
مفاوضات غزة تدخل أسبوعها الثاني، واستقالة أعضاء اللجنة الأممية بشأن إسرائيل والأراضي الفلسطينية Bookmark article

دخلت المفاوضات الهادفة للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة أسبوعها الثاني من دون تحقيق تقدم، في حين يسعى الوسطاء إلى تضييق الفجوات بين حماس وإسرائيل.
يأتي هذا فيما ارتفع عدد القتلى في قطاع غزة منذ فجر أمس الاثنين، إلى 28 شخصاً، من بينهم 17 في مدينة غزة والمحافظة الشمالية، وفقاً لجهاز الدفاع المدني في قطاع غزة.
وقال مسؤول مطلع على المفاوضات لوكالة فرانس برس الاثنين، إن الوسطاء يبحثون "آليات مبتكرة" من أجل "تضييق الفجوات المتبقية" بين وفدي التفاوض، فيما اتهمت حركة حماس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعمّد "إفشال جهود الوسطاء في ظل عدم رغبته بالتوصل إلى أيّ اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة".
في الأثناء، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أمله بـ"تسوية" قريبة رغم تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في الدوحة.
وقال ترامب مكرراً تصريحاتٍ "متفائلة" بشأن غزة أدلى بها في 4 يوليو/تموز: "نحن نُجري محادثات ونأمل أن نصل إلى تسوية خلال الأسبوع المقبل".
وتواجه المفاوضات غير المباشرة التي تُجرى في الدوحة حالة جمود منذ أواخر الأسبوع المنصرم، مع تبادل الطرفين الاتهامات بعرقلة التوصل لهدنة مدتها 60 يوماً يتخللها الإفراج عن رهائن.
- غضب من خطة نقل سكّان غزة إلى "مدينة إنسانية" جنوبي القطاع
- ما الذي فعلته "غارة إسرائيلية" بـ 8 أطفال في دير البلح؟
استقالة أعضاء لجنة الأمم المتحدة بشأن إسرائيل والأراضي الفلسطينية
استقال الأعضاء الثلاثة في اللجنة الأممية المكلفة التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في إسرائيل والأراضي الفلسطينية من مناصبهم، قائلين إن الوقت قد حان لتجديد تركيبتها، وفق ما أفاد متحدث باسم الأمم المتحدة، يوم الاثنين.
وأُنشِئت اللجنة المكونة من ثلاثة أعضاء في عام 2021 وتعرضت لانتقادات حادة من إسرائيل.
وأشارت الجنوب أفريقية نافي بيلاي (83 عاماً) التي سبق أن رأست المحكمة الدولية لرواندا، إلى سنّها في رسالة أعلنت فيها استقالتها، وقال الأسترالي كريس سيدوتي (74 عاماً) في رسالته إن هذا "الوقت مناسب" لتجديد تركيبة اللجنة، في حين قال الهندي ميلون كوثاري وهو في أواخر الستينات من عمره، إنه "تشرّف" بعضويته في اللجنة.
وطلب رئيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يورغ لاوبر من الدول الأعضاء في المجلس اقتراح أعضاء جدد للجنة بحلول 31 آب/أغسطس.
وكانت اللجنة قد اتهمت إسرائيل بارتكاب "جرائم حرب" و"جريمة الإبادة" منذ بدء الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر2023. كما اتهم الخبراء حماس والفصائل المسلحة الفلسطينية بارتكاب "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" بحق الرهائن الذين أُخذوا إلى قطاع غزة.
يأتي هذا فيما يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم مجموعة من الإجراءات المحتمل اتخاذها ضد إسرائيل لمعاقبتها على انتهاكات لحقوق الإنسان في قطاع غزة، لكن من المرجح ألا يتم تبني أيا منها.
واقترحت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس 10 تدابير محتملة بعدما تبيّن أن إسرائيل انتهكت اتفاق التعاون بين الجانبين على أسس تتعلق بحقوق الإنسان.
ومن بين تلك التدابير تعليق الاتفاق بشكل كامل والحد من العلاقات التجارية وفرض عقوبات على وزراء إسرائيليين وفرض حظر على الأسلحة ووقف السفر إلى الاتحاد الأوروبي بدون تأشيرة.
