صيحة فزع...قبر الشيخ الطاهر الحداد لم يُدَنَّسْ

<img src=http://www.babnet.net/images/7/taherhadded.jpg width=100 align=left border=0>


د.خالد الطراولي*

توالى الصياح والضجيج والاستنكار والتنديد حول حادثة عجيبة غريبة، لم نعهدها في ثقافتنا ولا في تقاليدنا ولا في تاريخنا...حادثة تشمئز منها ذواتنا وتقشعر لها أبداننا، لما تحمله من اعتداء صارخ على مقدس حملته مرجعيتنا من تكريم الإنسان واحترامه حيا وميتا...قبر الشيخ الطاهر الحداد رحمه الله يُدَنَّسْ!!!!
تسارعت الأقلام وفاض حبر بعض الأوراق على ضفافها، وتعالت بعض الأصوات... معركة سياسية وهمية بدأت تنسج أطرافها على نار غير هادئة...صيد ثمين وقع في مصيدة التدافع السياسي المقيت... ولكن...إن كنا عرفنا المظلوم وهو شيخ وشعب ومنهج إصلاح، فلم نعرف الظالم أهو شعب أو بعضه أو حكومة أو فصيل فكري أو سياسي أم غيره؟ أصابع الاتهام توجه مقنعة إلى وجهة، "وإياك أعني واسمعي يا جارة!"
...

غير أنه تبين بعد سويعات أن الخبر مغشوش فقد ظهر أن الحبر المبثوث على قبر الشيخ الطاهر الحداد رحمه الله لم يكن إلا نتاجا عن عملية تنظيف وتنصيع الكتابة على القبر حتى تصبح أكثر وضوحا وتبيانا!!!
هذه الحادثة على هناتها ألزمت قلمي التعريج عليها لأني أحسست بخطورتها إذا ارتبطت بمنهج وعقلية وثقافة سياسية، لذا وجب التوقف ولو في كلمات غير مرتبة:
1/ الدفاع عن الرموز الوطنية والدينية واجب فردي وجماعي ووطني بامتياز، ومن لم يحترم رموزه فقدَ رمزيته واعتلَّ وجوده وأصبح تاريخه خواء وحاضره هواء ومستقبله بِلاء!

2/ بين السياسة والسياسوية خنادق وجسور، من وقف عند الخنادق فقد عرف أن السياسة أخلاق ومبادئ لا مساومة عليها ولا ارتخاء دون ترك مصلحة القوم والجماعة [على غير رأي ماكيافال] ومن اعتلى الجسور فقد عرف من أين يبدأ ولكنه لا يعرف أين يسقط ومتى يسقط وكيف يسقط، ولكن السقوط قائم ولو بعد حين، فالشعوب لا تنسى والتاريخ بالمرصاد والثورة مرت من هنا!

3/ لا يُبنى المستقبل السياسي للأشخاص والجماعات على الوعي المغشوش والعلم المنقوص، وإذا تهاوت منظومة الأخلاق والقيم على صخرة الحسابات الضيقة والطموحات الشخصية والجماعية الحالمة على حساب مصلحة قوم وجماعة.

4/ إن الواقع التونسي والمشهد السياسي إجمالا يتطلب إعطاء الشأن العام والهمّ العام الأولوية المطلقة في هذه المحطة الانتقالية الحساسة، وأي طرف سياسي غلب مصلحته على مصلحة هذا الشعب، حاكما كان أو محكوما، سلطة ومعارضة، وسعى إلى خراب هذا البيت الطيب بوعي أو بغير وعي، فقد خاط ثياب الخزي والعار ورمى بذكراه في مستنقعات التاريخ.

