<img src=http://www.babnet.net/images/3b/67ada45e9ef1b0.45078206_gkoqhmpielfjn.jpg width=100 align=left border=0>
تعدّ ليلة نصف شعبان واحدة من الليالي المباركة التي يحرص المسلمون على إحيائها بالتقوى والطاعات، وتعتبر من بين أفضل الليالي التي أُحيطت بفضائل كثيرة، حسب ما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة.
1. ليلة مغفرة الذنوب
من أبرز الفضائل التي تنسب إلى ليلة نصف شعبان ما ورد في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ يطَّلعُ في ليلةِ النصفِ من شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلقِهِ إلا لمشركٍ أو مشاحنٍ". (رواه ابن ماجة). وهذا الحديث يدل على أن هذه الليلة تحمل فرصة عظيمة للمسلمين لنيل المغفرة من الله عز وجل، بشرط أن يكونوا بعيدين عن الشرك والمشاحنات.
2. ليلة الدعاء المستجاب
تعتبر هذه الليلة من الليالي التي يُستجاب فيها الدعاء، حيث يُستحب للمسلم أن يرفع يديه إلى الله سبحانه وتعالى، سائلاً إياه مغفرة ذنوبه، والرحمة، والرزق، والتوفيق في الدنيا والآخرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ ينزلُ ليلةَ النصفِ من شعبانَ إلى سماءِ الدنيا، فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلا اثنينِ: مشاحنٍ وقاتلِ نفسٍ" (رواه ابن ماجة).
3. تصفية القلوب والابتعاد عن النزاعات
من الفضائل الأخرى لهذه الليلة، أنها تعتبر فرصة للمسلمين لتصفية قلوبهم من الأحقاد والنزاعات. فالتشاحن مع الآخرين يمنع المغفرة في هذه الليلة المباركة. وبالتالي، ينبغي على المؤمن أن يسعى للسلام والمصالحة مع من حوله، ليحظى ببركات هذه الليلة.
4. ليلة التنزل الإلهي
يقال إن ليلة نصف شعبان هي ليلة ينزل فيها الله سبحانه وتعالى إلى سماء الدنيا نزولًا يليق بجلاله، ليغفر للمسلمين الذين سيسعون إلى الاستغفار والدعاء. وإن هذا التنزل الإلهي يعد فرصة عظيمة للمسلم ليتقرب من ربه، ويجدد التوبة والنية الطيبة.
5. تأكيد الدعوة إلى العبادة والطاعة
تعتبر ليلة نصف شعبان فرصة لإحياء ليلة من ليالي العبادة، التي ينبغي أن يتوجه فيها المسلم بكل ما أوتي من صلاة ودعاء. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أتنامُ قبلَ أن تُصلِّيَ؟ قالَ: نعم، يا عائشةُ، إنَّ لي رَبًّا أُصلِّيَ له". فالعبادة في هذه الليلة من أهم العبادات التي تقرّب المسلم من ربه وتطهر قلبه.
6. بركات لهذه الأمة
تعتبر ليلة نصف شعبان من الأيام التي تُظهِر رحمة الله تعالى لهذه الأمة، بحيث يكثر فيها المغفرة والرحمة والبركة. وقد حرص السلف الصالح على إحياء هذه الليلة بالعبادة والدعاء، لما فيها من فضل عظيم.
ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان
ذهبت كثير من الأخبار والمصادر إلى أنَّه في ليلة النصف من شعبان بالتحديد تم تحويل قبلة المسلمين إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة بعد أن كانت باتجاه بيت المقدس في فلسطين في بلاد الشام، وقد وردت قصة تحويل القبلة في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمر رض الله عنه حين قال: “
بيْنَا النَّاسُ بقُبَاءٍ في صَلَاةِ الصُّبْحِ، إذْ جَاءَهُمْ آتٍ، فَقالَ: إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ أُنْزِلَ عليه اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، وقدْ أُمِرَ أنْ يَسْتَقْبِلَ الكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا، وكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إلى الشَّأْمِ، فَاسْتَدَارُوا إلى الكَعْبَةِ”، وقد أشارت أصح الأقوال إلى تلك الحادثة وقعت في السنة الثانية بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، رغم وجود بعض الخلافات حول دقة ذلك التاريخ، فقد ذهبت العديد من الأقوال إلى أنَّ تحويل القبلة تمَّ في شهر شعبان بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بنحو 18 شهرًا من دون تحديد اليوم بدقة، وقيل أيضًا جرى ذلك التحويل في ليلة النصف من شعبان تحديدًا بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بحوالي 18 شهرًا، وقيل أيضًا جرى ذلك في شهر رجب بعد أن صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم باتجاه بيت المقدس بين 16 إلى 17 شهرًا تقريبًا، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يرغب بالصلاة باتجاه الكعبة في مكة المكرمة فاستجاب الله تعالى له، وقال في كتابه العزيز جلَّ من قائل: “
قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ”، ولذلك لها أهمية كبيرة عند المسلمين.
ليلة نصف شعبان هي فرصة ثمينة لكل مسلم ليتقرب إلى الله تعالى بالتوبة والدعاء، والتخلص من الأحقاد والضغائن، والإكثار من الصلاة والذكر. ففيها تتجلى رحمة الله عز وجل، وتُفتح أبواب السماء للمغفرة والرحمة.
تابعونا على ڤوڤل للأخبار
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 303033