زيارة وزير الخارجية البريطاني لتونس: نقاش حول الأبعاد والتداعيات
شهد برنامج "هنا تونس" على إذاعة الديوان، الذي تقدّمه ابتسام شويخة، نقاشًا ساخنًا بين الصحفيين خليفة شوشان وحسان العيادي، حول زيارة وزير الخارجية البريطاني إلى تونس، حيث تباينت الآراء حول أهداف الزيارة، أهميتها، والتوظيف السياسي والإعلامي لها.
قراءة مختلفة للزيارة
قراءة مختلفة للزيارة
أكد خليفة شوشان أن الاحتفاء الرسمي التونسي بهذه الزيارة، والتغطية الإعلامية المكثفة التي رافقتها، يعكسان أهميتها للنظام التونسي، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تمثل كسرًا للعزلة الدبلوماسية، وإبرازًا لإشعاع الفكر السياسي الجديد في البلاد. وأضاف أن الحديث عن تعزيز العلاقات الثنائية، والتعاون في مجالات مثل التعليم، مكافحة الإرهاب، والهجرة، يشكل جانبًا من الرواية الرسمية التونسية، لكن يبقى السؤال المطروح: ما المكاسب الفعلية التي تحققتها تونس من هذه الزيارة؟
وجهة النظر البريطانية
من جهته، قدّم حسان العيادي قراءة مختلفة، مستعرضًا الرواية البريطانية للزيارة، التي ركّزت أساسًا على مشروع بريطاني بقيمة 5 ملايين جنيه إسترليني لتعزيز المهارات والكفاءات في التعليم، بهدف الحدّ من الهجرة غير النظامية. ولفت إلى أن الإعلام البريطاني سبق أن تحدّث عن هذه الزيارة، محددًا أهدافها بوضوح قبل وصول الوزير إلى تونس. كما أوضح العيادي أن بريطانيا تعمل على تقليص تدفقات الهجرة نحوها عبر استراتيجيات مختلفة، مثل الاتفاقية المثيرة للجدل مع رواندا، وهو ما يعكس سعيها إلى تحقيق مصالحها أولًا. وأثار تساؤلات حول ما إذا كانت تونس قد استفادت فعلًا من هذه الزيارة، مقارنًا بين تعامل دول شمال إفريقيا مع القوى الدولية، حيث تحرص بعض الدول على ربط التعاون الاقتصادي والاتفاقيات الاستثمارية بملفات استراتيجية مثل قضية الصحراء الغربية والتطبيع مع إسرائيل، بينما لا تزال تونس تفتقر إلى نهج تفاوضي براغماتي يحقق لها مكاسب ملموسة.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 302419