5/ إن الحادثة المفتعلة لتدنيس قبر الشيخ الطاهر الحداد تبرز ولا شك منهجية سياسية خاطئة يتبناها البعض، مبنية على التأويل والتهويل والتسرع، والذي لا يعين هذا البلد الطيب وأهله الطيبين على استكمال ثورتهم التي لم تنتنه في انتظار غد أفضل وواعد. وإذا كانت بعض أطراف النخبة اليوم وهي الحاملة للواء التغيير ودرجة وعي محترمة تسقط حيث لا يجب السقوط، وتتمايل حيث وجب الاستواء، فإن الشعب التونسي الذي بنا ثورته بسواعده وصدوره وآلامه ودمائه الطاهرة، قادر على أن يبحث عن البديل السليم ولو بعد حين. فاحذروا الشعوب فإنها لا تخطئ المصير وإن رأى البعض بطء المسير.

6/ إن الدفاع عن الحداثة هو دفاع على القيم المرتبطة بها والتي نراها اليوم في أفكار مستنيرة وواعية وحاملة لمشروع الإصلاح والتغيير وواقفة على ثغور البناء والتشييد. وليست الحداثة وقوفا على قبور المصلحين والبكاء على الأطلال ولكن تنزيلا وتطويرا لأفكارهم من اجل واقع سليم جديد ومتجدد في إطار من احترام النقل والعقل ومنظومة قيم وأخلاق حازمة وحاسمة.
د.خالد الطراولي
*رئيس حركة اللقاء الإصلاحي الديمقراطي.





   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


26 de 26 commentaires pour l'article 49219

Abounizar  (Tunisia)  |Lundi 7 Mai 2012 à 16:53           
الفعلة ثابتة و الخبر صحيح، حيث تعمد شخص أو أشخاص إلى طلي جثمان المرحوم الطاهر الحداد بدهن أسود اللون، لكن عندما تسرب الخبر إلى المصالح الجنائزية بالبلدية وقع التدخل مابشرة بإزالة الطلاء وتنظيف القبر، لذا فلا داعي إلى حجب الحقيقة،

   (Tunisia)  |Lundi 7 Mai 2012 à 13:53           
Pour ceux qui l'ignorent:pour écrire sur du marbre,il faut le sculpter d'abord,ce qui donne une empreinte.pour la mettre en évidence il faut passer un produit (avec la possibilité du choix de la couleur),par la suite rincer.cette "encre" ne se maintiendra pas sur la surface polie(poncée).toutefois ce produit n'est pas éternel.

TOUNSI2050  (Saudi Arabia)  |Dimanche 6 Mai 2012 à 19:59           
محامية سترفع قضية ضد المدعو سمير بالطيب بتهمة الكذب
https://www.facebook.com/photo.php?v=300385986708539

Libre  (France)  |Dimanche 6 Mai 2012 à 15:30           
Qu'est ce que vous attendez des journalistes brebis devant les ignorants et lions devant les respectueux des l'homme krichen ou omar shabou ou autres imbeciles doivent etre condamnes' par des juges propres sesgens qui vivent que de la mensonge puent l'atmosphere

Hemida  (Tunisia)  |Dimanche 6 Mai 2012 à 12:45           
مصدر الخبر هو جريدة المغرب التي تفننت في خلق الاكاذيب و لا يسمح المجال لتعدادها ... و لكن ما يؤسفني هو ما ما صرح به النائب المحترم سمير بالطيب الذي ذكر هذه الحادثة في احدى البرامج التلفزية دون التثبت من الخبر ... فلك الله يا تونس.

Alucard  (Tunisia)  |Dimanche 6 Mai 2012 à 12:28 | par             
Désole mais il faut revoir votre liste de vos symboles "nationaux & religieux", car taher hadded n'en fait pas parti.
Toutefois la profanation des tombeaux est un acte condamnable et intolérable peut importe le défunt.
@luc@rd.

