبر/تشرين الأول، قرار مجلس الأمن إزاء الصحراء الغربية بـ "التاريخي".

ودعا بولس جميع الأطراف إلى "الانخراط في مفاوضات دون تأخير للتوصل إلى حل دائم، يقوم على حكم ذاتي حقيقي تحت السيادة المغربية، استنادا إلى مقترح الحكم الذاتي المغربي الموثوق والواقعي".

وكانت الولايات المتحدة قد اعترفت في نهاية ولاية الرئيس الأمريكي ترامب الأولى، ديسمبر/كانون الأول 2020، بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، بعد موافقة الرباط على تطبيع العلاقات مع إسرائيل والانضمام إلى ما يعرف بـ "الاتفاقيات الإبراهيمية".

وبينما يتمتع المغرب بدعم أممي غير مسبوق لمبادرته، يرى محللون أن التحدي المقبل يكمن في ترجمة هذا الدعم إلى عملية تفاوضية شاملة تضمن حقوق سكان الإقليم وتؤدي إلى إنهاء النزاع الذي طال أمده.

وتأسست جبهة البوليساريو عام 1973، وطالبت فور تأسيسها بإنهاء الاستعمار الإسباني للصحراء الغربية وإقامة دولة مستقلة لسكان المنطقة.

وبعد انسحاب إسبانيا من الصحراء الغربية، دخل المغرب وجبهة البوليساريو في نزاع مسلح استمر حتى عام 1991، حينما تم توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة، وإنشاء بعثة أممية لمراقبة تنفيذ الاتفاق.

ويُقدر عدد سكان الصحراء الغربية بنحو نصف مليون نسمة. وتُعدّ قضية الصحراء الغربية من أقدم النزاعات في إفريقيا.

برأيكم،

  • هل يُساهم قرار مجلس الأمن الدولي تجاه الصحراء الغربية في حل الأزمة أم يعقدها؟
  • هل يُعد قرار مجلس الأمن نصرا دبلوماسيا للمغرب؟
  • هل توافق جبهة البوليساريو على حكم ذاتي تحت سيادة مغربية؟
  • هل تتوقف الجزائر عن دعم جبهة البوليساريو؟
  • وكيف ترون الموقف الأمريكي من قضية الصحراء الغربية؟

نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 3 نوفمبر/تشرين الثاني.

خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar

يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب هنا.

*.*.*
All Radio in One