ثورة الأحرار بين أنياب خامنئي واوباما
وأخيرا اتفق الخصمان ظاهرا واللّذان طالما ربطت بينهما مصالح مشتركة في الباطن أسوة بBusiness is business .. فكلّ من الإخوة الأعداء "المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي" والرئيس الأمريكي باراك اوباما كانا من أكثرهم حماسا وتأييدا للمتظاهرين في تونس ومصر ولم يدعا الفرصة تمرّ دون أن يطلاّ علينا مهنئين متضامنين رغم أن أمريكا مثلا وعكس إيران من الدول "الصّديقة" لهذه الأنظمة ولكن كما أدارت ظهرها لبن علي هاهي تدير ظهرها لمبارك ولو أنها حقا كانت تريد بقاءهما على الكرسي لكان لها ذلك مهما كانت إرادة الشّعوب قوية ولكن أرادت أن تلعب دور الملاك الحارس للثورة.. ولئن حيّا اوباما ووقف بمعية أعضاء الكونغرس احتراما وإجلالا لشعب تونس في انتظار سقوط مبارك ليعيد الكرّة فان آية الله خامنئي لم يفوّت فرصة خطبة الجمعة حيث خصّص وقتا للحديث عن الثورة في تونس ومصر واصفا إيّاها بأنها" بوادر يقظة إسلامية في العالم مستوحاة من الثورة الإسلامية الإيرانية في 1979" نظرا لعاملي المفاجأة والسرعة في إطاحة الحاكم الذي طالما اعتقد انه محمي كما يجب داعيا إلى إنشاء حكم إسلامي متباهيا أنّ الثورة الإيرانية "أصبحت مصدر وحي ونموذج بسبب استمراريتها واستقرارها وإصرارها على المبادئ" ولكنّه نسي أن يقول أن ثورته خلعت عميلا للأمريكان لتنصّب ديكتاتورا.. اخطبوطا مدّ أذرعته للجوار.. نسي أن يقول أن شخصه "الكريم" الذي يشجّع المتظاهرين في تونس ومصر قام بأفظع عمليات القمع في حق المحتجّين عن نتائج الانتخابات في 2009 المتهمين نجاد بالتزوير رغم أن المظاهرات كانت سلمية.. وصل الأمر حدّ الإفتاء بتكفير من يطعن في صحة الانتخابات وإيلاج رموز المعارضة السّجون ولا فائدة في ذكر ما يحدث خلف القضبان للسّجناء السّياسيين..
ثورة تونس ومصر قام بها شباب دون تأطير سياسي لا أحزاب معارضة ولا جهات أجنبية ولا يحقّ لهؤلاء الرّكوب عليها والتّسابق للالتفاف عليها.. فلا مكان لأمريكا ولا "الملالي" بيننا.. ثورة شعبينا قامت لأجل الحرية والكرامة والمساواة الاجتماعية والعيش الكريم لا من اجل إقامة حكم إسلامي ولا ارضاءا لأمريكا التي تنصّب نفسها رسولا لديمقراطية الدّبابات.. فليهتم اوباما بالمستنقعات التي غرق فيها في أفغانستان والعراق التي لم يكن قادرا على دخولها لولا أخيه خامنئي.. وان أراد حقا أن يجلب انتباه الشعوب العربية واحترامها وحبها ويظهر بمظهر نصير الثوار "باراك غيفارا" ما عليه إلا أن يبحث عن تسوية أكثر جدية للقضية الفلسطينية لا أن يشيد بالمتظاهرين في الظاهر ويبحث عن سبل تعيين حاكم آخر مكان الذي احترق في الباطن.. وليلتفت السيد خامنئي للشعب الإيراني الذي عانى الويلات لعقود وخرج بالآلاف مطالبا بإسقاط نجاد على خلفية تجديده لولايته وطالب بوقف إهدار المال العام على دعم المد الشيعي في العالم العربي والإسلامي وصرف ملايين الدولارات على البرامج النووية ولولا شراسة الحرس الثوري وسياسة التنكيل التي قام بها تجاه المتظاهرين حينها لتواصلت الاحتجاجات واتسعت رقعتها.. ولما لا يجد نفسه ونجاد في سوريا أو جنوب لبنان فعلاقتهما ليست طيبة مع السّعودية..
ثورة تونس ومصر قام بها شباب دون تأطير سياسي لا أحزاب معارضة ولا جهات أجنبية ولا يحقّ لهؤلاء الرّكوب عليها والتّسابق للالتفاف عليها.. فلا مكان لأمريكا ولا "الملالي" بيننا.. ثورة شعبينا قامت لأجل الحرية والكرامة والمساواة الاجتماعية والعيش الكريم لا من اجل إقامة حكم إسلامي ولا ارضاءا لأمريكا التي تنصّب نفسها رسولا لديمقراطية الدّبابات.. فليهتم اوباما بالمستنقعات التي غرق فيها في أفغانستان والعراق التي لم يكن قادرا على دخولها لولا أخيه خامنئي.. وان أراد حقا أن يجلب انتباه الشعوب العربية واحترامها وحبها ويظهر بمظهر نصير الثوار "باراك غيفارا" ما عليه إلا أن يبحث عن تسوية أكثر جدية للقضية الفلسطينية لا أن يشيد بالمتظاهرين في الظاهر ويبحث عن سبل تعيين حاكم آخر مكان الذي احترق في الباطن.. وليلتفت السيد خامنئي للشعب الإيراني الذي عانى الويلات لعقود وخرج بالآلاف مطالبا بإسقاط نجاد على خلفية تجديده لولايته وطالب بوقف إهدار المال العام على دعم المد الشيعي في العالم العربي والإسلامي وصرف ملايين الدولارات على البرامج النووية ولولا شراسة الحرس الثوري وسياسة التنكيل التي قام بها تجاه المتظاهرين حينها لتواصلت الاحتجاجات واتسعت رقعتها.. ولما لا يجد نفسه ونجاد في سوريا أو جنوب لبنان فعلاقتهما ليست طيبة مع السّعودية..
مديحة بن محمود
Comments
19 de 19 commentaires pour l'article 32595