أسباب النزول

نزلت سورة الفجر بعد سورة الليل، وقد بدأت بأسلوب القسم، قال تعالى: “والفجر وليالٍ عشر”، وهي من السور التي لم يردْ لفظ الجلالة فيها، وقد سردت قصصًا لأممٍ كذبتِ المرسلين؛ كقوم عاد وثمود وفرعون.

أسباب نزول سورة الفجر
ككلِّ الآيات في السور القرآنية، تختلفُ أسباب النزول باختلاف الحوادث التي اقتضتْ نزول آية قرآنية تقوّم الناس تارةً، وتبارك عمل الناس تارةً أخرى، وفيما يخصّ سبب نزول سورة الفجر، فإنّه وردَ قول واحد في سبب نزول أواخر هذه السورة، وهو ما وردَ عن عبد الله بنِ عباس -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “من يشتري بئر رومة يستعذب بها غفر الله له، فاشتراها عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقالَ: هل لك أن تجعلها سقاية للناس؟، قالَ عثمان: نعم”، فأنزل الله تعالى في عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- قولَهُ: “يا أيَّتُها النَّفس المطمئنة * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي”، والله تعالى أعلم.

قرأتُ عندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فقال أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنه : إنَّ هذا لحسنٌ ، فقال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : أما إنَّ الملَكَ سيقولُ لك هذا عند الموتِ.

هل سورة الفجر مكية أم مدنية؟
تعدُّ سورة الفجر من السور المكية باتفاق سوى ما حكى ابن عطية عن أبي عمرو الداني أنه حكى عن بعض العلماء أنها مدنية، ولكن الراجح أنها نزلتْ على النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- في مكة المكرمة، ويبلغ عدد آياتِها ثلاثين آية، وهي السورة التاسعة والثمانون في ترتيب المصحف الشريف، حيث تقع في الجزء الثلاثين والحزب الستين.


سبب تسمية سورة الفجر

لقدِ افتتح الله تعالى كلامَهُ في سورة الفجر بالقسم، والله تعالى يقسمُ بالنجوم والليل والشمس، أيْ يقسم بهذا المخلوقات التي خلقها، وهي عظيمة أمام ناظر الإنسان، وقد وردَ في مطلع هذه السورة القسم بالفجر وبالليالي العشر، قال تعالى: “والفجر * وليالٍ عشر * والشفع والوتر”، وهذا ما يوضّح أنّ سبب تسميتها جاء من مطلعها، وهذا شأن كثير من سور القرآن الكريم، أي إنَّ سبب تسمية هذا السورة بهذا الاسم يعود إلى أنّ الله تعالى أقسم بالفجر في مطلعها، لم يختلف في تسمية هذه السورة “سورة الفجر” بدون الواو في المصاحف والتفاسير وكتب السنة، والقسم بالليالي العشر هي الليالي العشرة الأولى من ذي الحِجَّة، والشفع والوتر، قال أهل التفسير الشفع هو يوم النحر والوتر هو يوم عرفة.


فضل سورة الفحر

تختلفُ فضائلُ السور الخاصّة بكلّ سورة من سور كتاب الله -عزّ وجلّ-، فهناك سورٌ وردَ فيها فضائل خاصّة في صحيح السنة النبوية، وهناك سورٌ لم يردْ في حقّها فضل خاص دون غيرها، وتندرج سورة الفجر تحت قائمة السور التي لم يردْ في صحيح السنّة ما يدلُّ على فضل تلاوتها بشكل خاص، بينما وردت بعض الأحاديث الموضوعة والضعيفة في فضلها مثل:

“من قرأ سورة الفجر في الليالي العشر (بداية ذي الحجة) غُفر له، ومن قرأها في سائر الأيام كانت له نوراً يوم القيامة”.

“من قرأَ سورةَ الواقعةِ وتعلَّمَها لم يُكتَبْ منَ الغافلينَ ولم يفتقِرْ هوَ وأَهلُ بيتِهِ ومن قرأَ وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ في ليالٍ عشرٍ غُفِرَ لَهُ”

المتعمّق في تفسير هذه السورة العظيمة، سيقتنص فوائد وحكم كبيرة منها، فقد حملت من الموعظة ما يعظُ الإنسانية جمعاء، خاصّة فيما يتعلّق بقصص الأمم السابقة التي سردتْها ضربًا للأمثال ليتّعظَ النّاس من مصير مَن سبقهم، ولا شكَّ أنّ هذه السورة تحمل أجر تلاوة سائر القرآن الكريم، وتعلُّمها وتعليمها خير كما قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث: “اقْرَؤوا القرآنَ، فإنَّه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابه”.
وردت نصوص كثيرة فيها التحذير الشديد لمن تهاون في صلاة الفجر، بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: ” أثقلُ الصلاةِ على المنافقين صلاةُ العشاءِ، وصلاةُ الفجرِ، ولو يعلمون ما فيهما لأتَوْهما ولو حَبْوًا”

سورة الفجر - سورة 89 - عدد آياتها 30


بسم الله الرحمن الرحيم

  1. وَالْفَجْرِ

  2. وَلَيَالٍ عَشْرٍ

  3. وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ

  4. وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ

  5. هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ

  6. أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ

  7. إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ

  8. الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ

  9. وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ

  10. وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ

  11. الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ

  12. فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ

  13. فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ

  14. إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ

  15. فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ

  16. وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ

  17. كَلاَّ بَل لّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ

  18. وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ

  19. وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلا لَّمًّا

  20. وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا

  21. كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا

  22. وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا

  23. وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى

  24. يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي

  25. فَيَوْمَئِذٍ لّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ

  26. وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ

  27. يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ

  28. ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً

  29. فَادْخُلِي فِي عِبَادِي

  30. وَادْخُلِي جَنَّتِي