   (Tunisia)  |Dimanche 6 Mai 2012 à 11:34           
عند قرائتي لهذاالمقال أيقنت أن تونس تزخر بالشرفاء الذين لا هم لهم سوى إعلاء كلمة الحق و هذا ما تجسد من خلال قلم الدكتور خالد الطراولي

ECHOUHADA  (Tunisia)  |Dimanche 6 Mai 2012 à 00:01           
C'est comme l'information concernant l'emirat de sejnan dévoilée par le journal el magreb et démentie par tous puis peu à peu reconnue

   (Tunisia)  |Samedi 5 Mai 2012 à 22:58           
أنا متأكد ان أشباه المفكرين و المصلحين و المفكرين الذين مللنا ذكرهم من أمثال طاهر الحداد و محمود المسعدي و أولاد أحمد سيكون مآلهم إلى مزبلة التاريخ و ذلك لاعتقادي أن هؤلاء ليس لهم أي مستوى و إنما وقع توظيفهم سياسيا و بعد مدة ليست بطويلة سيقع نسيانهم و نسيان إنجازاتهم التافهة

Banlieunord  (Tunisia)  |Samedi 5 Mai 2012 à 21:32           
Le super menteur samir bettayyeb , il a mis en scène un film sous forme d'un temoignage le 9 avril à la tv7, et encore il mettait en scène des histoires pour accuser comme d'hab les salafis et les fidèles pratiquants , cette histoire ressemble à l'histoire de la zaouia détruite, où ils ont accusé un groupe de barbus salafis .....même chanson favorite de ben ali....

TOUNSI2050  (Saudi Arabia)  |Samedi 5 Mai 2012 à 21:09           
المدعو سمير بالطيب بالصوت و الصورة ... ينقل أخبارا كاذبة على المباشر
https://www.facebook.com/photo.php?v=282292091863058

TOUNSI2050  (Saudi Arabia)  |Samedi 5 Mai 2012 à 21:03           
المناضل الكبير سمير بالطيّب يعلن خبر تدنيس الضريح ... و القناة الأولى تكذّب ... اذا جاءكم فاسق بنبا فتبيّنوا...

Nejmeddine  (Tunisia)  |Samedi 5 Mai 2012 à 20:39           
لمن لم تصله المعلومة فإن الوطنية في نشرة الأخبار البارحة كذبت خبر الاعتداء على قبر الطاهر الحداد وقد تكلم محافظ المقبرة وبين أن الصبغ الأسود وضع خصيصا لتنظيف الكتابة وجعلها أكثر وضوح وهو عمل فني عادي جدا
مع الشكر للدكتور الطراولي على هذا المقال

   (Tunisia)  |Samedi 5 Mai 2012 à 20:21           
Article partisan, docteur kathab de pacotille qui veut cacher ce crime ignoble fait des gens ignobles qui n'ont de l'islam que les kchours !

   (United States)  |Samedi 5 Mai 2012 à 20:01           
في المقال كل شيء ما عدا الأهم: كيف تبين لكم أن "الحبر المبثوث على القبر" هو "نتاج عملية تنظيف"؟ من أين أتتكم هذه المعلومة؟ من كلف بتنظيف القبر؟ من هو المسؤول على تنظيف هذا القبر بالذات؟ من بث الحبر ومتى ؟ هل يقع تنضيف القبور ببث الحبر؟ هذه تكنولوجيا حلال جديدة جاءت لتونس مع قدوم الغنوشي؟ وحتى لو قبلنا بأنها عملية تنظيف لماذا بث الحبر على القبر ولم يستكمل التنضيف؟ أسئلة هامة توجب على مقالكم أن يتطرق لها حتى يبين الحقيقة. لكن مقالكم تناسىاها
وأضفى على التهجم على جريدة المغرب وعلي أشخاص وتيارات و الخ.... ! هل أنتم جديين في تقصي الحقيقة (شرف مهنتكم ) التي تلومون الأخرين في التقصير فيها؟ إذا أجيبوا على الأسئلاة المطروحة أعلاه. وشكرا.

TOUNSI2050  (Saudi Arabia)  |Samedi 5 Mai 2012 à 19:26           
صحافة تبيع الاكاذيب و تزوّر الحقائق و تبثّ الفتنة و تتاجر بفقر الفقراء

   (Tunisia)  |Samedi 5 Mai 2012 à 19:16           
Le journal el maghreb se prend pour le canard enchainé alors qu'on vérité il est le canard déplumé...

