كابل "Medusa" البحري يصل إلى بنزرت... مشروع بطول 8700 كيلومتر يربط ثلاث قارات

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/69072bacc687a1.93454826_klihfjoegnpmq.jpg width=100 align=left border=0>


شهد شاطئ سيدي سالم ببنزرت المدينة يوم السبت 1 نوفمبر 2025 حدثًا تقنيًا استثنائيًا تمثّل في إنزال الكابل البحري للألياف البصرية "ميدوسا" (Medusa) بنجاح، في إطار مشروع استراتيجي ضخم يربط شمال إفريقيا بجنوب أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط.

وفي مداخلة ضمن فقرة "شعندك مع محمود" على إذاعة الديوان أف أم، قدّم الإعلامي محمود الحجري قراءة مبسّطة وشاملة لما وصفه بـ"القصة الكبيرة وراء الكابل اللي جاي من البحر"، موضحًا أنه "مش مجرد سلك إنترنات، بل بنية تحتية ضخمة ستُحدث نقلة نوعية في سرعة الربط الدولي واستقرار الشبكة الرقمية التونسية".





كابل بطول 8700 كيلومتر يربط ثلاث قارات

يمتد كابل Medusa على طول 8700 كيلومتر تحت مياه البحر الأبيض المتوسط، وتُنجزه شركة AFR-IX Telecom بدعم من الاتحاد الأوروبي، ليشكّل أحد أضخم المشاريع الرقمية العابرة للقارات.
يربط الكابل 11 دولة من أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط، وهي: تونس، البرتغال، إسبانيا، فرنسا، إيطاليا، مالطا، اليونان، قبرص، المغرب، الجزائر، ليبيا، ومصر.

أما الجزء الخاص بتونس، فهو زوج من الألياف البصرية يمتد على أكثر من 1000 كيلومتر بين بنزرت ومرسيليا، بطاقة استيعاب تصل إلى 22 تيرابت في الثانية، ما يعني مضاعفة سعة البلاد الدولية ثماني مرات.

تحوّل رقمي استراتيجي

الكابل الجديد يُمثّل خطوة حاسمة نحو تعزيز السيادة الرقمية الوطنية وتأمين تبادل البيانات الدولية، إلى جانب توفير مسارات احتياطية جديدة للربط العالمي.
ويُتوقع أن يُسهم المشروع في تطوير مجالات الحوسبة السحابية (Cloud)، والذكاء الاصطناعي، والخدمات الإلكترونية العمومية، والمدن الذكية، فضلًا عن تحسين جودة الإنترنت وتقليص زمن الاستجابة (latence).

وأكد محمود الحجري أن أهمية الكابل لا تقتصر على سرعة الإنترنت المنزلية، بل تمتد إلى الاقتصاد الرقمي والاستثمار، قائلًا:
"الكابل هذا يعني أكثر استقرار، أكثر سرعة، وأكثر فرص لتونس باش تولي مركز رقمي إقليمي في البحر المتوسط."

تكلفة المشروع وتأثيره الاقتصادي

تقدّر كلفة مشروع ميدوسا بـ342 مليون يورو، ويمثل تعاونًا بين القطاعين العام والخاص، بمشاركة فاعلين دوليين كبار.
وأكد الخبراء أن هذه البنية التحتية الجديدة "ستفتح الباب أمام استثمارات رقمية كبرى في تونس"، خاصة في مجالات مراكز البيانات (Data Centers) والشركات الناشئة في التكنولوجيا والاتصالات.

من SEA-ME-WE إلى MEDUSA: مسار أربعين سنة من التطوير

منذ أول كابل بحري دولي SEA-ME-WE 1 سنة 1985، شهدت تونس تطورًا متدرجًا في شبكات الربط البحري:

* SEA-ME-WE 2 (1992) وKELTRA (1995) ساهما في تحديث البنية التحتية الرقمية.
* SEA-ME-WE 4 (2005) وكابل "حنبعل" (2009) بين قليبية وإيطاليا عززا مكانة تونس في الربط المتوسطي.
* وصول كابل ميدوسا (2025) يكرّس اليوم انتقال البلاد إلى جيل جديد من الاتصالات الدولية فائقة السرعة.

تصريح مدير شركة ميدوسا

قال نورمان ألبي، الرئيس المدير العام لشركة Medusa، في تصريح إعلامي:
"يمثل وصول الكابل إلى تونس خطوة مهمة نحو تعزيز الربط بين ضفّتي المتوسط، وجعل المنطقة أكثر تنافسية من حيث التكنولوجيا والابتكار. شراكتنا مع اتصالات تونس تجسّد رؤية مشتركة لربط القارات ودفع النمو المستدام."

نحو سيادة رقمية تونسية متكاملة

يؤكد هذا الإنجاز أن تونس تسير بثبات نحو استقلال رقمي متكامل، يجعلها في موقع محوري ضمن الشبكات البحرية العالمية.
فبفضل "ميدوسا"، تصبح تونس اليوم نقطة عبور استراتيجية للبيانات الدولية، ومركزًا إقليميًا يمكن أن يجذب كبرى شركات التكنولوجيا العالمية.
كما قال محمود الحجري في ختام الفقرة:
"اللي صار في بنزرت مش مجرد كابل هبط من البحر... هذا خط جديد يربط تونس بالعالم ويبدّل مستقبلها الرقمي."



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 317730


babnet
*.*.*
All Radio in One