مشاكلنا وإعلامهم

<img src=http://www.babnet.net/images/5/aljazeerastudio.jpg width=100 align=left border=0>


منذ أن استفحلت الأزمة الاقتصادية العالمية وألقت بظلالها على كبرى القوى الاقتصادية العالمية التي مررتها بدورها إلى الدول ذات الاقتصاديات الهشة والعالم يعيش موجة من الإظطرابات والاحتجاجات حول ارتفاع نسبة البطالة وضعف المقدرة الشرائية نتيجة غلاء المواد الأولية

وكغيرها تعيش تونس هذه الأيام موجة إحتجاجات شعبية في ولاية سيدي بوزيد نظرا لتردي الأوضاع وتفاقم نسبة البطالة وهو حدث عادي ومشروع قانونا في كل دول العالم فالمطالبة بالحق في الشغل من حق كل مواطن يعيش فترة فراغ ونفسية هشة تدفعه إلى الالتجاء إلى مثل هذه الممارسات التي تتسم بها كل الدول الديمقراطية التي تضع على ذمة مواطنيها كل سبل تبليغ ما يخالج صدورها من متطلبات وطلبات سواء كان ذلك بالاتصال المباشر مع المسؤولين أو الإضرابات والاحتجاجات الشعبية
فما جرنا إلى هذا الكلام هو التهويل الإعلامي الذي شنته بعض القنوات الفضائية للحراك الشعبي في سيدي بوزيد وكأنها تتعامل مع قضية فريدة من نوعها في العالم وجعلت المسألة على سلم أولوياتها في حين أنها اعتيادية تعكس مدى نضج الشعوب وراحت تستقطب إعلاميا من له مصلحة في بث السموم والفتنة داخل النسيج الاجتماعي التونسي هدفه الأساسي إدخال البلاد في فوضى لتصفية حسابات قديمة على حساب مشاغل الشباب
...

فهذه الطريقة الممنهجة في الخطاب الإعلامي تسعى إلى إذكاء الشعور بالطبقية والاعدل في تقسيم الثروة التي تأجج بطبعها المشاعر وتلهب العواطف وتكرس ثقافة العنف والمصادمة الذي لو أحصينا إيجابياتها فلا يمكن حصر سلبياتها
ونحن لسنا بصدد تكرار الخطاب الرسمي أو تقزيم من حجم معاناة هؤلاء المحتاجين فمن حقهم الدفاع عن قوتهم ولكن نحن بصدد إلقاء اللوم على الإعلام التونسي الذي حاول تغييب هذه الاحتجاجات والسكوت عنها والمضي في ما يعرف إعلاميا بنظرية دوامة الصمت وترك الباب مفتوحا لبث وتلفيق بعض السموم على بعض الحقائق فيختلط النابل بالحابل ويصور على أن كله حقيقة مستغلة حالة الإستنفار بين المحتجين والخلط بين الخطأ والصوابمشاكلنا وإعلامهم
وإن غصنا في التاريخ قليلا لاكتشفنا أن مثل هذه الدعايات الإعلامية المبتكرة من النازيين الألمان كانت سبب هلاكهم خلال الحرب العالمية الثانية عن طريق وزير الدعاية النازية الذي طبق نظرية نشر السموم بحفز همم التمرد لدى الشعوب أو كما يسميها تصديق الأكاذيب بمزجها بالحقائق تحت مقولة "اكذبوا ثم اكذبوا حتى يعلق شيء في أذهان الجماهير"

فاللوم كل اللوم في هذه الحالة على المنظومة الإعلامية التونسية التي صمتت في مثل هذه الأحداث في انتظار حلها رسميا فكانت بطريقة غير مباشرة شريك في مزيد تأجيجها
فالسؤال الذي يطرح هنا هو ماذا لو تناول الموضوع في إعلامنا الرسمي فهل ستكون الحالة كما هي عليه الآن سيكون الجواب لا باعتبار تناول الموضوع إعلاميا خطوة تطمينية تجعل المواطن يحس بأن قضاياه تبحث أمام الرأي العام قصد إيجاد حلول فهذه الخطوة وإن حصلت متأخرة بعض الشيء على قناة نسمة فإنها أكدت وعي وثقافة التسامح المنغرسة في شباب سيدي بوزيد على لسان شاب لخص للعالم أن الشباب التونسي يعي تحديات المرحلة والضغط الذي تعاني منه الحكومة في إدماج الشباب الحامل للشهادات العليا التي تعجز أي دولة عن تشغيله مهما كان اقتصادها بمعدل 80 ألف متخرج سنويا في دولة ليس لها إمكانيات كبيرة بل ذهب إلى استنباط حلول لهذه المعضلة وأقترح حل أرى فيه الجدية وضرورة دراسته وهو بعث مكتب ذوي الاحتياجات الخصوصية
مقترح يؤكد درجة كبيرة ن الوعي الجماعي بصعوبة التحديات والمرحلة الراهنة ويؤكد نضج وثقافة شباب تونس المبنية على التضامن ويدعم مقولة الشباب هوالحل وليس المشكل ويفند الخوف من طرح مشاكل من هذا القبيل في إعلامنا الرسمي والخاص
حلمــــــــــي





