رضا الشكندالي "التقشف يهدد الاقتصاد بمزيد من الانكماش"
قال أستاذ الاقتصاد بالجامعة التونسيّة رضا الشكندالي إلى أنّ العجز التجاري للسداسي الأول يتحسّن من سنة إلى أخرى من 11.8 مليار دينار في سنة 2022 إلى 8.7 مليار دينار في 2023 إلى 8 مليار دينار في 2024 معتبرا في تدوينة على صفحته الشخصيّة بفيسبوك، أنّ هذا التحسّن لم يكن نتيجة لتنامي الصادرات، لافتا إلى أنّ نسبة نمو هذه الأخيرة تتراجع من سنة الى أخرى (2.2% مقابل 10% في 2023 وأكثر من ذلك بكثير في السنوات الماضية). وقال أنّ هذا التحسّن يعود بالأساس إلى سياسة التقشّف على مستوى الواردات حيث استقرّت في مستواها الضعيف لسنة 2023.
وتابع "النقطة الإيجابية في تحسّن العجز التجاري هو تضاعف صادرات زيت الزيتون من 1.8 مليار دينار خلال السداسي الأول من السنة الفارطة إلى 3.4 مليار دينار خلال السداسي الأول من هذه السنة".
وتابع "النقطة الإيجابية في تحسّن العجز التجاري هو تضاعف صادرات زيت الزيتون من 1.8 مليار دينار خلال السداسي الأول من السنة الفارطة إلى 3.4 مليار دينار خلال السداسي الأول من هذه السنة".
كما اوضح أنّ النقطة السلبية تتمثّل في تراجع صادرات الفسفاط ومشتقاته بأكثر من الثلث (-30.4%) وقطاع الملابس والنسيج والجلد بـ9.2%، معتبرا أنّه أمر غير مقبول بالمرة. وتساءل: “كيف يمكننا الاعتماد على الذات وقطاع الفسفاط المدرّ الأول للعملة الصعبة يتراجع من سنة إلى أخرى؟”.
وبيّن أنّ تراجع صادرات قطاع النسيج والملابس والجلد يعود أساسا إلى الكلفة العالية التي أصبح يتحمّلها هذا القطاع بعد مراجعة الاتفاق التجاري مع تركيا نحو الترفيع في الأداءات الجمركية على الواردات التي تأتينا منها وهي بالأساس مواد أوليّة ونصف مصنعة يورّدها هذا القطاع (خيوط القطن…).
وأضاف "النقطة التي أعتبرها مفصلية وخطيرة هي هذا الإصرار من قبل الحكومة على سياسة التقشّف على واردات القطاع الخاص من مواد أولية ونصف مصنّعة ضرورية لعملية الإنتاج”.
وقال أنّ الواردات واصلت تراجعها بـ-3.4% بعد تراجع مهم في السنة الفارطة وهو ما يهدّد النمو الاقتصادي بمزيد الانكماش الاقتصادي والموارد الجبائية للدولة بمزيد التراجع وهو ما يعني المزيد من التداين الخارجي للسنة المقبلة.
وطالب الحكومة بوضع حدّ لهذه السياسة التقشّفية على مستوى واردات المواد الأولية ونصف المصنّعة لما لها من تداعيات سيّئة على الاقتصاد الوطني.
وحذّر من تنامي العجز الطاقي إلى حدود لا يمكن للاقتصاد التونسي تحمله معتبرا أنّ ذلك أمر المخيف. وبيّن أنّ من جملة 8 مليار دينار عجز تجاري لدينا 5.8 مليار دينار عجز طاقي وهو ما يتطلّب التعاون بين الحكومة والبنك المركزي لوضع حدّ لهذا النزيف. ودعا الشكندالي البنك المركزي إلى انتهاج سياسة طاقية تشجّع على الطاقات المتجدّدة، وذلك بالإقراض المباشر للشركة التونسية للكهرباء والغاز بدون فائض حتى تتمكّن العائلات التونسية والمؤسسات الاقتصادية من التزوّد باللاقطات الشمسية (الفتوضوئية).
كما طالب الدولة بالتخفيض في الأداءات الجمركية والأداء على القيمة المضافة وحذف كل التراخيص والعراقيل الإدارية حتى تنخرط كل المؤسّسات الاقتصادية في هذا المشروع الوطني المهم.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 290940