Mouwaten12  (Tunisia)  |Samedi 5 Mai 2012 à 19:04           
سب الرموز التونسية كان السمة الأساسية لتدخلات نواب النهضة في الحملات الانتخابية قبل 23 اكتوبر...و هم ساروا بتعليمات "شيوخهم" الذين استأسدوا على الأموات ...ألم يعلن السيد راشد الغنوشي المسلم "المتفقه في الدين" أنه يرفض الترحم على زعيم تونس المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة(و على فكرة فان الشعب التونسي هو الذي سماه بالمجاهد الأكبر) أم أننا يجب علينا محاكمة الشعب التونسي بتمامه و كماله على خطئه هذا...
الطاهر الحداد و بورقيبة بنت عليهما المسماة جوهرة التيس حملتها الانتخابية بتطاوين و نعتتهما بأفضع الألقاب...هذا هو خطاب التهضة الحقيقي...

Mouwaten12  (Tunisia)  |Samedi 5 Mai 2012 à 18:56           
اتركوا جريدة المغرب تتكلم...كنتم تحبونها عندما أخرجتكم الى النور و علمت قياداتكم "السياسوية" و الطلابية الحديث...و اليوم تريدونها أن تصمت لأن فيها من يقدر على فضح أكاذيب شيوخكم و شيوخ شيوخكم...

   (Tunisia)  |Samedi 5 Mai 2012 à 18:54           
La tv 1 watania a bien indiqué le 04/05/12, lors des infos de 14h00, qu'il n'y a pas eu de profanation mais plutôt une opération d'entretien de la plaque signalétique du tombeau de taher haddad. ceci met en jeu la crédibilité du journal el maghreb (journal spécialisé dans le photoshop) qui ne cesse de publier des fausses infos dans l'objectif de semer le désordre et la haine.honte à ce type de médias qui trouve encore des gars pour les
défendre. el maghreb fait-il partie des journaux jaunes ou plutôt les journaux des égouts comme indique par néjiba hamrouni?
qui croire maintenant tv nationale ou el maghreb? attendons précisions des 2 parties.

   (Tunisia)  |Samedi 5 Mai 2012 à 18:33           
إنهم يتكلمون عن صحافة المجاري و لكنهم هم من سقط في المجاري عند إفتعال معارك وهمية لإكتساب شرعية فقدوها و تأكدت يوم 23/10/ 2011...أتقوا الله في هذا الشعب الذي لم يحتفل إلى حدّ الآن بثورته

Muhammed  (Tunisia)  |Samedi 5 Mai 2012 à 18:15           
La question qui se pose comment le journal le "maghreb" a eu cette information et pourquoi la présenter en couverture comme si elle est le dernier problème qu'on doit résoudre pour se sauver.
l'info a eu lieu après le succès des tunisiens le premier mai de surmonter toutes les difficultés et s'unir et de se manifester chacun de sa façon mais en paix. l’avenue bourguiba était en fête et sans aucun incident et sans photoshop. mais les vedettes des médias ont leur point de vue et c'est la liberté des médias ils doivent écrire pour vendre leur marchandise

Goldabdo  (Tunisia)  |Samedi 5 Mai 2012 à 17:22           
لما كل هذا الخوف من هاته الحادثة؟ لو تنزل إلى الشارع و تتحدث مع الشعب ستتأكد أنه لم يعد يصدق صحافة المجاري و لا معارضة الكذب. لقد فقدوا مصداقيتهم منذ مدة و لم تعد لهاته الإشاعات أي تأثير على المواطن فدهم يكذبوا كما يشاؤون و يوم الفصل سيعلم كل واحد مكانته الحقيقية في قلوب الناس.

Ballouchi  (France)  |Samedi 5 Mai 2012 à 17:18           
Merci si khaled
excellant article, bien dit chokren.

Antisalafia  (Germany)  |Samedi 5 Mai 2012 à 17:16           
*********

Leila  (Tunisia)  |Samedi 5 Mai 2012 à 17:12           
Bravo, un article à lire.


babnet
All Radio in One    
*.*.*