ناجي جلول: قضايا بلا حلول.. والشباب فقد الثقة في المستقبل

في مداخلة على إذاعة إكسبريس، انتقد ناجي جلول، رئيس حزب الائتلاف الوطني التونسي، الوضع السياسي والاقتصادي الحالي في تونس، مشيرًا إلى أن البلاد تعيش حالة "ضعف إنجاز وعجز عن تقديم حلول حقيقية"، وهو ما أدى إلى عزوف الشباب عن الاهتمام بالشأن العام والتفكير في الهجرة كحل وحيد.
قضية التآمر على أمن الدولة.. محاكمة سياسية؟
قضية التآمر على أمن الدولة.. محاكمة سياسية؟
علّق جلول على التطورات الأخيرة في قضية التآمر على أمن الدولة، معتبرًا أنها محاكمة سياسية بامتياز وليست قضية قضائية بحتة، وقال:
"لماذا تتواصل هذه القضية إلى الآن؟ المتهمون أمضوا أكثر من 14 شهرًا دون محاكمة، والآن تُجرى الجلسات عن بعد، وهو ما يفتقد إلى الضمانات الأساسية للمحاكمة العادلة."
وأضاف أن استمرار هذه المحاكمات يعكس محاولة للتغطية على ضعف الإنجاز السياسي والاقتصادي، مؤكدًا أن هذه الملفات لا تحظى باهتمام واسع لدى التونسيين الذين أصبحوا منشغلين أكثر بمستقبلهم الشخصي وسبل العيش الكريم.
الشباب التونسي بين الهجرة والبطالة
أكد جلول أن الشباب التونسي فقد الثقة في بلاده، مشيرًا إلى أن 20 ألف شاب قدّموا طلبات هجرة إلى كندا، فيما غادر 7500 تونسي البلاد بطريقة غير نظامية خلال سنة واحدة رغم تشديد الرقابة على الهجرة غير الشرعية. وتابع:
"الشباب التونسي لم يعد يجد أفقًا في بلاده، من يواصل دراسته الجامعية يجد نفسه أمام شهادة بطالة، ومن يريد إطلاق مشروع يصطدم بالإجراءات الإدارية المعقدة.. الحلول غير موجودة."
كما انتقد ما وصفه بـغياب رؤية اقتصادية واضحة، معتبرًا أن الحديث عن "محاربة الفساد" و"السيادة الوطنية" أصبح مجرد خطابات جوفاء دون نتائج ملموسة، حيث ارتفع الدين العام ليصل إلى 81%، وزاد مؤشر الفساد في تونس مقارنة بالفترات السابقة.
الشركات الأهلية والثروات المنهوبة.. خطاب بلا نتائج؟
علّق جلول على مشروع الشركات الأهلية الذي تطرّق إليه رئيس الجمهورية مؤخرًا، معتبرًا أنه فشل في عدة تجارب سابقة مثل الاتحاد السوفيتي والمغرب، مشيرًا إلى أنه لا يمكن بناء اقتصاد على أفكار ثبت فشلها تاريخيًا. وأضاف:
"نسمع خطابًا متكررًا عن الثروات المنهوبة، لكن لا نرى حلولًا واقعية.. العالم يتطور ونحن ما زلنا نعيش في الماضي."
كما انتقد غياب المشاريع الكبرى، مشيرًا إلى أن البلدان الأخرى، مثل المغرب، نجحت في بناء مشاريع ضخمة، بينما في تونس لم يتم استغلال الفرص المتاحة، مثل مشروع "المدينة الطبية" في القيروان، حيث قال:
"كنت أتمنى أن يتم الإعلان عن بناء أكبر كلية طب أو مخبر للتكنولوجيا الحيوية، لكن الحديث اقتصر على فتح مكتب بريد!"
القضاء وغياب المحاسبة.. قضية مصنع الفولاذ مثالًا
في تعليقه على ملف معمل الفولاذ، استنكر جلول بقاء وزير الصناعة الأسبق لمين الشخاري في السجن لمدة 13 شهرًا قبل صدور حكم بعدم سماع الدعوى، متسائلًا: "من سيعوض هؤلاء الأشخاص عن سنوات السجن التي قضوها ظلمًا؟ ومن يعيد لهم كرامتهم وصحتهم بعد تلفيق التهم لهم؟"
ختامًا.. تونس في حاجة إلى رؤية واضحة
ختم ناجي جلول مداخلته بالتأكيد على أن تونس تحتاج إلى رؤية اقتصادية واستراتيجية حقيقية، بدلًا من الخطابات الشعبوية، قائلًا: "نحن بحاجة إلى دولة تفكر في محاربة الفقر بدل توزيع المساعدات، وإلى إصلاحات جذرية تعيد الأمل للشباب قبل أن يفقدوا ثقتهم تمامًا في المستقبل."
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 304255