يعد الحبيب عاشور شخصية محورية في تاريخ تونس الحديث، إذ لعب دورًا فاعلًا في مقاومة الاستعمار الفرنسي ثم في مرحلة بناء الدولة الوطنية، لكنه عاش أيضًا محطات من الصدامات السياسية والنقابية، خصوصًا مع الرئيس الحبيب بورقيبة. وكان عاشور، الذي وُلد في جزيرة قرقنة عام 1913، شاهداً على تطورات كبرى بين أربعينيات وثمانينيات القرن الماضي، كما أنه دخل السجن في أكثر من مناسبة بسبب مواقفه الصلبة في الدفاع عن استقلالية المنظمة النقابية.

---

---

شهادات ووثائق تنشر لأول مرة

يتضمن الفيلم شهادات غير مسبوقة حول حياة عاشور، فضلاً عن كشف وثائق وأرشيفات تاريخية هامة من مصادر تونسية وفرنسية، مما يجعله مرجعًا تاريخيًا موثوقًا لفهم شخصية الرجل ومحطاته السياسية. كما يشارك في الوثائقي عدد من أبرز المؤرخين التونسيين، من بينهم عبد الواحد المكني، عبد اللطيف الحناشي، وعدنان منصر، لتقديم رؤية تحليلية متكاملة حول الدور الذي لعبه عاشور داخل المشهد النقابي والسياسي في تونس.

إنتاج تونسي بإشراف فريق متخصص

الفيلم هو إنتاج الجزيرة الوثائقية بالتعاون مع شركة نصر برود، حيث أشرف على إدارة الإنتاج جمال الدلالي، فيما تولّى محمد اليوسفي البحث الصحفي والعمل التوثيقي، وهو من إخراج مايا يوسف.

كشف المسكوت عنه في تاريخ عاشور

وفق ما أكده فريق العمل، فإن الفيلم "سيكشف حقائق تُروى لأول مرة"، كما سينبش في بعض المحرمات المتعلقة بمسيرة الحبيب عاشور، سواء في علاقته بالسلطة أو بالتيارات المختلفة داخل الاتحاد العام التونسي للشغل.