لكن لا تزال دول الاتحاد الأوروبي منقسمة حول طريقة التعامل مع إسرائيل، فيما يقول دبلوماسيون إنه من غير المرجح أن يتخذ الوزراء قرارا، أو حتى يناقشوا تفاصيل هذه التدابير.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي قد قال أمس خلال اجتماع للاتحاد الأوروبي ودول الجوار في بروكسل: "أنا متأكد من أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لن تتبنى أيا منها. لا يوجد أي مبرر لذلك على الإطلاق".
"أحزمة نارية" و"حدثان أمنيان صعبان"
تعرضت مناطق شرق مدينة غزة وتحديداً الشجاعية والزيتون والتفاح، منذ ظهر الاثنين، لعشرات الغارات الجوية وبأحزمة نارية، تزامناً مع ما وصف بـ"حدث أمنيّ صعب" تعرضت له قوات من الجيش الإسرائيلي، حسبما أعلنت مواقع إسرائيلية.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية أيضاً عن "حدث أمني صعب" ثانٍ في منطقة شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة، وذلك باستهداف دبابات بصواريخ مضادة للدروع وإيقاع قوة إسرائيلية بين قتلى وجرحى.
وأعلنت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، أنها تمكنت من استهداف ناقلة جند تابعة للجيش الإسرائيلي بقذيفة من طراز "الياسين 105"، وذلك في المنطقة الشمالية من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأكدت الكتائب في بيان مقتضب أنها رصدت تدخّل مروحيات عسكرية إسرائيلية في أعقاب العملية.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي "تدمير مبانٍ وبنى تحتية تستخدمها حركتا حماس والجهاد الإسلامي في الشجاعية والزيتون في مدينة غزة".
ويوم الأحد، قُتل عشرة أشخاص، بينهم ستة أطفال، وأُصيب 16 آخرون في غارة إسرائيلية استهدفت تجمعاً لمدنيين بانتظار المياه قرب مخيم النصيرات، في حادثة وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها ناتجة عن "خطأ فني" خلال استهداف عنصر في الجهاد الإسلامي.
ويُظهر مقطع فيديو، تم التحقق منه، عشرات الأشخاص يهرعون لمساعدة الجرحى، بمن فيهم أطفال.
وتمكنت خدمة "بي بي سي فيريفاي" من تحديد موقع تصوير الفيديو بدقة من خلال مطابقته مع مواقع أسطح المنازل والأشجار وأعمدة الهاتف المجاورة.
والتُقط الفيديو في الصباح الباكر بالتوقيت المحلي للقطاع، عند طريق يبعد حوالي 80 متراً جنوب غرب مدرسة النصيرات الإعدادية، وعلى بُعد مبنيَيْن من موقع مُدرج على شبكة الإنترنت على أنّه روضة أطفال.
ولا يُمكن من خلال الفيديو تحديد نوع القذيفة التي أصابت الموقع، أو من أي اتجاه أُطلقت.

الصحة: الدكتور أبو صفية يتعرض للتعذيب وحالته حرجة
قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان، والمحتجز لدى إسرائيل منذ أواخر ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، يتعرض لما وصفته بـ"تعذيب وحشي خلال التحقيق، والضرب بشكل متواصل".
وأضافت الوزارة نقلاً عن محامٍ عن أبو صفية، أن الطبيب الفلسطيني "فقد 40 كيلوغراماً من وزنه، ويعاني من ارتفاع في ضغط الدم وضعف في عضلة القلب"، مشيرة إلى أنه "في حالة صحية صعبة جداً، ويعاني من الحرمان المتعمد من العلاج"، وفق تعبيرها.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، اعتُقل 360 من أفراد الطواقم الطبية والصحية منذ بداية ما سمته الوزارة "حرب الإبادة الجماعية" على قطاع غزة. وأضافت أن من بين هؤلاء "أطباء من ذوي الخبرة والتخصصات المهمة، التي حُرم المرضى والجرحى منها".
وأشارت الوزارة إلى أن من وصفتهم بـ"الأسرى من الطواقم الطبية في معتقلات إسرائيل، يعيشون ظروفاً مأساوية وصعبة"، قائلة إن "الاحتلال الإسرائيلي يفرض قيوداً مشددة على الأسرى بشكل عام، وعلى الأسرى من الطواقم الطبية بشكل خاص".