   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


9 de 9 commentaires pour l'article 31705

عبد الصمد  (Argentina)  |Samedi 1 Janvier 2011 à 20:29           
اصبح عندتا حرية اعلام .... فرحنا واذ بنا قدام موجة جديدة من التبندير والدوهين وقلة الخير عليكم ان تفهوا نريد الوضوح ولا شيء غيره اما اللف والدوران وتزيف الحقائق ما يلزمناش يخي انتم باش تفهموا ما تفدوش ما تملوش من الكذب والقفة يزينا من كلمة تونس بخير اهبطوا للواقع وانقلوا اهات الشعب الجائع شعب يلبس في الفريب شعب لا يستطيع ان ياخذ جمعة يتبحبح فيها شعب لا يجد ثمن كراس وانت يا كاتب المقال انظر الى حالك يسخف تهند على قهوة و مازلت
تبندر ياراجل احشم

ALBAJI  (Germany)  |Samedi 1 Janvier 2011 à 15:53           
الدولة التي لا تستثمر في إنتاج برامج وأفلام وثائقية توعوية " علمية ،تاريخية ،سياسية،...إلخ" لا يمكن وصفها إلا بدولة ذات إعلام "زيرو"،وبصراحة قسط كبير من ميزانية الدولة ماشي للأمن الداخلي،في حين وأنو الأمن لا يتحقق إلا بتثقيف المواطن ،أنا نحب نسأل مثلا وزارة الإعلام قداش تنتج من فلم وثائقي لتوانسة فالعام؟؟؟؟؟"زيرو"

Hehehe  (Tunisia)  |Samedi 1 Janvier 2011 à 15:02           
le rigolo !!! d'ou est ce qu'il sort celui la ??

Ghariib  (Germany)  |Samedi 1 Janvier 2011 à 14:32           
يا أخ حلمي هذا تعليق غير مصيب و ليس في مكانه إذن إطلب منك بان تتناول مواضيع اخرى سهلة وعلق عنها. رأيي الخاص الفضائيات الأخرى لم يأتوا بصورٍ من المريخ ، هذه الصور متاعنا وما صار في بلدنا فهو شيء عادي يصير في العالم أجمع أما نحن دائماً نروج الصورة الجميلة فقط للأسف و نخجل من هذه الصور المعبرة على ألحق في العمل و في الحياة الأفضل .الإعلام مكسور الأجنحة ما فالح كان في الكرة أو الثقافة أو الحاجات الفارغة . كونوا واقعين واحترموا الرأي الآخر .

Khsara  (Tunisia)  |Samedi 1 Janvier 2011 à 13:54           
متأخر جدا
ولن يدوم طويلا

Sudoi  (Tunisia)  |Samedi 1 Janvier 2011 à 13:43           
C'est un article qui fait retourner le paramétrage temporel vers la période d'avant les évènement de sidi bouzid... conseil aux responsables de journal tv7....ne rien changer dans le statut de vos éditions du journal de 20h.....

   (Tunisia)  |Samedi 1 Janvier 2011 à 12:18           
من واجب وسائل الاعلام فى عصر الانترنات و الوكليكس
1/تتعاون
2/تدعم بعضها
3/تلغى الحدود
تقول للمحسن احسنت ....
باختصار ما بقى احد بوهالى باش تتعدى عليه
اما صحافى محترف و الا سكر الحنوت

Eyemna  (Tunisia)  |Samedi 1 Janvier 2011 à 11:41           
C'est bien de prendre conscience du problème, c'est un bon début. il faut maintenant commencer à travailler

LeVoyageur  (France)  |Samedi 1 Janvier 2011 à 11:41           
Un petit rappel : on est en 2011...
bander bander ya bendiri...
no comment


babnet
All Radio in One    
*.*.*