"مستويات حرجة"
يعيش قطاع غزة في ظل أزمة وقود مستمرة، إذ أعلنت بلديات محافظة الوسطى في غزة التوقف التام لجميع خدماتها الأساسية، نتيجة "الانقطاع الكامل" لإمدادات الوقود اللازمة لتشغيل آبار المياه، ومحطات الصرف الصحي، وآليات جمع وترحيل النفايات، والمعدات الثقيلة الخاصة بإزالة الركام وفتح الطرق.
ونقلت وكالة فرانس برس عن رئيس شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة، أمجد الشوا، قوله إنّ ما تم إدخاله "خلال الأيام الماضية من الوقود لا يتجاوز 150 ألف لتر، وهي كمية بالكاد تكفي ليوم واحد، في وقتٍ لم يتم إدخال أي لتر من الوقود إلى محافظتَيْ غزة والشمال"، على حدّ قوله.
وبحسب الشوا فإنّ القطاع بحاجة إلى "275 ألف لتر يومياً من الوقود".
وكانت سبع وكالات أممية قد حذّرت يوم السبت من أنّ نقص الوقود في قطاع غزة بلغ "مستويات حرجة" ويشكّل "عبئاً جديداً لا يمكن تحمله على سكان هم على حافة المجاعة".
- حرب غزة: هل تنجح الجهود الأمريكية في إيقاف الحرب؟
- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنسانية للقتل؟
"المدينة الإنسانية تعرقل تحرير الرهائن"

قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن قادة الجيش حذّروا الحكومة من مغبة الإصرار على إقامة منطقة مغلقة في جنوب قطاع غزة، لإيواء مئات الآلاف من سكان القطاع، بحسب خطة كشف عنها وزير الدفاع يسرائيل كاتس الأسبوع الماضي.
وأفادت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية، بأن القادة العسكريين قالوا خلال نقاشات شهدها اجتماع عُقِدَ ليلة الأحد للمجلس الوزاري المُصغر للشؤون الأمنية والسياسية، إنّ إقامة هذه المنطقة، التي وصفها كاتس بأنها ستكون "مدينة إنسانية"، قد يُعرقل جهود تحرير الرهائن المحتجزين في غزة.
وأشارت صحيفة "معاريف" إلى أن تنفيذ الخطة، التي قُدّرت تكاليفها بنحو 20 مليار شيكل (أي ما يعادل خمسة مليارات دولار تقريباً)، قد يتطلب عاماً كاملاً، ما أثار مخاوف من أنّ المضي قدماً على طريق تطبيقها، قد يُطيل أمد الحرب بشكل أكبر.
وقالت الصحيفة إنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض الصيغة الحالية لخطة إقامة هذه المنطقة، معتبراً أنها "غير قابلة للتطبيق وغير مقبولة". وأعرب عن رغبته في صياغة خطة "يمكن تنفيذها خلال فترة زمنية معقولة"، حسبما نُقِلَ عنه.
ونقلت "معاريف" عن مصدر عسكري يشارك في النقاشات الدائرة في هذا الشأن قوله، إنّ تهجير السكان المعنيين بالخطة وإيواءهم في "المدينة الإنسانية" المقترحة سيستغرق عدة أشهر على الأقل، وهو ما يعقّد تنفيذ المشروع على المدى القريب.
وتوقعت "معاريف" أن يستمر التوتر بين المؤسستين السياسية والعسكرية في هذا الصدد، مع تحديد موعد اجتماع جديد للمجلس الوزاري المصغر غداً الثلاثاء، يليه اجتماع موسّع لوزراء الحكومة بعد غد الأربعاء.
من جهتها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن رئيس الأركان إيال زامير حذّر نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، من أنّ تخصيص قوات من الجيش، لإقامة "المدينة الإنسانية"، التي يُنتظر أن تستوعب في مرحلتها الأولى 600 ألف من سكان غزة، قد يؤثر سلباً على العمليات العسكرية التي تضطلع بها القوات الإسرائيلية للقضاء على حركة حماس وإطلاق سراح الرهائن.
- ما الذي عطّل الإعلان عن وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- بعد شهر من "مادلين"، أسطول الحرية يطلق "حنظلة" إلى غزة
- "كانوا مجرد أطفال": أم تنعى أولادها الذين قُتلوا في غارة إسرائيلية أثناء انتظارهم المساعدات
